facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انطون سعادة


فارس الحباشنة
17-04-2018 01:59 AM

من يقرأ الايدولوجيا العربية المعاصرة يكن إعجاباً ولو عن بعد لانطون سعادة ، وبصرف النظر عن جوانب من الخلاف العقائدي في تجربة الحزب القومي السوري الاجتماعي ، فهناك ما يجعل من الحزب ومشروعه الحضاري القومي متميزا ويفوق على غيره من الايدولوجيات الحزبية العربية .

انطون سعادة اسطورة ، ومن المفارقات الكبرى أنه مازال ملهما فكريا و سياسيا لجيل من الشباب العربي الذي يلتهم افكاره دون دراية محددة بان مرجعيتها من ادبيات القومية الاجتماعية السورية ،وهذه" حقيقة تاريخية " .

انطون سعادة في كتابه" نشأة الامم " حاول أن يعيد كتابة التاريخ العربي ، وأن يقدم نظرية ثانية في علم الاجتماع العربي لاحقة للاولى التأسيسية لابن خلدون في مقدمته الشهيرة . وهو أول من عرف الامة السورية بالمفهوم الاصطلاحي الذي عرفناه .

القومي الاجتماعي وقبل كل الفصائل و القوى الثورية الفلسطينية و العربية هو من اعلن النفير ضد اسرائيل ، والتحضير لمعركة كبيرة ـ وتعد لخطة جماهيرية تدحر الصهاينة قبل أنشاء دولة اسرائيل . وموقفه من اسرائيل كان صلبا وعنيدا خلافا لاحزاب يسارية وشيوعية ويمنية موقفها من اسرائيل كان مرنا باسم التعايش السلمي و الاممية وغيرها .

الرصيد الحضاري العربي من لأفكار التنوير و العلمانية و الحريات العامة والفردية هو نتاج من موروث فكر انطون سعادة ، فالاخير لم يهادن بمسألة "عملنة المجتمع "، وعلى نقيض احزاب أخرى ارتدت عن العلمانية و تحولت نحو التدين والفكر الديني و التحالف مع السلطة التقليدية . فادبيات القومي الاجتماعي اتسمت بواقعيتها وقربها من المجتعات السورية في سوريا ولبنان وفلسطين والاردن ، وحتى العربي .

في كتابه " نشوء الامم " اصر على أن الامة السورية تتضمن اشكالا متنوعة من أشكال الرؤوس ، وذهب الى امتزا ج السلالات ، و رفض فكرة العرق و الانقسامات ما هي الا اسماء مصطنعة ، دافع عن تفوق و عبقرية الامة السورية ومن سلالتها الكنعانية التي تفوقت بلحظة تاريخية على شعوب شمال افريقا .

قد نكون كاردنيين حرمنا ومنعنا عمدا وعن قصد سلطوي رسمي من مطالعة وقراءة ادبيات انطوان سعادة الفكرية و السياسية ، و لكن في الازمة السورية المتفاعلة بالاختلاف و الاتفاق مع نظام بشارالاسد أكتشفت خيطا وجد لامرئي قومي سوري يربط بين عموم مجتمعات سوريا الطبيعية .

نستطيع القول أن فكرة الامة السورية هيي المعطل الحضاري لاسرائيل الكبرى و العدو الاول لوجود الكيان الاسرائيلي ، وانها رافع وحامل لرايات النهوض العربي ، وما احوج أن تتحول المشاعر اليوم حول مستقبل سوريا الى حركة ناهضة وجامعة بين مجتمعات سورية الطبيعية .

وقد لا أكون أحسنت الفصل والعرض بافكار اندان سعادة ، ولكن وجب الكتابة من باب التحريض للتعرف أكثر وأكثر على سيرة اسطورة فكرية وسياسية عربية الهمت اجيال و اجيال و مازالت منارة تؤثر بالوعي والوجد و الفكر العربي .

و لابد من القول أن الشهيد وصفي التل كان متأثرا عقائديا و سياسيا ووطنيا بافكار انطوان سعادة ومشروعه النهضوي . ولربما من يتتبع سيرة الرجلين يجد أن من وقفوا في خندق العداء السياسي و العقائدي و الفكري لمشروع الرجلين في البناء و النهوض الوطني من مرجعيات واحدة ، وهذا في التاريخ ليس صدفة .

وللحديث بقية ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :