facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التربية والتعليم بين أشكالية الفهم وبوادر القلق .. !!


د.طلال طلب الشرفات
14-04-2018 02:17 AM

التربية والتعليم من الملفات الشائكة والمقلقة للنخب السياسية والتربوية وتشهد حراكاً يتناقض فيه المعلن والخفي حتى من أولئك الذين يتبنون خطاباً معتدلاً في الاوساط الرسمية ، وهذا التناقض يعود لأسباب تتعلق في اشكالية فهم نوايا الحكومة الحقيقية في السياسة التربوية والتعليمية من جهة وبوادر القلق من تسييس المناهج بما يوافق الظروف السياسية الاقليمية والدولية ، وما يرافق ذلك من خطابات متشنجة ومخاوف لا تستند بالضرورة الى حقائق ثابتة ولا تراعي حقيقة ان الظروف السياسية تنعكس بالضرورة على المناهج شئنا ام أبينا .

في السنوات الثلاث الأخيرة تعاقب على وزارة التربية والتعليم وزيران ينطلقان من مشارب فكرية وايديولوجية مختلفة ومن سمات شخصية متباينة فأحدهما ينطلق من تربية محافظة وبنية فكرية تستند في قناعاتها الى الخطاب الديني في اطاره المعتدل وشخصية حازمة وحاسمة في القرار الاداري والتربوي وهو ما جعل هامش المناورة السياسية ضيقاً سواء تعلق الأمر بالمناهج ام بتدخل الحكومة والبرلمان وقوى الضغط في قراره الذي يصر عليه مهما كانت النتائج ، وللأمانة كان علامة فارقة في ادارة شؤون الوزارة واعاد الهيبة للامتحان العام للثانوية العامة وضبط قطاع التعليم رغم صلابته المزعجة احياناٍ .

وفي المقابل كان الوزير الآخر ذو فلسفة مختلفة في النهج والاداء ويؤمن بالتغيير والاختبار والرجوع عن القرار المتخذ عند الحاجة والتشاركية وتبني النهج الغربي والياباني في اختبار الطلبة وطريقة تعليمهم ، وله فلسفة خاصة في التربية المدنية القائمة على الاسس الديمقراطية واكتشاف مواهب الطلبة ورغباتهم في مراحل اكاديمية مبكرة وتوجيه المناهج والسياسة التعليمية بما يوائم تلك المواهب والرغبات مع سوق العمل بقراءته المستقبلية ، وتلك الفلسفة تنطلق من التربية السياسية التي نشأ فيها والتي تقترب من يمين اليسار وربط تلك التربية مع تنشئنه الاقتصادية التي رافقت حياته الاكاديمية والمهنية .

وزير التربية اعاد ترتيب بناء القيادات التربوية واختار قيادات شابة ومحترفة لأدارة الامتحانات والتدريب والتعليم العام والخاص وتجنب الخوض في المسائل الخلافية ، ولم يقترب كثيراً من المناهج وخاصة تلك المتعلقة بالتربية الدينية والتاريخ ويحاول التركيز على العلوم الطبيعية وبناء شخصية الطالب في التفكير الخلاق والابداع وقبول الآخر والحوار والعمل بروح الفريق الواحد ، ونجح الى حد كبير في كسب ثقة النخب ومجلس النواب واضحى من الوزراء الفاعلين الذين يشار لهم بالبنان بالرغم من كل المخاوف التي رافقت تعيينه في الحكومة وما زال يحتاج الى اعادة النظر في القيادات التربوية في الميدان .
لم سبق لي ان التقيت الوزير الحالي ولكني ارقب اداءه بعناية واعجاب سيما وانني من المؤمنين بالبناء الديمقراطي لذهنية وفكر الطالب في وطن يعاني هذه الفترة من اشكالات بنيوية في الشخصية الوطنية تتمثل في الفردية ورفض الآخر وغياب ادوات الحوار وشيوع الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية والأنقلاب اللحظي المصلحي المفاجئ على حساب القناعات والمبادئ وشيوع ظاهرة اليأس والأحباط ، وتلك مسائل لا يمكن علاجها الا بالتربية الديمقراطية وتعزيز مفهوم الحرية المسؤولة وبناء الثقة والتخصصية .

البون الشاسع في مستوى التدريس بين المدن والارياف والبوادي وضعف التأهيل للمعلمين في تخصصات اللغة الانجليزية والفيزياء والرياضيات والكيمياء واللغة العربية هي احدى التحديات الرئيسة لأداء الوزير ، وعدم التزام بعض المعلمين بالدوام وخاصة في الأطراف نحدٍ آخر وشيوع ظاهرة تعاطي المخدرات في البوادي لطلبة المرحلة الثانوية تستدعي مراجعة دقيقة واختبارات مخبرية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة واجراءات مماثلة في الجامعات هي امور في غاية الأهمية .

أن تبني مفهوم المدارس الداخلية بالتعاون مع الثقافة العسكرية على غرار تجربة كلية الشهيد فيصل الثاني والتي كانت تحوي ابناء البوادي والأرياف من مختلف مناطق المملكة وافرزت قيادات سياسية واقتصادية واكاديمية اسهمت في رفعة الوطن تستحق الدراسة واختبار النتائج ، وعزل الطلبة الذين يعيشون في بيئة غير سليمة عن اسرهم وفق دراسات اجتماعية دقيقة ، والأهتمام بالصحة المدرسية بشكل دوري والغذاء الذي يرتبط اساساٍ بالمستوى الأقتصادي للأسرة ، وضرورة اجراء دراسة واعية للواقع التربوي والتعليمي المقلق في البوادي الثلاث وبشكل عاجل ودون ابطاء .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :