facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




917 خـــدمــات رمضـــان


عمر كلاب
27-05-2017 02:31 AM

يتصاعد مؤشر الورع في مثل هذا اليوم من السنة، وتجتاح الناس موجة تقوى لفظية وايحائية، دون انعكاس على السلوك العام، فالمفارقة الرئيسة ان منحنى الورع يرتفع بالتساوي مع منسوب الغضب والتسوّق، فيتحول الشهر الفضيل من شهر النصر والبطولات حسب مؤشر الورع الى شهر التسوق والمولات حسب السلوك السائد، مقرونا بالغضب، رغم ان التسوق سلوك ترَفي يستهدف تفريغ الشحنات السلبية ويمنح الاسترخاء، الا عندنا، حيث تشعر ان العربات السائرة بين ارفف البضائع يقودها سائقون على الاوتستراد، يتدافعون ويتناحرون ويتبادلون النظرات الصارمة والالفاظ المكتومة ويتطور الامر في كثير من الاحيان الى الصدام المقصود والمقرون بالشتائم.

في ظل ثورة التكنولوجيا، يبدو مناسبا توفير خدمات للصائمين عبر خط مجاني لخدمات الاسئلة التقليدية والمكرورة منذ ثورة شيوخ الفضائيات على ساحة البرامج الدينية المتنوعة حسب ميول الشيخ الفقهي ورؤية تمويل القناة، فمساحة التنوع في الفتاوي واسعة جدا بين قناة وقناة، وبالضرورة يجب ان يكون هناك خط مدفوع لخدمات بدل الافطار او خدمات الصوم الديلفري، بحيث يتبرع اشخاص بالصوم نيابة عن آخرين مقابل مبلغ مقطوع مثلا، فنحن في زمن الخدمات، وتعجز الذاكرة عن حفظ ارقام الخدمات، فيستطيع الجالس في منزله الزواج والاكل والشراب وفك السحر وتفسير الاحلام وجلب الغائب وهو جالس على الكنبة، فلماذا لا تكون هناك خدمة للصائمين.

خلال الاسبوع الفائت شهدت المولات والبقالات حركة محمومة تكشف عن اختلال منهجي في السلوك العام مقارنة بالشكوى الاقتصادية العارمة، لدرجة امكانية تصديق الحكومة بأن الاوضاع بخير وان الشكوى الشعبية مبالغ فيها، فالمركبات على مدّالبصر امام المولات واماكن بيع المأكولات والخضراوات، وصارت باحة المول او السوق العام اشبه بساحة ملعب كروي في مباراة ساخنة، ومع ذلك تقرأ على صفحات التواصل الشكاوى العارمة والانتقادات اللاذعة لارتفاع الاسعار وهلاك جيب المواطن، فمن اين أتت كل هذه المركبات ومن اي جاءت كل هذه الاموال المسفوحة على مذبح الاستهلاك اللعين؟

متابعة مواقع التواصل تجلب الشيزفرينيا، فرغم منسوب الورع الزائد، ترى المباهاة في الادعية ونية الصيام، رغم ان الاصل ان تكون النية في السر لا في العلن، والصوم عمل من اعمال التقوى التي اختص بها الله نفسه به ( كل عمل ابن آدم له الا الصوم فهو لي وانا أجزي به )، فكيف يمكن المزاوجة داخل النفس الواحدة بين متناقضين في عمل واحد، صوم وتقوى وتسوق وغضب ؟ هذه التناقضات يمكن تحويلها الى استثمار واسع ومربح حسب قوانين العرض والطلب وزمن الاستهلاك وتسليع الانسان، بحيث يمكن العمل على اعداد خط ساخن مدفوع لخدمات الصوم وخدمات رمضان القابلة لكل الاحتمالات ولتجربة اقترح ان نمنح هذه الخدمة رقما سلسا وسهل الحفظ حتى يتمكن الصائم من تحقيق مبتغاه بأقل كلفة واعلى سرعة.

الخط الساخن لخدمات رمضان تجربة يمكن ان تحقق نجاحا كبيرا لكثرة طلبات الصائم الذي يستجمع كل خلاياه الدماغية لابتكار اطباق وحلوى واسئلة متنوعة لكسر الوقت والتغلب على الجوع والعطش ولا مانع من استدراج بعض الشعارات الساخنة لهذه الخدمة على غرار، نحن نصوم عنك، او ما شابهها من شعارات، لعلنا نكسر النمطية السائدة او نقدم عربونا على تفاعلنا مع الحضارة التي باتت تطحن كل وجداننا.
omarkallab@yahoo.com

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :