facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عتمة المحتل وصمت الخائفين


حسن الشوبكي
11-11-2008 03:55 PM

اي عزلة تلك التي تُحتضر تحت قيدها غزة، وأي اقتصاد هذا الذي يسعى الغزيون إلى الإبقاء عليه في ظل العتمة وقطع الامدادات وارتهان الحالة الانسانية بمجملها الى المجهول.

أحسبها واحدة من اطول الجرائم في التاريخ التي تمس الإنسان وقوته وحلمه بالضوء الذي يأتي مرة ويغيب مرات، وفق عبثية المحتل وترقب الشقيق لإعلان لحظة الوفاة.

منذ ليلتين وغزة دون كهرباء بعد نفاد الوقود من محطة الكهرباء الرئيسة في أعقاب إجراءات الاحتلال الاسرائيلي القاضية بمنع إدخال السولار الصناعي اللازم لتشغيل المحطة.

قد نكون على شفا كارثة انسانية جديدة تضاف الى سلسلة الكوارث التي تلقاها القطاع منذ عام ونصف العام. ولا يختلف الحال في الضفة الغربية المحتلة كثيرا، فالاقتصاد الفلسطيني وقبله الإنسان الفلسطيني يعاني من اوضاع قاسية ويحتاج الى بليوني دولار عاجلة لإنقاذ الخراب الذي طال القطاعات التجارية والصناعية كافة لإعادة تأهيل البنية التحتية التي سقطت تحت وطأة الآلة الاسرائيلية.

توقعات البنك الدولي للاقتصاد الفلسطيني هذا العام تجنح الى صورة قاتمة، فالبنك يتوقع ارتفاع معدل البطالة في الاراضي المحتلة الى 47% بحلول نهاية العام الحالي والفقر الى نسبة 74%. اما الخسائر التي مني بها الاقتصاد الفلسطيني، خلال السنوات الست الماضية، فتجاوزت 16 بليون دولار تمت على نحو ممنهج، وفق انماط خطط لها من قبل المحتل عبر سياسة الحصار المطبقة بصورة تراكمية في كل من الضفة والقطاع.

ثمة مفارقات في المشهد الفلسطيني والعربي على حد سواء حيال التعامل مع آثار الحصار المفروض على الانسان الفلسطيني. فالفرقاء الفلسطينيون يتبادلون الاتهامية ويعقدون المؤتمرات الصحافية ويتشدقون بالحديث عن فلسطين المستقبل، في الوقت الذي تخور فيه قوى الإنسان الفلسطيني تحت ضربات الحصار والتجويع والتجهيل وقبلها البغضاء والكراهية واللامشروع.

اما على الصعيد العربي، فالهزال يصيب رجال المال والاقتصاد بعد أن استفحل في رجال السياسة، وبات الشارع العربي سلبيا في جانب تعاطيه الإنساني مع مشهد الخراب الفلسطيني بشقه الاقتصادي.

أتساءل هنا: هل يصعب على المستثمرين العرب مد جسر داعم لمن يموت على ارضه؟ ام ان دهاليز السياسة أغلقت كل الابواب بحيث اصبح الخبر الفلسطيني مجرد خبر على نشرة الاخبار لا يؤثر فينا، وكأن هذا المشهد يحدث في قارة بعيدة، وكأن انسان هذا المشهد لا يمتّ لنا بصلة!

ما سبق ليس مرثية لحال العرب، بل صرخة تهدف تحريك القوى غير الرسمية، لا سيما مؤسسات المجتمع المدني، حيال تنفيذ خطة دعم تساعد الفلسطينيين على الحياة. ومن الممكن ان تشكل القوى النقابية والحزبية ومعها قطاعات الأعمال في كل من الأردن ومصر روافع للدعم، يمكن من خلالها تسيير الغذاء والدواء والدعم المالي اللازم لإعادة تأهيل الاقتصاد الفلسطيني لمواجهة مخطط الخراب الذي يستهدف الاطفال والعائلات ووجود الانسان الفلسطيني في الضفة والقطاع.

لا تقرأ بيانا عربيا يتعلق بالقضية الفلسطينية إلا وتجد بين سطوره كلمات منمّقة تدعو الى "دعم صمود الشعب الفسلطيني"، ومؤتمرات القمة العربية ايضا توشح بياناتها الختامية بذات العبارة، لكن تلك العبارة فقدت الدلالة وأصبحت ملاذا سهلا للخنوع، وهي ذاتها التي لا تقنع طفلا عربيا يسأل ببراءة: لماذا غاب الضوء عن طفل في غزة؟!

...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :