facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




2017 عام التهاني البليدة


عمر كلاب
01-01-2017 11:44 AM

كل التهاني بالعام الجديد تفوح منها رائحة البرودة، فهي مجموعة صور بليدة بمجملها انتجتها ماكينة تجارية لا تعلم اتجاه تلك التهنئة، فلا عشاق يتبادلون التهاني ولا عائلات تقوم بالاعداد لسهرة تفوح منها رائحة الكستناء بعد ان تقاعدت الكوانين لصالح المواقد الجدارية ومواقد التدفئة على الغاز والكاز، ولا شعراء يعلقون امنياتهم على بوابة السنة الجديدة، كما جرت العادة خلال اعوام الدفء البشري والتواصل العائلي، كل ما نتبادله اليوم من عبارات بقدوم العام الجديد، مجرد عبارات كتبها فصيح في مكتب مسيّج بالحواسيب الكبيرة والصغيرة وقادر على بيع التهاني لمن يمتلك ثمن رسالة الكترونية.
سلام عليل ارق من ورق النسيم، واكتب بمداد قلبي كي تصل الكلمات الى حبي، عبارات انقرضت منذ ان اقمنا بيوت العزاء للرسائل الانسانية لصالح “ المسج “ الذي يحصرنا بعدد من الحروف او بعدد من الكلمات حسب طبيعة الموقع وقابلية جهاز الارسال، وكل الصور تفوح منها رائحة الزيف والمفرقعات الالكترونية والرفاه الذي لا نمتلكه اساسا، فنحن امة ادمنت الزيف وسرقة الكلمات ونحل القصائد، ونستعير الصورة من مرسل وسرعان ما نستعير صورة اكثر جاذبية لنعيد ارسالها، آخرون أدمنوا الرسائل الوطنية في تلك المناسبات وسلوكهم تفوح منه رائحة الدولار الخنوص ومواقفهم مثل موقف حافلة في مجمّع حافلات مهترئ لا تدوسه اقدام المسؤولين.
كل ما نمارسه في المناسبات والاعياد بات ممجوجا ومكرورا كمتتالية السنوات العجاف الاخيرة، منذ ان فقدنا الصدق في كل مناحي الحياة، نكذب ثم نكذب ونصدق ما كذبناه او كتبناه، لا طعم لكل الرسائل لانها لم تصدر من قلب نابض بل صدرت عن جهاز بليد، تماما مثل رسالة حب من مريض او مريضة مات او ماتت اكلينيكيا ويعتاشون على الاجهزة، نرثي الشهداء ونستمتع بموتهم لانهم منحونا فرصة الكتابة عنهم وحصد لايكات اكثر بلادة من كلماتنا، سارق يبيع الوطن شرفا وفاسد يقود مظاهرة لمحاربة الفساد ومرتشٍ يكتب للناس عن الفضيلة، وفقر مفضوح رغم ملابسنا وسياراتنا وبغضاء تنساب على كل الشفاه والموت فقط من يمنح المتوفى قيمة الحياة.
لن اهنئ احدا ولن اتمنى السعادة لاحد ولن ندعو لامتنا بالخير والنصر، ولن نستدعي من اجل فلسطين وتحريرها من عواصم تسير نحو الاحتلال بكل جلافة الخيانة، فأدعيتنا ملح على جراح الناس وسيوفنا عليهم، فالدعاء يحتاج الى قلوب صافية والى ارواح نقية والى سريرة نظيفة ولا اظننا نمتلك اي مواصفة من مواصفات الدعاء الشفيف، خنجرنا خلف ظهرنا كي نطعن كل ناجح، وهناك شعرة في حساء كل واحد وضعها اخ او صديق او حبيب، فكل ما نعيشه الان زيف مضروب في خلاط مع نميمة وكذب وافتراء ونحتسيه في رأس السنة مشفوعا بالامنيات والقُبل، فكيف يُستجاب الدعاء.
كل ما نتمناه ان يعود اللحن عروبيا وإن كان حزين، وان يعود الغناء قوميا وان كان حزين وان تغفر لنا اوطاننا ما ارتكبناه من اثام وفساد بحقها، كلنا مدانون حتى المواطن قليل الحيلة، وكلنا فاسدون، وعلينا التطهر اولا من خطايانا ومن اثامنا قبل الدعاء والامنيات، وعلينا ممارسة التهاني بحروفنا وقلوبنا بدل تبادل التهاني المسروقات من اجهزة تموت دون شحن الكهرباء.
لن استقبل تهنئة مسروقة ولن اكتب تهنئة لاحد سأكتب فقط لروح امي التي اغضبتها كثيرا كي تسامحني واغفو بهدوء على مخدتي منتظرا نزع الورقة الاخيرة من رزنامة العام الماضي والكشف عن الورقة الاولى في العام الجديد.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :