عمون - أعربت الفنانة الأردنية "نادرة عمران" عن سعادتها بتقديم دور "أم خالد" في مسلسل "الاجتياح"، الذي يعرض على شاشة mbc1، مؤكدة أن دورها ينقل حقيقة معاناة الأمهات الفلسطينيات اللاتي يفقدن أولادهن، وأن المسلسل توثيق حي وإنساني لأحداث جنين.

وقالت الفنانة "نادرة" -في لقائها ببرنامج "صباح الخير يا عرب" يوم الأربعاء 28 يناير/كانون الثاني 2009- إنها اكتسبت من مشاهداتها اليومية منذ أن كان عمرها 18 عاما إحساس الأم الفلسطينية التي تعاني كل يوم من الخوف الشديد على أولادها لمجرد الخروج من البيت.

ورأت أن القضية الفلسطينية دائما تمر بويلات وأحداث مؤلمة وبشعة، وهذه الأحداث مرت أيضا على الأمهات في العراق ولبنان ودول عربية أخرى بسبب الاحتلال.

وأشارت الفنانة الأردنية إلى أنها حملت إحساس الأم من خلال تجسيدها شخصية "أم خالد". وقالت "كنت أريد أن أرسل رسالة أخرى مفادها أن الأم الفلسطينية عندما يستشهد ابنها لا تكون سعيدة كما نرى في وسائل الإعلام، ولكنها تشعر بمعاناة وفاجعة كبيرة، إلا أنها في نفس الوقت تشعر بأنها فقدت ولدها في شيء يستحق، وهو الدفاع عن أرضه ووطنه".

وأوضحت أنها أظهرت ذلك في دور "أم خالد"، التي تعاني من وجود أحد أبنائها في الأسر، والآخر مطاردا في الجبال، والبنت التي تعمل في المستشفى لمساعدة المصابين من ضحايا العدوان.

ورأت الفنانة الأردنية أن الاجتياح ليس توثيقا تاريخيا لما حدث في جنين فحسب، بل هو توثيق حي وإنساني لتلك الفترة بين عامي 2002 و 2003، التي أسمتها إسرائيل "الدرع الواقي"، في إشارة إلى أن الدراما تنفرد بأنها تسجل ذاكرة الأحداث والناس.

وقالت إن هناك كثيرا من الضحايا في جنين، ولكن الأخبار ووسائل الإعلام لا تقدم سوى أرقام، فيما تقدم الدراما توثيقا حيا لما يحدث، فمثلا "أبو جندل" معروف لدى الناس بأنه بطل في مخيم جنين، ولكن لا أحد يعرف شيئا عن شخصيته وعلاقته بأولاده، والدراما تقدم هذا الدور؛ فتسجل ذاكرة حية للأشخاص وحياتهم وأحلامهم وطموحاتهم، وبالتالي يختلف تفاعل الناس معهم.


قصة المسلسل
ويتناول مسلسل "الاجتياح"، أحداث عملية "السور الواقي" الإسرائيلية عام 2002، والحصار الذي فرضه الاحتلال على المدن الفلسطينية، واقتحام مخيم جنين، وتفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين، لا سيما قصص الحب والعشق التي تقاطعت مع شجاعة المقاومين في الدفاع عن حقهم في الحياة بأمنٍ وسلام في تلك الفترة.

ويرصد مسلسل "الاجتياح" تلك الأحداث المؤلمة في إطار رؤية للواقع الفلسطيني المعاصر تنقل المشاهد من نمطية النقل الإخباري للحدث إلى الواقع الإنساني بكافة أبعاده وجوانبه. كما يضع مشاهديه وجهًا لوجهٍ أمام الحياة بكل تقلباتها وتناقضاتها وألوانها، حيث تتقاطع قصص الحب الجارف مع حكايات الحرب المدمرة وحيثياتها الدامية.

الجائزة الأرفع عالميًّا
وأجمع القائمون على مسلسل "الاجتياح"، الذي حمل توقيع المنتج طلال عدنان عواملة و"المركز العربي للإنتاج الإعلامي"، أن حجم الإنتاج الضخم للعمل الذي تكلف مليوني دولار، وتقنياته العالية، والأداء الدرامي الرفيع لنجومه، كانت من أهم العوامل التي لفتت انتباه اللجنة المنظمة لجائزة "الإيمي" الأمريكية لترشحه لدورتها الحالية، ليكون أول عملٍ عربي ينال الجائزة الرفيعة في تاريخ هذه المسابقة العالمية التي انطلقت في ستينيات القرن الماضي.

وتُعرف الأكاديمية الدولية للفنون التلفزيونية، بكونها أكبر منظمةٍ دولية للإعلاميين التلفزيونيّين، والتي يبلغ عدد أعضائها أكثر من 65 دولة، وما يزيد على 400 شركة، وتمنح جوائزها في 15 فئة، في مختلف مجالات الإنتاج الإعلامي، أبرزها: البرامج التلفزيونية والمسلسلات الدرامية والأخبار وبرامج الأطفال والوثائقيات، وأفضل ممثل وممثلة.

يذكر أن مسلسل "الاجتياح" من بطولة نخبة من النجوم الأردنيين والعرب منهم: عباس النوري، صبا مبارك، إياد نصار، منذر رياحنة، نادرة عمران، ديما قندلفت، نبيل المشيني، أنطوانيت نجيب، مكسيم خليل، محمد قباني، أشرف طلفاح، حسن عويتي، وكندة علوش، وتأليف رياض سيف، وإخراج شوقي الماجري.