facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا يكرهوننا؟


فارس الحباشنة
16-07-2018 01:38 PM

مهووسون، يرتدون بذلة وربطة عنق ثمنها يبني بيتا لأسرة فقيرة،ويرشون عطورا ثمن الرشة الواحدة يطعم أسرة بحالها وأحوالها،يضعون نظارات لقراءة الجرائد ويتكلمون بخطاب يوحي أنه فلسفة سفسطائية،ويفكرون، ويتصورون أنفسهم نبلاء وأخلاقيين ومنفذين ومخلصين أكثر وطنية.

يعيشون في عالم افتراضي،لا يريدون أن يسمعوا شتيمة أو خبرا مزعجا،لا يريدون أن يروا عائلة جنونية تقضي شهرا كامل دون أن يدخل الى معدة أطفالها لحم ولا دجاج،وحتى الخبز يحصلون عليه من الحاويات وبقايا الاطعمة الفائضة من الحاويات ورصيد الميسورين والاغنياء.

ولا يريدون أن يروا صورا لأطفال ممزقة ملابسهم،ويغدون الى المدرسة في برد الشتاء القارص وحر الصيف الشديد،ولا يقوى أولياء أمورهم على شراء سترة،ولا صورا لاطفال وعجائز رجال ونساء يبحثون بين أكوام النفايات عن فتات طعام يسد رمق جوعهم.

صور مؤذية لابصارهم،تعطل عليهم عملية البناء والنهوض الوطني،وتغيير السياسة العامة والنهج، والبحث بدل أن يكلفوا عقولهم بشدائد الافكار والاراء عن عقد بيلوجي بالأول لا اجتماعي.

صور مؤذية،فلا هم في خيالهم،يقولون لو يموتون ونتخلص منهم لكان المشهد رائقا وجميلا ومريحا،ومن وجهة نظر ترى الجمال منظرا مجرد منظر،لا يهمهم العدل والانسانية والحق والحرية والعيش الكريم وقيم الحياة السوية.

وكم سمعنا من منعمين ومترفين بان الأردنيين الفقراء والبسطاء والمهمشين عبء على التطور والنهوض والتقدم،و ثمة أطروحات بالغمز واللمز دعت الى التخلص من الاعباء البشرية الزائدة، ولم يعرف الالية التي سيتم بها التخلص.

وقدمت على أنها أفكار عامة لحل أزمات اقتصادية واجتماعية،أفكار بتفاهتها وسخفها وسذاجتها، طرحت كحلول على « الطريقة النيجيرية»،وعلى نفس الطريقة يوجه سؤال للباحث عن فرصة عمل،لماذا درست بالجامعة ؟ ولماذا تدرسون أولادكم بالمدارس ؟ ولماذا تريدون أن تعيشوا؟ يتساءلون عن أولئك البعيدين، أبناء القرى والارياف والبوادي المهمشة،لماذا تريدون الحياة ؟ يريدون مجتمعا نقيا لا يرون به غير وجوههم في المرايا المقعرة،وعقولهم التي تتصور الجمال منظرا لا قيما،ولاعلاقة له مع المجتمع والحياة والكون.

تؤذي أبصارهم صور أطفال الشوراع والمتسولين والبيوت الأيلة للسقوط بأي لحظة،وصور الفقراء حول حاويات القمامة،والعاطلين عن العمل لمكاتب التشغيل والسفارات الاجنبية بحثا عن بصيص أمل ولو في الهند أو الصين.

ولا يؤذي تفكيرهم حقيقة الظلم والفساد الذي أدى الى وصول البلاد والعباد لهذا الحال المؤسف والحزين، أنهم يريدون المجال العام لهم وحدهم،يريدون المنظر على مزاجهم،وريح موج عطرهم الثمين،وحتى لا ينزعج جانبهم من مفاسد صور الظلم والفقر والفساد والحرمان والتهميش التي تطارد عيش ملايين الأردنيين.

لربما هي أفكار متخمة بالعقد والفوقية الطبقية، كيف ينظرون الى العالم والمجتمع والناس ؟ «أهل الاطراف والهامش « على تقلب مزاجهم، مازالت تدوي صرخاتهم، ولم يخرج من بينهم حتى الان مثقف وحامل لراية العدل يدعو الى الحق والحرية والقصاص،فمن هنا سيكون النهوض والتغيير والاصلاح.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :