facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عصام قضماني يكتب : عين "مشعل" يتيمة لا ترى في المشهد إلا صورة صاحبها


عصام قضماني
12-01-2009 02:52 AM

توطئة ..

بعيدا عن صخب السياسة , والتجاذبات واللوم , واللوم المضاد , كنت مثلي مثل عشرات الآلاف .. أتابع خطاب خالد مشعل , آمل في لحظة أطلقت فيها العنان لعواطفي وحماستي كما لم أكن من قبل , أن أسمع ما يشفي غليل النفس التواقة لما قد ينتشلها من ألم ولوعة وحسرة على آلاف " الضحايا " عّلني أجد ما قد يساوي نهر الدم في قدسيته وما قد يعادل حجم التضحيات في عظمتها , فاتبعت السمع , لخطاب أبتغي منه منتهى , فلم أحصل إلا على كلمات .. كلمات تلد كلمات , كلمات تفتح على لا شيء إلا على عتمة .. في زمن لم تعد فيه شمعة تقوى على قهر الظلام .

والآن أبدأ ...

يجلس خالد مشعل الزعيم السياسي لحركة المقاومة الإسلامية " حماس " في دمشق منتشيا , يستسقي النصر بينما يتدفق شلال الدم في مكان آخر , فحماس " لم تخسر إلا أقل القليل!! " بينما ما تزال جثث الشهداء وآلاف الجرحى دونها عصية على العد ... فأي احتفال هذا .. يغيب عنه أبطاله .. وقوده أطفال وشيوخ ونساء .. وأعجب فهناك من يجد متسعا للنشوة ...

إنها صورة مختلطة حقا .. متداخلة حقا .. متشابكة حقا .. متناقضة حقا .. في كل شيء إلا من المشهد , والمشهد الغائب هنا هو ذاك الذي يجري على أرض المعركة , وفي هذا ثمة فرق كبير بين أن تطغى كحالة على الصورة بكل تفاصيلها وبين الولوج إلى تفاصيل الصورة .. أدقها , وأظن أن صاحبنا قد اختار الأولى في رحلة البحث عن نجومية , ينقصها هالة الأئمة , وسلطان القادة , وفي التاريخ الشخصي ما يوحي بأسباب البداية , والأسباب التي عنها أتحدث هي تلك التي سجل فيها مشعل انطلاقته الأولى , وفي ذهنه المنافسة أكثر مما فيه بحثا عن قضية .. لكن منافسة من ؟ , هل كانت تلك الأيدلوجيات التي تزدحم فيها الساحة , أم هي تلك الرموز التي استحوذت على البريق كله ؟.

اليوم .. أصبح مشعل المتحدر من البيت الاخواني في دمشق التي غيب عن مشهدها تنظيمه الأم " الإخوان المسلمون " محجا لوفود شعبية مختلطة متتالية , وعلى وقع " ابتسم لأخيك , فلك صدقة " يتبادل وزواره أنباء نصر يعرف هو أنه إن جاء فثمة من يدفع الثمن فالقتال هنا يتم حتى آخر فلسطيني , فالمهم أن يكون ذاك الفلسطيني اخوانيا " حمساويا " .

وفي السيرة نقرأ .. انضم مشعل لتنظيم الإخوان المسلمين عام 1971، ولعب دورا مركزيا في تأسيس كتلة الحق الإسلامية التي نافست فتح على قيادة اتحاد الطلبة بالجامعة، ليؤسس بعد ذلك الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين والتي كانت واحدة من أنوية حماس فيما بعد, وتصاعد دور حماس خارج إطار منظمة التحرير التي سيطرت عليها فتح، وكانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 فرصة لحماس لتقديم نفسها فصيلا يتخذ من " الجهاد " ضد " اليهود عنوانا , ومثله مثل كل الأذرع السياسية والعسكرية لحركة الإخوان المسلمين , نفض عنه رداء العمل الاجتماعي , ليصبح تنظيما سياسيا بذراع عسكري , سرعان ما منعت عنه أنباء التسوية السياسية إمدادات المال , ومرة أخرى مثله مثل كل التنظيمات العسكرية المنبثقة عن الإخوان أو تلك التي انشقت عنه أو حتى تلك الأيدلوجيات التائهة , وجد ملاذا آمن .. لكن لكل ملاذ ثمن , والثمن مختلف ألوانه بين ملاذ وملاذ , فمضى صاحبنا يراوح ذات اليمين وذات الشمال , حتى لو كان " التشيع " بعض ألوانه ...

يقاتل " مشعل " عبر الأثير, فالشهادة بحسبه شيء مقدس غير قابل للنقاش , على اختلاف الأسباب والطريقة وان اتخذت في أكثر الأحيان شكل الانتحار كما فعل "ريان " لكن بالنسبة ل مشعل فشعبه كله شهداء شاءوا أم أبوا .

يفضل مشعل النضال من على شاشات التلفزة , ويغيب شأنه دوما عن المشهد , وان كان في ذاك يقتفي أثر زعيم حزب الله حسن نصرا لله , إلا أن بين الاثنين هوة , لم يستطع الأول تضييقها , فجاءت ولم تزل خطاباته خاوية , لا شيء فيها إلا ما طعمها به من آيات القرآن وشواهد السيرة النبوية ... والخلاصة .. لاشيء إلا كلمات ..

يسرق مشعل الصورة لكنه يفقد وهج صاحبها الأول " نصرا لله " وعلى خطاه سعى لأن يزج بنبأ منشور عن صاروخ استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية فأصبح مثله مثل قاريء مبتديء لنشرة أخبار , نسي أن ينسب الخبر إلى مصدره , والمصدر هنا شاشات التلفزة التي يستقي منها الأنباء كما يستسقي النصر من عدد الضحايا , وتعاطف عالمي , قال أن إسرائيل خسرته , وقد نسي أن التعاطف هنا كان ولم يزل مع الضحية , هم الشهداء من الأطفال والنساء من يصنع اليوم رأيا عاما وليس من دونهم .

بالنسبة ل " مشعل " المعركة هي معركة رأي عام , , ما دامت الصورة هي ما يقاتل من أجله , فكلما كانت مشاهد القتل أكثر كلما سطع في المشهد نجم , وفي المشهد ثمة من يبني نجومية .
وكأني به وهو يدير على شاشات التلفزيون معركة يخوضها عنه غيره استمع صدفة إلى حديث " هيكل " بشأن المعركة الدينية التي رفع فعاد مشعل في خطابه إلى حصن القومية والعروبة , التي حاربها ودعا إلى دحرها في حربه على كل من رفعها.

كما عرف نصر الله في جنوب لبنان أول الأمر عدوه ولم يخطئ في تشخيصه , عرف مشعل وكما قال نصر الله أنه حزب الله قد ولد وفي جبينه مطبوع النصر يقول مشعل عن حماس .

ومثلما حول حزب الله جنوب لبنان إلى كربلاء ثانية , هل يسعى مشعل ؟ أم أنه ما يزال في رحلة البحث عن كربلائه في وجوه الضحايا والجوعى وأظنه لن يجدها , وهو إن فعل فان كربلائه هذه ليس هذا أوانها ولا هو زمانها .

ومثلما رافق حرب تموز 2006 من حملات تخوين شنها حزب الله على كل من انتقد أدائه , فعل قادة حماس , ومثلما بّشر نصر الله في منتصف الحرب بنصر الهي كذلك فعل مشعل , بيد أن الأول امتلك جرأة نسجلها له , " لو علمت أن عملية خطف جنديين إسرائيليين كانت ستؤدي إلى جولة العنف التي استمرت 34 يوما "لما قمنا بها قطعا".

فهل سيقول خالد مشعل ما قاله نصر الله .. على أنني أخشى أن تكون عين مشعل مثل سلفه يتيمة لا ترى في المشهد إلا صورة صاحبها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :