facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفقير حين ينفق على الغني،


ماهر ابو طير
12-01-2009 04:40 AM

استغل بعض النواب ، مذابح غزة ، لتمرير ضريبة جديدة ، يدفعها الاردني والمقيم ، بحيث يتم دفع فلس عن كل دقيقة اتصالات خلوية او ارضية ، وفلس اخر عن كل كيلو واط كهرباء ، من اجل دعم مربي المواشي ، وكلا الفلسين ، يصبان في خانة قيام الفقراء بدعم الاغنياء.

المواطن الفقير الذي يعيش براتبه المحدود ، عليه ان يقتطع من قوت اولاده الفقراء ، الذين لا يجدون رغيف الخبز ، ويرون اللحم في الاحلام ، او حين يموت احدهم ، ويقدمه دعما لمربي المواشي ، ومربو المواشي ، سوف يستفيدون من هذا الدعم ، للحفاظ على سعر كيلو اللحم البلدي وعدم رفعه ، بحيث يبقى في حدود السبعة دنانير في المتوسط ، بحيث يأتي الغني والمقتدر ، ويشتري اللحم ، بسعر مدعوم ، من اجل رفاهيته ، وهكذا يساهم الاردني الفقير بدعم الاردني الغني ، وهكذا ، يدعم الانسان الذي لايأكل اللحم البلدي ، اصلا ، الانسان الذي يأكل اللحم البلدي ، وهي مفارقة لاتجد لها شبيها ، في العالم ، حين تصبح النظرية المعتمدة في الاردن "اللي ما معاه.. يعطي اللي معاه".

من جهة ثانية ، لا احد يجيبك عن سبب دعم مربي المواشي ، فلماذا ادعم انا قطاعا خاصا ، وهل وظيفتي في الحياة ان اعمل واشقى من اجل دعم القطاع الخاص ، ولماذا لا تكون هناك ضريبة جديدة وفقا لهذه النظرية العبقرية ، لدعم مزارعي الموز ، مثلا ، ودعم صانعي الاحذية ، ودعم منتجي الدفاتر المدرسية ، ودعم مزارعي البندورة والملوخية ، وهكذا ينفتح الباب باتجاه قطاعات مختلفة ، كلها تشكل ثروة وطنية مقارنة بمربي المواشي ، ولماذا يكون الامر حصرا بمربي المواشي ، وهل المدعوم هنا هو المربي ام الخراف ، وهل وظيفتنا ان نساهم في تسمين الخراف والحفاظ على سعرها ، حتى يأكلها الميسورون والاغنياء ، وهل مطلوب من الموظف والعامل والعاطل عن العمل ، الذين لا يجدون اجرة المواصلات ، احيانا ، ان يأخذوا رغيف اولادهم ويقدموه دعما لمستهلك اللحم البلدي ، ولتجار الاغنام ، وللمتنفذين في قطاع المواشي.

لا نجد في النواب ، اغلبهم ، ما يسر الخاطر ، فقد كنا نتوقع فلسا لدعم تعليم الطلاب في المملكة ، او فلسا لعلاج السرطان ، او فلسا لدعم الفقراء ، او فلسا لدعم غزة ، او اي شيء اخر ، لكنهم استثمروا الموت في غزة ، وانشغال الناس والنخب ووسائل الاعلام ، بالمشهد الدموي في غزة ، ومرروا ضريبة ، كانت مرفوضة ، طوال الشهور الماضية ، باعتبار ان الحديث عن "شلايا الغنم" لن يكون مناسبا ، او لائقا في ظل هذه الظروف التي تشد انظار الاردنيين من ام قيس الى القويرة ، وتجعلهم في وضع لا يتوقفون عند كثير من القضايا التي تمر وتجري بهدوء كامل ، ودون ضجيج ، وحين نرى كيف يتفنن النواب ، في سلخ جلد المواطن ، بوسائل مختلفة ، من اجل طبقة محددة تتمثل بمستهلكي اللحم البلدي ، وتجاره الاثرياء الذين يمارسون السطوة والاحتكار ، نعض اصابعنا ، من شده القهر ، على هكذا اداء ، لايمكن تبريره ، او فهمه ، تحت اي عنوان او تفسير.

يصحو المواطن الاردني ، ويصبح مطلوبا ، منه عشرات الضرائب والمطالبات ، ويأتيه "الكبش" في المنام ، لينطحه مطالبا ، بحصته من خبز اولاده ، وحين يصرخ المواطن في منامه ، بكلمة ، كفى يبتسم "الكبش".. لانه اصبح اهم من الانسان ، فالكبش يتم دعمه وتسمينه ، والمواطن لا يتم دعمه ، ابدا ، بل مطلوب منه دعم الخراف والاغنياء ، ولربما نطلب منه بعد قليل ان يتبرع بالدم ، للخراف المنحورة في مسالخ عمان ، وغير عمان ، ولا احد يجيب عن السؤال: لماذا يتم دعم مربي الاغنام ، وهم مجرد قطاع خاص ، مثل كثير من القطاعات ، ولماذا لا نتذكر ان هناك قطاعات اخرى تشغل عشرات الاف الاردنيين ، بحاجة الى الدعم ، اكثر من مربي المواشي ، ومواشيهم ، ولماذا يشتغل بعض النواب ، من اجل مصالح دوائرهم الانتخابية ، ومن فيها ، على حساب ستة ملايين اردني ، اصبح واجبهم اليوم ، عند اجراء اي مكالمة هاتفية ، ان يغير رنة الهاتف ، لتكون شبيهة بصوت الخاروف الذي انتصر في معركة الدعم على الانسان.

ما زال هناك وقت لشن حملة من اجل الغاء ضريبة الفلسين ، وضريبة جائرة كهذه ، يتم اخذها من يد الفقراء لدعم الاغنياء والتجار ومستهلكي اللحم البلدي ، هي ضريبة ، تستحق ان تدخل كتب التاريخ ، كدليل على التشوهات ، وعلى غياب الاحساس بوضع شعبنا ، في قراه ومدنه وبواديه.

فعلا.. "اللي ما معاه.. يعطي اللي معاه"،،.

m.tair@addustour.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :