facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكشف المبكر عن الأمراض و الكشف المبكر عن الفساد


د.فايز الربيع
15-01-2017 04:36 AM

يوصي الأطباء دائماً للوقاية من الأمراض وتسهيل علاجها الكشف المبكر عن الأمراض، إذ أن ذلك يسهل دائماً سرعة العلاج ونجاحه .


لنأخذ مثلا أمراض السرطان أعاذكم الله وأعاذنا منها-فهي تمر بمراحل، من المرحلة الأولى الى المرحلة الرابعة. فإذا كان الكشف عن المرض في مراحله الاولى فإن نسبة الشفاء تكون عالية، لأن المرض يكون في منطقة معينة، ولا يكون انتشر الى باقي أنحاء الجسم، وهكذا معظم الأمراض التي تمر بمراحل وتكون مراحلها النهائية صعبة العلاج.


والأفضل من الكشف عن الأمراض، ووجودها في مراحلها الأولى. هو الوقاية منها – أي الابتعاد عن الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها سواء كانت هذه الأسباب عضوية او بيئية أو نفسية، وهذا ما يقصد به الوقاية خير من العلاج.


ربما بدأت بمرض السرطان لتشابه هذا المرض بالفساد ولأن له مراحل يمر بها، هناك أسئلة كثيرة تطرح على المستوى القطري ومستوى الأمة. لماذا لا يكتشف الفساد والمفسدون غالباً وهم على رأس عملهم، أي بعد ان يكون السرطان قد وصل مرحلته الاخيرة، وقضى على الجسم وأنهكه.


ولماذا لا يكون الحساب واضحاً ضمن آلية محددة تطال كل المفسدين وبغض النظر عن مراكزهم من حولنا يحاكم المسؤول لمجرد شبهة رشوة وهو في قمة عطائه وسلطته وربما يدخل السجن وهو في منصبه الحساس وفي اعلى مراتب السلطة.


تولى أحد التابعين ولاية اليمن، فقال لمن حوله أتيت لكم بناقتي هذه، فاذا غادرت اليمن ومعي غيرها فحاسبوني. في تاريخنا صفحات مشرقة لحساب الفاسدين والمفسدين لأن الله لا يحب الفساد ولا يحب المفسدين وأعلن الحرب عليهم.


نحن في بلد قليل الموارد، وأصبح جيب المواطن الغلبان هو مصدر تسديد العجز، وحالنا في حالة استشراء الفساد، هو كالبئر المخروم مهما وضعت فيه من الماء فلا يمكن ان يحجز شيئا لأنه سيضيع حتماً من خلال هذا الخرم المثقوب.


أناس تجمع رزقها بالقروش والدنانير، وأناس تبدد ثروة الأمة بالملايين ولا تبالي، ولا يكتشف ذلك إلاّ بعد فوات الأوان، وإذا تم اكتشافه لا يتم الحساب كما يجب.
نحن لا نقبل على أنفسنا، وعلى غيرنا اغتيال شخصية ما ورميها لشبهة فساد، فهذا امر غير مقبول ولكن وسائل الافراد ليست كوسائل الدولة والاجهزة التي ترصد، وتستطيع ان تؤشر في لحظة ما على انحراف البوصلة نحو الفساد بكل اشكاله.


من انواع الفساد، الفساد الاداري وهو تولية الفاشل ومن لا يستحق ليقود الناجح او المؤسسة وهو يساوي سرقة المال، لأنه سيضيع المال والجهد والوقت.

 


الموضوع ليس شخص او سياسة شخص، انه تغيير نهج، الى اين نحن سائرون، ماهي خططنا، ما هو مستقبل أبنائنا وأحفادنا، المناداة بالإصلاح ليس ترفاً، وضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ليس نافلة، ان الاصلاح الاداري هو بوابة الاصلاح السياسي، ومشكلتنا في الأعم الأغلب هي مشكلة ادارة، بل حسن الإدارة، لان قيادة الناس ليست أمرا سهلاً وليست محل تجربه. ولا يمكن ان يأتي من خلال العلاقات العامة والمعرفة الشخصية فقط، لابد من مؤسسية تمكن من يستطيع من خدمة بلده وهم كثر في هذا البلد يكون لهم موقعً في اتخذا القرار، لأن اتخاذ القرار لم يعد أمراً منوطاً فقط بمن هم في موقع المسؤولية مادام الأمر سينعكس علينا جميعاً إذ لابد من المكاشفة والوضوح حتى يكون الناس على بصيرة من أمرهم.
Email: drfaiez@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :