facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الداخلون من الباب الخلفي لمجلس النواب


21-01-2009 10:30 PM

من المعيب أن تـُترك أركان الدولة ومؤسسات البلد ككرة تتقاذفها أيدي نشطاء في رياضة الركض في المربعات الفارغة والمراوغة أمام الخصوم ، واقتناص الفرص لتسديد الأهداف في مرامي الشعب بصير العين قصير اليد.. والأعيب من العيب عينه أن تستغل جماعة ، بساطة الشعب وحاجة سواده الأعظم لأبسط حقوقه ليمد البعض أقدامه الى أبعد من اللحاف ، وأن يسترد الرغيف الذي أطعمهم إياه بألف رغيف مما يأكلون .. وعليه فإن " العرس الوطني " بات " هرس وطني " الهناء فيه لأثنين والشقاء لألفين ، بل لمليونين .


لقاء الأمس القريب الذي جمع بعض من الفرقاء والأخلاء في مجلس النواب الأردني والذي التئم للحديث عن الكتل والتكتلات والأغلبية والأقلية ، كانت ناره أشد حرارة من حرارة قلوب بعض النواب على هذا الوطن الذي جاء برجال يتحدثون بلسان أردني غير ذي عوج ، ورؤوسهم تحت قبة واحدة ، وقلوبهم شتى .. وما أشبه قبتهم بقمة الكويت ، والضحية واحدة ألا وهو المواطن ووطنه .. هذا الوطن الذي أصبحت مؤسسات إعلامية وأقلام مسّعرة ومسعورة تنهش فيه ليل نهار ، وعلى قضاياه تتكسب ، وتضرب نخلته بالحجر لتأكل منها الثمر !


قصف كلامي من العيار الباهت تبادله قلـيل من النواب المحترمين المتمترسين وراء حصانات لم تحصن بعضهم عن الأخطاء والخوض في سجالات لا داع لها في وقت أحوج ما نكون به الى تجاوز أي خلافات بينية أو شخصية إحتسابا عند هذا البلد الذي عانى ويعاني وسيظل يعاني من مصاصي الدماء ، وتتركه للحكة والالتهابات والأمراض المزمنة ، وكان الأولى بالنواب الكرام أن يكونوا مبيدا أدميا فعالا لكل "براغيث المرحلة " ، لا أن يجعلوا من المرحلة إسطبلا للخيول التي تـُركب وتتكاثر حولها براغيثها .

وبناء على خلافات واختلافات وجهات نظر النواب ، ورمال الكتل المتحركة ، و اللغمز واللمز كل من قناة الآخر ، و عقد حلقات النميمة ، وربط الفالت وحل المربوط في مناقشات ومناوشات القبة .. يحق لذلك المزارع الذي لوحته شمس الأغوار ، والعامل الذي يكنس شوارع المدينة ، والعسكري الذي "تمسمر" البرد في عظامه على حدود المدورة ، والجاهل الذي يكتب لكم هذه الكلمات ، يحق لهم أن يسألوا أصحاب الذوات النواب :
هل خلافاتكم تتعلق باختلافكم على صيغ قانونية للقوانين التي تسلقونها في جلسات المجلس ؟

هل اختلافكم هو اختلاف على حقوق الشعب ومصلحة الوطن .. أم اختلاف على حقوق تطلبونها لأنفسكم سيحق عليكم القول فيها يوم تأتي كل نفس بما كسبت في اليوم الحق أمام الحق تعالى ؟
وهل الوطن عباءة نتدثرها جميعا ونتسابق للحفاظ عليها ورتق الفتق فيها .. أم إنه مطية للتكسب وحصد ما ليس لكم به حق من عطايا وهدايا وطلبات مأمورة ، وهبات مستورة .. صبغتموها بنص لفظي يدعى امتيازات ؟

إن كانت خلافاتكم على وطن تنصرون .. ومواطن تعزّون .. وقانون تحموّن .. وضمير تحُيون .. فطوبى لكم ولمن انتخبكم .. وللوطن الذي تمثلون .. وإن كانت الخلافات على بيدر تتقاسمون ، وقطف عنب " تهبشون " وضغائن قلوب على بعض تحملون .. وعلى نوافذ خارجية تتلصصون .. فلا حسرة على الإبل ولا ما حملت !

نربأ برجال عهدنا بهم عهد الرجال بالرجال .. و عهد المرء بالمروءة ، وعهد العين برموشها .. ان تنزلق بهم المهاوي والأهواء الى مستنقعات آسنة ، لا ينبت فيها نبت مثمر .. ولا تروي عطش "رخمة ولا مستنسر " .

هذا مجلس نواب المملكة الأردنية الهاشمية ويمثل ستة ملايين فم واثني عشر مليون أذن ومثلها من العيون .. وعدد أعضاءه مائة وعشرة نواب فقط .. فهل يعلم الأفاضل من النواب إن في أعناقهم أمانة أبت عن حملها السماوات والأرض وحملها الإنسان ولهم في الآية الكريمة آية .. وهذا المجلس ليس متنزه أو منتجع يظنه البعض رحلة استجمام وكفى .. وليس مضافة المختار في قرى الأربعينات من القرن المنصرم حتى يقضي البعض سنواته الأربع في قال وقيل ، ولت وعجن ، و نثر بذور التخاصم في حقول الآخرين .. والنفخ تحت قدور الحكومات كي يأكل منه ما لذ له وطاب .. وأطفال الشعب يتضاغون من ويل بطونهم .

وهنا يسجل الرائي عجبه مما يراه عند بعض اخوتنا النواب ، فكيف بهم يسألون عن مكافآت ومبالغ وامتيازات حصل عليها بعض الموظفين الحكوميين والرسميين ولم يسألوا أنفسهم بأي حق طلبوا امتيازات وزيادات في الرواتب ومكافآت وسفرات وإعفاءات جمركية وحصص فيما نعلم ولا نعلم وحصلوا عليها دون أن يرف لهم طرف ؟

ما أثاره البعض في جلسة نقاش الأغلبية والأقلية النيابية أمس ، يجعلنا نشك في نوايا البعض منهم .. ، فبعد أن كانت الاتهامات لبعض أعضاء المجلس تأتي من الشارع ومن بعض الجهات الاعتبارية ويتهمونها بأنها جاءت بعلم العالم من حكومة معروف البخيت ، وخلافا لرغبة الشارع الأردني ، سمعنا اتهامات متبادلة مباشرة وغير مباشرة لنواب بأنهم وصلوا للعبدلي عن طريق " إحد الشوارع والمظلات " هكذا بالمفتوح ..

أي هراء هذا الذي يتنابزون ، وأي مصيبة تلك إن كان بعضهم يتفيأ ظلال " المظلات " التي يدعون .. ان استحقاق جلوسهم على مقاعد المجلس لا يعفيهم من المسؤولية الأدبية والأخلاقية والقانونية والوطنية تجاه الوطن والمواطن والدولة الأردنية .. حتى وإن جاء النائب على متن طائرة f 18 أو بالقوة الجبرية كما يحلو لبعضنا أن يتهم بلا أدلة مادية .. وبما إن المحاكم النظامية لم تصدر أي قرار بإبطال نجاح أي نائب في الوصول الى خط وسط العبدلي ، لا يحق لمن هو مثلي ان يتهم .. هكذا أفهم ، ولكم ما لا أفهمه كيف تمر المجالس النيابية بلا محاسبة ولا رقابة .


فإن كانت الحكومة مسؤولة أمام مجلس النواب ، وتقع تحت رقابته ومحاسبته ، وتنال الثقة بناء على منحه إياها ، وتحجب الثقة عن رئيسها أو أحد وزراءه عن طريق المجلس ، فمن يقطع الطريق على المجلس إن هو قصّر أو زاغ عن الصواب ؟ من يحاسب مجلس النواب ؟ .. ولماذا لا تخصص جلسة للمجلس لتقييم أداءه كل عام على الأقل ؟

أليست الخدمات من اختصاص الحكومات .. وعليها تقع المسؤولية في تقديمها للمواطن مباشرة ، وتلبي حاجاته ، وعلى النواب التفرغ للتشريع والمراقبة والمحاسبة ، فمهمة النائب في الأصل ليست البحث عن وظائف وتوفير الخدمات والبنية التحتية والتوسط لدى الدوائر لحساب المواطن .. مع علمي بأن هذا خرافة أردنية .

وقبل ان أنهي التفاتي هذه للمجلس النيابي لا بد من شكر البعض من أعضاءه ممن كانوا على قدر المسؤولية وخاصة من النواب المخضرمين وبعض الأغرار الذين يحاولون ان يصنعوا شيئا من الإنجاز .. وعليهم نعول الوقوف دوما الى جانب المواطن الذي يبحث عن مبتغاه بعد أن فرغت يداه إلا من حرارة ضرب الكف بالكف .. والوقوف للوطن ضد من يحاولون بأظفار غير نظيفة أن يخلّوا بالعقد الدستوري والاجتماعي والتنظيمي الذي يحكم الشعب والحكومة والنظام ، فقد أطلت الرقطاء برأسها من نافذة البيت الأردني الخلفية .. فحذار ممن أعشاهم الزمن حتى أصبحت رؤاهم المتأخرة تتخبط كالفيل الأعمى الذي سيحطم سور هذا الوطن .. فهل وصلت الرسالة ؟

هـّلا تراجع النواب الى الخطوط الخلفية لحماية الجبهة الداخلية من خطر "الجبهة الباردة " التي سيضرب صقيعها كل نبت في هذا البلد .. وعلى الجميع التصدي لبرك الصحافة التي تحدث عنها رئيس المجلس أو غيرها وبعض الأقلام الخدّاعة الذين يألبون الجميع ضد الجميع ، ويزرعون الفتنة في قلوب السذّج ، وأصبحوا كراقصات الليل اللواتي يرتمين في أحضان " من يدفع أكثر " من الزبائن لابسي الدشاديش أو معتمري القبعات أو حليقي الرؤوس .. بعد أن ربت لحومهم على حليب هذا الثدي الأردني ، فانكبوا عليه عضا وقضما ..

فمن دخل من نافذة الوطن الخلفية .. فليخرج من بابه الأمامي .. أما من دخل من الباب الأمامي لمجلس النواب فليجلس مجلسه .. ومن دخل من بابه الخلفي ، فالخلفي أولى به !

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :