يحمل مشهد قفزة الملك عبدالله الثاني لاستقبال موظف الضمان الاجتماعي المتميز شامان المجالي اشارات ودلالات عميقة ليس اولها النبل الهاشمي المقرون بالطهر ، ولا اخرها اكتشاف تميّز شامان المجالي عالي البصيرة فاقد البصر ، ولكن الدلالة الاهم هي منح فرصة لاكتشاف المتميزين في حياتهم وتكريمهم على عطاء متصل وهي نافذة ظلّت لاوقات طويلة مقفلة لولا فسحة الامل الملكية عبر جائزة الملك عبدالله للتميز ، والتي انتجت فرصة خالصة لامثال شامان ان يحظوا بتكريم من رأس الدولة وان يكونوا حافزا لاقرانهم ونافذة امل لاعادة الامور الى نصابها من حيث مكافأة المتميز وليس وضعه على المقصلة كما تفعل بعض النخب والصالونات.

شامان المجالي الرقم الصعب في التواصل مع جمهور مؤسسة الضمان الاجتماعي عبر النافذة الهاتفية ، حالة استثنائية وجدت فرصتها ، فهو صوت معروف عند المتصلين وصاحب استشعار خارق في البصيرة حد معرفة الاشخاص دون اية حركة منهم بل يمتلك حسّا عاليا من الدعابة كانت جسرا لعبور قلوب زملائه والاهم امتلاكه معرفة قانونية بقانون الضمان وتفاصيل المعاملة واليات حركتها ، وهو قارئ نهم رغم فقدانه لبصره ، فهو يحمل حاسوبا بلغة بريل واشياء كثيرة مدهشة ، ولا تتفاجأ اذا رأيت شامان يحمل الات دقيقة لفك البراغي وتصليح الساعات.

رحلة التميز تحتاج الى ارادة فقط وصلابة في السعي الى التميز ولدى شامان فائض من الصلابة ومتسع من الارادة بمكن ان يمنحه لكثيرين. شريطة امتلاكهم الاستعداد للعمل وترك الندب والعويل على اوضاعهم واحوالهم ويفتح الباب لطرح مسألة التزام الكثير من المؤسسات بحصة اصحاب الحاجات الخاصة في الوظائف فهم كفاءات استثنائية ودواخلهم مليئة بالطاقة والرغبة في العمل.

الجائزة التي حصل عليها شامان وسام فخر له ولمؤسسته ، لكنها ايضا ناقوس يجب قرعه لفتح المجال امام الاخرين ممن لا ينتظرون شفقة او احسانا بل يريدون ميدانا للتنافس الحر والنزيه ومن ثم حصد النتائج.

اتمنى ان يرى الناس صباح الجمعة في الاعلام شامان وهو يلقي عليهم تحية الصباح الجميل وهو يحمل وسام فخره واتمنى ان يكون شامان غلافا لمجلات وصحف ، فهذه النماذج من الموظفين تستحق ان تتصدر المشهد.

الحديث مع شامان حديث حلو ومنتج وليس مثل حديث كثيرين رغم انه حلو الا انه يعجز عن تحلية استكانة شاي.

شكرا للملك اولا ودائما ، وشكرا للجائزة ومن يقوم عليها ، وشكرا لا حد له للمتميز شامان المجالي الذي اعاد الاعتبار والتوازن للقدرة والارادة في زمن باتت فيه الكفاءة معيارا ثانويا والارادة تأتي من موقع الوالد المؤسس ، والصلابة رصيدا بنكيا او وديعة في مصرف خارجي.

omarkallab@yahoo.com