facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحكومات طواقم سياسية لا وظيفية !


شحادة أبو بقر
12-01-2017 04:39 PM

الحكومات " مجالس الوزراء " في كل الدنيا , هي طواقم سياسية ذات حضور وطني محلي وإقليمي , وستكون أحسن لو إمتلكت في بعض شخوصها حضورا على المستوى الدولي كذلك , أما مهمتها , فهي إجتراح أفكار إبداعية سياسية تتعلق بسائر السياسات السياسية والإقتصادية والإجتماعية , وكل ما يندرج في أطرها من تفاصيل مدنية وأمنية وعسكرية .

وفق هذا " الثابت " في حياة الدول وشعوبها , تفلح الحكومات في ترجمة المطلوب منها على هيئة أفكار مبدعة , تقوم طواقم وظيفية إدارية وفنية وإستشارية وغيرها , بتحويلها إلى عمل على أرض الواقع ,تحت رقابة الحكومة إبتداء , والتي تخضع بدورها هي الأخرى لرقابة برلمانية , أي رقابة شعبية يتولاها البرلمان المنتخب .

تاريخيا , لم توفق دول عديدة خالفت هذا الثابت في إختيار حكوماتها , وواجهت عثرات ومشكلات عديدة تحولت بفعل التقادم إلى معضلات مستفحلة أدت إلى إهتزاز ثقة الشعب بمجمل الدولة من جهة , وأوجدت حالة تذمر وشكوى عامة بين أوساط الشعب ذاته .

السياسي الوطني المبدع والمنتمي لوطنه وأمته وللحياة المثلى ككل , هو الشخص المؤهل فطريا لإشغال منصب الوزارة وبجدارة , والوظيفي الوطني المبدع المتحلي بذات السمات أعلاه , هو الشخص المؤهل فطريا كذلك لتحويل الأفكار والسياسات الإبداعية التي تنتجها مجالس الوزراء , إلى عمل إبداعي ملموس , وإذا ما قادته اقداره لشغل منصب وزير فمن الطبيعي أن لا يفلح وان يتعثر لينعكس ذلك على الحكومة والدولة ! .

وللدلالة على وجاهة ذلك , أستعير ما كان ذهب إليه جلالة الملك سابقا , عندما قال ما معناه " هم ناجحون في القطاع الخاص , وعندما نأتي بهم إلى الحكومات يتعثرون " إنتهت الإستعارة , والسبب في تقديري هو إفتقارهم إلى ميزة السياسي رجل الدولة ! , ولا شيء غير ذلك .

لا نشكك ولا ننتقص من قدرات وإخلاص أحد شغل أو يشغل حاليا منصب وزير , فكلهم أبناء وبنات البلد ومؤكد لا يتمنون الفشل ويطمحون إلى النجاح , لكننا نرى أن تشكيل الحكومات في بلدنا ولسنوات عديدة خلت , طغى عليه الطابع الوظيفي على حساب الأصل , وهو الطابع السياسي لمن يمتلكون صفة رجال دولة , ومن هنا فلقد عانينا وما زلنا نعاني , خاصة عندما نأتي بمبدعين في مجالهم الخاص ومعروفين فقط ضمن حدود عملهم ولمن حولهم , ونوليهم مناصب وزراء فيتعثرون كما شكا جلالة الملك شخصيا .

لم نعد نعرف آلية تشكيل الحكومات في بلدنا , لكننا نسمع كغيرنا , أن الرئيس المكلف لا يمتلك إمكانية إختيار طاقمه وحده وبالتشاور مع الجهاز الأمني ومع من يرى لديهم الخبرة , وأن تدخلات كثيرة تملي عليه وزراءه , وهذا وبكل صراحة وأمانة أقل ما يمكن أن يوصف به انه خطأ لا تحتمل الاوطان مخرجاته ! .

بصراحة أكبرلا تبغي غير وجه الله ومرضاته سبحانه , لم ولن يفلح مسؤول كبير إن لم يتمتع أصلا بأخلاق رجل الدولة السياسي الشيخ في كل صفاته وسماته وسجاياه , حتى لو شغل أعلى المناصب , والامثلة في حياتنا عديدة. حمى الله الاردن شعبا وملكا وجيشا وأمنا من كل مكروه, وهو تعالى من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :