facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المنافسة بين إعلام الفضائيات والإعلام المحلي


طاهر العدوان
17-04-2007 03:00 AM

شد انتباهي في العديد من ضواحي شرق عمان وغربها وجود (انتينات) التلفزيون باعداد كبيرة فوق اسطح المنازل, وكنت اعتقد ان زحف الصحون اللاقطة قد غزا الاسطح وازال من امامه هذه (الانتينات) الى الابد وهي التي ارتبطت بزمن ما قبل الفضائيات, عندما كان الاردنيون لا يشاهدون سوى التلفزيون الاردني - اضافة الى التلفزيون السوري والاسرائيلي مع تعديلات فنية.لم اتوقف طويلاً امام احصائيات سابقة ذكرت بان 50 بالمئة فقط من الاردنيين لديهم (ستلايت) مع ان هذا يعني ان النصف الآخر من الناس ليس عنده. وسمعت ممن يبرر ذلك بان عددا كبيرا من سكان القرى والبلدات في المحافظات هم الذين لا يزالون مثابرين على مشاهدة التلفزيون الوطني. لكن, ماذا عن تفسير وجود هذه الاعداد الكبيرة من الانتينات في قلب عمان وحتى في احيائها الغربية والشمالية؟؟.

من الممكن تخيل اسباب كثيرة, اهمها, ما قاله احدهم, بان عدد العائلات المحافظة اجتماعياً ودينياً في ازدياد, وان هناك (ردود فعل) سلبية تجاه فكرة اقتناء ستلايت, بعد الموجة الواسعة من محطات الترفيه المبتذل, وتقطيع الوقت بادارة حوارات (تافهة) بقصد تشغيل خطوط الخلوي واستغلال الشباب تجارياً.

من الناحية الاعلامية, لا يمكن تجاهل ما حققته الفضائيات من انتشار يتعدى التوقعات في بداية العقد الماضي وحتى مطلع القرن الحالي. لقد حققت الفضائيات العربية بشكل خاص انتشاراً غير مسبوق, وكان ذلك بالتأكيد على حساب التلفزيونات الوطنية في البلاد العربية وعلى حساب الصحافة المحلية ايضا, التي شهدت تراجعاً محدوداً في التوزيع.

غير انه ومثل اي ظاهرة جديدة, هناك مراحل من الصعود والذروة التي يتبعها الانحدار, وبمعزل عن بعض ارقام الاستطلاعات التي ظهرت في البلاد خلال الاعوام الاخيرة مشيرة الى ارتفاع نسبة مشاهدي التلفزيوني الاردني. اقول, ومن موقع اهتماماتي الاعلامية. بان هناك تحولات مهمة في عادات المشاهد. منها عزوفه عن (التسمّر) امام الفضائية التي يحبها, انه الآن يتحول الى عادة (انتقاء) البرنامج الذي يحب, من دون التوقف عند فضائية معينة, وهذا بالتأكيد يسجل نقاطاً ايجابية لصالح التلفزيون المحلي, والصحافة الوطنية ايضاً.

والسبب, ان الفضائيات تحلق بالمشاهد في آفاق ثقافية او سياسية تدرج في باب حب الاطلاع او البحث عن المعرفة العامة, لكن ميول المشاهد الاردني تزداد يوما بعد آخر لمتابعة الشؤون والقضايا المتعلقة بحياته, وعمله, ومستوى معيشته, وتفاصيل اخرى حول الاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلد, وهذا ما انتبهت اليه وسائل الاعلام الاردنية, من التلفزيون والاذاعة الى المحطات المحلية الخاصة الى الصحف التي تغرق في طرح المشاكل التي تهم المواطن وتقتطع لها اغلب الوقت ومعظم الصفحات.

في رأيي ان الاعلام والصحافة في الاردن, قد بدآ يكسبان المنافسة مع الفضائيات. وهذا مرتبط بتطورين (1) انفتاح اكبر على القضايا الداخلية بكل جوانبها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والثقافية (2) ارتفاع في سقف الحريات وازدياد الحصول على المعلومات.

باختصار كلما كسبت وسائل الاعلام والصحافة الاردنية مساحات اكبر من الحرية. كلما تقدمت على خطوط المنافسة مع وسائل الاعلام الآتية من خلف الحدود. وهو امر طبيعي, اعتقد انه يحصل في معظم اقطار العالم, حيث للاعلام والصحافة الوطنية المركز الاول في التعامل مع الرأي العام المحلي رغم ثورة الحداثة والاتصالات والاعلام على المستوى الدولي, وهذا في النهاية مرهون بتحقيق شرطين: الاول صحافة واعلام حر اما الآخر فرأي عام بمناخات ديمقراطية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :