facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حراكان في الأردن متفقان ومختلفان


عمر الرداد
07-06-2018 06:29 PM

أظهرت مشاركة أبناء المحافظات في الحراك في ليلة الأربعاء، بانتقال الجزء الأكبر منهم من محافظاتهم إلى الدوار الرابع في عمان،تغيرا في مجريات الحراك،عنوانه الشعور بان عمان تم اختطافها من قبل الحراك المدني" الحركة البرتقالية" خاصة بعد نجاحها في تحقيق مطلب إقالة الحكومة باعتبارها المسؤولة عن قانون الضريبة التي أطلق شرارة الحراك بقيادة مجلس النقباء المهنيين.

التغيير في الحراك مرتبط بعدة عوامل أبرزها ،إضافة لتحقيق مطلب تغيير الحكومة ، مخرجات التصريحات والمواقف الملكية التي أكدت على الانحياز والاستجابة لمطالب الحراك ، والتوجيهات للحكومة الجديدة بانتهاج سياسات تستجيب عمليا لغالبية مطالب الحراك،من خلال حوارات وطنية واسعة مع كافة الإطراف، بدأت بتعهدات الرئيس المكلف بسحب مشروع قانون الضريبة ،والمتغير الثاني جاء في سياق تكليف الدكتور الرزاز بتاليف الوزارة الجديدة، وخضوع الحراك لتجاذبات مراكز قوى وصالونات سياسية،تعتقد أنها كانت بديلا للدكتور الملقي ،والتزمت الحياد تجاه الحراك، وبالتالي فهي غير راضية عن شخصية الرئيس المكلف، واندفعت في حملة إعلامية مكثفة ضده، تركز على خبرته السابقة وعمله في صندوق الدولي ،وانه محسوب على التيار الليبرالي، ،والبرتقاليين"من الحراك.

أما المتغير الثالث ،فيتمثل في دخول جهات جديدة على الحراك ،وتحديدا الإخوان المسلمين،ضمن حسابات مرتبطة بتحالفاتهم الإقليمية ،في إطار رؤية بإمكانية انحياز الأردن كنتيجة للحراك الى تيار الممانعة العربية والإسلامية ،خاصة بعد المواقف"الرخوة"لدول الاعتدال العربية التي يفترض ان الأردن احد أعضائها.

من الواضح أن "طهريه"الحراك التي شكلت عنوانا له عند انطلاقه في الأسبوع الماضي،أصبحت على المحك اليوم، في ظل صراع بدا بين التيار المدني"المركز" الذي يرى أن كل ما تحقق انجازا له ،بما في ذلك الرئيس المكلف الذي تدل سيرته وخبراته على انه يتساوق مع هذا التيار ،وتيار"الأطراف"الذي يعتقد أن مطالبه تم تجاوزها من قبل التيار المدني ، وهو ما يشير الى الهوة بين التيارين في تحديد أهداف الحراك ،اذ ان التيار المدني يطرح الإصلاح بمفهومه الشامل بما في ذلك الحقوق والواجبات والمساواة وتكافؤ الفرص والعدالة،إلى جانب مكافحة الفساد بكل إشكاله  ،فيما حراك "الأطراف" وان كان يتفق مع طروحات الإصلاح الا ان رؤيته يتضمنها عنوان عريض وهو العودة إلى الدولة العميقة في ستينات وسبعينات القرن الماضي بإعادة إنتاج رموز تلك المرحلة بشخصيات "وطنية" جديدة.

المتغيرات التي شهدتها ليلة الأربعاء سيكون لها انعكاساتها على ثبات الحراك وتقدمه،في ظل إظهار محدودية القواسم المشتركة لمطالبه، وبصورة تعكس مضمون مقولة" الخلاف على الدب قبل صيده"، ومن المرجح أن تلك الفجوة ستتسع أكثر بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة ،حيث ستواصل جهات خاسرة بعد التشكيلة الوزارية تغذية طرفي الحراك بأطروحاتها.

الفجوة بين التيارين ورؤيتهما للإصلاح حالة طبيعية شهدتها وتشهدها الكثير من المجتمعات والدول، في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية ومفاهيم وسياقات الديمقراطية والدولة المدنية، وعلى التيارين أن يدركا أن ثمار التغيير تراكمية ،وانه لا يمكن لهذا الحراك ان ينجز مطالب التيارين في ليلة وضحاها،وان هناك خطران حول الحراك ربما يطيحان به سريعا وهما: شخصيات ورموز فقدت مواقعها وتتطلع لاستعادة وزنها المجتمعي وفي مؤسسات الدولة ،وتنظيمات اعتادت اختطاف الحراكات الشعبية،خدمة لأجندات تحالفات إقليمية ودولية. 





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :