نائب الرئيس الأميركي مايك بينس كان فى عمان المحطة الثانية من جولة شملت ثلاث دول أختتمت فى اسرائيل وليس المهم ما تركه بينس من انطباعات , المهم هو ما حمله معه.

لكن لماذا الأردن ومصر تحديدا , لأنهما الأوضح في رفض قرار الرئيس الأميركي الإعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل , وإن كان الأردن يتقدم خطوات في صلابة الموقف لأنه الأقرب والأكثر تضررا من القرار ومن تعطيل الحل العادل فهو أيضا حارس المقدسات الإسلامية والمسيحية والملك تحدث بإسم المسلمين والمسيحيين في ذات الوقت.



بينس الأكثر حماسا لقرار ترمب إختار لزيارته الى إسرائيل أن تكون مميزة نوعا ما فهو خطب في الكنيست في دلالة على أنه مسؤول عن قرار ترمب وهو ما يفسر تصريحه عن الإختلاف مع الملك عبدالله الثاني حول قرار القدس وقد رأى أنه خلاف يقف على أرضية صلبة من جانب الملك.



إختار بينس الأردن ومصر بإعتبارهما تملكان إتفاقيات سلام مع إسرائيل مع ذلك هما الأكثر صلابة في رفض تمرير حلول لا تحقق العدالة للشعب الفلسطيني ولا تفضي الى القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية الناجزة ولأنهما تشكلان جزءا من الامن القومي الاميركي».



سعى بينس الى طمأنة الملك بأن الولايات المتحدة ملتزمة باستئناف جهود السلام وحل الدولتين لكنه فوجيء بموقف صلب وضع النقاط على الحروف « المضي قدما في حل الدولتين، وبما يقود إلى قيام الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».



أحسن صنعا الديوان الملكي بأن بث التصريحات الحاسمة لجلالة الملك والتي تناقلتها وسائل إعلام عالمية وغربية تحديدا فليس للتأويل مكان ولا أسرار إذا تعلق الأمر بالموقف من القدس والقضية الفلسطينية.



لم يكن المقصود هو إفهام بينس حقيقة الموقف الأردني , المهم هو تثبيت قواعد الموقف في مواجهة قرار الإدارة الأميركية وتل أبيب التي إختارها بينس لتكون محطته الأخيرة وقد إعتقدت أنه ربما سيكون لإعتذارها عن جريمة السفارة في عمان تأثير على الموقف الأردني الصلب.



على العكس مما جرى في إسرائيل أستقبل بينس في عمان بما يليق بموقعه الهامشي في الإدارة الأميركية لكنها رسالة غاضبة فالمناسبة لا تستحق الإحتفال بل هي محفز على الغضب وتحذير بالغ من أن الولايات المتحدة تفقد مكانتها وتجازف بأمنها القومي.



لم يجد أدنى إهتمام الكلاشيه الجاهز الذي ردده بينس في موضوع الإلتزام بحل الدولتين كما تتفق عليه الأطراف المعنية والإجابة من الملك جاءت حاسمة « الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعد مصدرا رئيسا يهدد الاستقرار والقدس غالية علينا كمسلمين ومسيحيين كما هي بالنسبة لليهود، وهي مفتاح السلام في المنطقة «..



لم يجد بينس مفرا من الإقرار بأنه لا صوت ذا مصداقية في المنطقة مثل صوت جلالة الملك لكن الأردن الذي لا يراهن على تغيير الموقف الأميركي سيواصل الضغط على تثبيت أن لا حل الا بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.



سيعود بينس مبعوث ترمب الى واشنطن وقد وجد أن المواقف في الأردن قد إزدادت صلابة.



qadmaniisam@yahoo.com


 

الرأي