facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خابت آمال البغضاء


د. عدنان سعد الزعبي
03-01-2017 10:20 AM

حديث مدير الامن العام حول افشال مخططات ارهابية كادت ان تطول العديد من المواقع الحساسة في الاردن وهدفت لقتل اكبر عدد ممكن من البشر الابرياء هو الغاية المثلى لإرهابيي الكرك ومن يرتبط بهم، وكأن الاوامر التي صدرت كانت تستهدف البشر في اعياد راس السنة , فما حصل في استنبول ليس بعيدا عن ما كان يخطط له في الاردن وفي فرنسا وبلجيكا , وبريطانيا التي تتوقع الان هجمة ارهابية كما صرحت به اجهزتها الاعلامية  . 

والمسالة لا تحتاج ان نذهب بعيدا فالحصار الكبير والوجع الاشد الذي تتلقاه داعش يترجم مباشرة الى حالة من الارهاب الدولي للتنفيس عن المعاناة الداخلية, وهذه معادلة تمارسها داعش كلما اشتد الامر عليها , وكان من المفهوم اساسا ان داعش سوف تستهدف الدول المعنية بمحاربة الارهاب وستحاول القيام بأعمالها الارهابية على الاماكن والاشخاص ذات البعد الهام كمؤسسات الامن او الدولة او ذات اهتمام الناس ومزاراتهم اليومية , بل يتجلى مطلبها وهدفها اذا اقترن بالملاهي الليلية او الكنائس او ما يعتقدون بانه سيلقى ترحيبا من الاسلاميين واصحاب الفكر الاسلامي المتطرف . 

فاذا نجحت داعش في مخططها بتركيا فقد فشلت بل افشلها الله في الاردن وتونس وفرنسا والعديد من دول العالم بعد استنفار امني افقد تلك الخلايا القاتلة قدرتها على تحقيق مآربها . ولكن هذا لا يعني بان هذه الخلايا صرفت النظر عن خططها او اوقفت نشاطها. بل فهي ما زالت بحالة سعارها تبحث عن الفرصة الا إذا تم القبض عليها او القضاء على عناصرها وقيادتها في الداخل وعندها سنتوقع التراجع، فهدف هؤلاء الدمويين استقصاد الأمكنة والناس وفي مناسبات معهودة كرأس السنة او غيرها ممن يتجمع فيها الناس. فشل هؤلاء يؤكد نجاعة الحملة الامنية واليقظة الوطنية عند المواطنين الذين كانوا رديفين للأجهزة الامنية وخاصة يوم راس السنة الميلادية. فالمتجول في ساعات ما قبل الثانية عشر يدرك انه ليس من السهل على اي حاقد ان ينفذ ما يتطلع اليه، لان المواطن حريص ورجل الامن متيقظ وان التمحيصات والنظرات والترقب والمتابعة من المواطنين ورجال الامن كانت بمثابة الحاجز الذي تابع كل ما هو غريب وخارج عن المألوف, ومتى كان الشعب كله رجال امن فلا خوف على هذا الوطن ولا يمكن ان تردعه فقاقيع هؤلاء الخفافيش الذين تكحلوا بالسواد وماتت قلوبهم على السواد بلا ايمان ولا رحمة . 

لقد انتشرت مساعير داعش بعد ان رفع الغطاء عنها وازالته كل من امريكيا وتركيا وبعض دول المنطقة فباتت عارية تتلقى مصيرها بما فعلت فباتت تغرد وحدها وتتلقى وعدها الذي لا بد وان يكون مصير كل من لا يدرك ان لكل بداية نهاية

المسالة المهمة الان تتعلق باستعدادات الدول وخاصة المحيطة بسوريا والعراق بل من لها في داعش مقاتلين ان تتهيأ للتعامل مع استحقاقات انهاء هذه الجماعات التي لا بد وان تبدأ بالفرار الى دول الجوار وبالتالي عبور الحدود وهذا فعل عسكري بحت، او ان يطالبوا من بلدانهم السماح لهم بالعودة وهذه مشكلة امنية على الحكومة ان تتهيأ لها وتحضر اوراقها بشكل دقيق وواضح، فتجربتنا مع داعشيي الكرك بينت ان الاعوج لا يمكن ان يستقيم، وان من دخل في نفسه الشر من الصعب ان يفعل الخير الا في معجزة , وقد انتهى عصر المعجزات ؟؟!! وكفانا في الاردن معاناة حتى نأتي بأناس يزيدون من بلائنا بلاءً خاصة وانهم سيكونون مصدر تخوف دائم للناس ومصدر ازعاج، ولهذا فان محاكمتهم على الجرائم المقترفة يعني بالضرورة محاكمتهم بتهمة القتل والارهاب والتدمير، واقتحام حرمات البشر وزعزعة امن الدول والمجتمعات. وكلها تستحق الاعدام ولو خففت لأي سبب الى المؤبد فان التأهيل واعادة صقل الفكر على الاعتدال يحتاج برامج تأهيل نفسي وتربوي واجتماعي لسنين وسنين. 

سيناريوهاتنا في الاردن في التأمل مع المرحلة القادمة لا بد وان تكون جاهزة ولا تهاون فيها، فالشخص المسعور لا يمكن ان يتحول الى الانسانية، ومن تشبع بالدم والقتل وبلا رحمة لا يستحق ان يكون مواطنا عاديا كسائر البشر.

 

 
فمن حكم على نفسه بالموت انما اراد ذلك لنفسه وقد ارادوا لأنفسهم ان يكونوا ادوات الفكر المتطرف الذين يعتقدون ان مبايعة امراء داعش هي مدخلهم للجنة. فبتلك السخرية وبهذا العقل الضيق المنكفئ المريض تُغسل الأدمغة، فمثل هؤلاء مأواهم نار جهنم وبئس المصير فقتل المؤمن المسلم بغير حق اشد عند الله من هدم الكعبة. 

فكيف يحللون لأنفسهم قتل الناس بهذه البشاعة واستباحة النساء بلا هوادة واستلاب حقوق الناس بلا اي عقل . 

آن الاون ان يهدأ العالم , وان يعيد الامن والسلام العالمي , وان يبدأ الناس بالشعور بالاستقرار حتى تبدأ العجلة الاقتصادية بالنهوض من جديد , لقد تعب الناس وعانوا ولا بد من الفرج . فبعد كل انتكاسة انتعاش، خاصة بعد ان حققت دول صنع القرار العالمي اهدافها الخاصة وبقي لها ان تحصد. وهذا لا يتم الا بفتح صفحة جديدة، فهكذا هي صفحات التاريخ الحديث وكذا هي لعبة الامم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :