facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محمد المشايخ جامع العلب المعدنية


عيسى أبو جودة
19-02-2017 01:14 AM

أذكره كما يذكر محارب خرب أرض ميلاده الأول، أرض السنديان، السنديان المزدحم بخرائب العشب والبيلسان. أذكره كما يذكر بحار قديم أرض موعده الأول مع المستحيل، نافذتان من صفيح على مرمى سماء حيادية في ظل المؤجل من أحلام عصية قصية. أذكره كما يذكر المحارب العائد أغنيات الغيم، غيم الحدائق والمواقد، غيم الأبواب والنوافذ واهنة الأحلاق، ناحلة الآفاق .

كنت في ذلك الوقت أعد وحيدا شؤون القصيدة الجديدة غير آبه بتفاصيل الحياة السريعة ومتطلبات القبيلة أو هي الرذيلة، مستغنيا عن الكثير بالقليل الجيد من متطلبات الحياة الآفلة، حاملا عبء اللامدرك من كلام الملاءات البليغ واجدا فيما تبقى من عمر الوقت في كلام المحطات واللافتات المحمولة فوق الأكتاف واحدة من معطيات الحياة الجديرة بالغناء، مشدودا إلى التعاطي مع مفردات الحقيقة حقيقة الوجود المنحازة الثقيلة في ظل إملاءات الحاضر الساخر المجافي للهامشي من ظلال المدرك اللامبالي وبينما أنا كذلك وإذ به يبادرني بالكلام وعلى غير انتباه مني قائلا :

" سأكلمك عن فيودور دوستو فيسكي ولكن ليس قبل أن تفرغ من علبة الصفيح التي على فمك ." ( في حينها، نعم، كنت أتناول واحدة من علب المشروب الغازي ) فما كان مني سوى أن سارعته قائلا :
" ولكن ليس قبل أن تغسل يديك ." فما كان منه سوى أن أطلق ضحكة في السماء لا زال يتردد صداها في الأنحاء كلما أصغيت، ثم إنتبه قائلا :

" أنت تشبهني في الوقت الذي راح فيه الآخر الكثير ينكرني ." واسترسل قائلا :
" أما أنا فاقرأ فيودور دوستو فيسكي لأنه يعرفني في الوقت الذي لا يزال فيه جارنا عبد المجيد يقرأه لا لشيء ولكن ليواصل مهنته ككاتب مسرحي ."

في تلك اللحظة لم أستطع سوى أن أقف على قدميه، حيث تبادلنا بعض من الغناء وشيء من فتات الخبز المحلى وبعض كلام عن شؤون السماء في تعاطيها مع معطيات الحاضر الساخر والقليل الجيد من التعاليل في رفعها الكلفة مع المستحيل .

عرفته رجلا يجوب الطرقات حتى وقت متأخر من الليل، يقتات على فراغ الإشارات من العبارات، يضحك كثيرا وينام قليلا، خفيف الإيقاع، حرا كما الفكرة المشاع، يشرب الشاي واقفا وكأن على رأسه الطير، ويحب فيما يحب المشي تحت سقف واطئ من المطر .

لا زلت أذكر عندما زرته في اليوم ما قبل الأخير وهو على فراش المرض، كان لا يزال يحتفظ بشيء من روح السخرية فاستقبلني قائلا :
" لطالما حلمت بالموت فوق سكك الحديد وأغنيات النشيد البعيد ليس بعد أن فقد حذائي المقدرة على حملي بيد أني لا زلت أرى الحقيقة كما ضوء الحمام البرتقالي ناصعة البياض ."

في اليوم الأخير عدته وقد فاض المعنى بالمبنى، هناك، توقفت كثيرا وهم يجمعون الأشياء أشياؤه ليعيدوها إلى الأدراج وقد جاءوا على حذاءه مقطع الأوصال من عبء الأغنيات الثقال، فقلت لأحدهم وهو يهم بجمع الحذاء حذاءه،
" هلا ترفقت قليلا وأنت تضعه في سلة المهملات، فمن هناك كنت أرى السماء أقرب من أي وقت مضى، فمن هناك، من فوق ظل كعبه العاري كنا معا نأكل الجبن ونشرب الجعة ونلعن أنكى الأعداء ...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :