facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوري أفنيري .. نهاية إسرائيلي شجاع!


رجا طلب
24-08-2018 08:09 PM

لم أتوقع أبداً هذا الإهمال الكبير والمجحف بحق مناضل عنيد وجبار في مواجهة العنصرية الصهيونية بحجم وقيمة يوري أفنيري في عالمنا العربي، فوفاة شخصية بتاريخ ومواقف المفكر والصحافي اليساري الإسرائيلي يوري أفنيري كان من الواجب أن تحظى باهتمام أكثر بكثير وتحديداً الاهتمام الإعلامي، ولا أريد هنا إعادة كتابة سيرة الرجل الذي اعتبره شارون العدو الأول لإسرائيل، وبدرجة لا تقل عن عداوة "عرفات"، وأنه أي شارون كان يتمنى الخلاص من أفنيري قبل خلاصه من عرفات.

شاءت الأقدار واغتيل عرفات بقرار من شارون كما أعلن وصرح أفنيري في مقابلات عديدة، ولكن ما لم يصرح به أفنيري أنه هو شخصياً كان على قائمة الاغتيال من قبل شارون خلال زيارته لبيروت خلال حصارها عام 1982 ولقائه الزعيم الفلسطيني، وأنه كان على قائمة الاغتيال من قبل شارون عندما زار عرفات في حصاره عام 2003 .

مات أفنيري في زمن غابت فيه شمس السلام وفي زمن أصبح المجتمع الإسرائيلي نفسه عدواً لفكرة السلام ومنتجاً للكراهية، فأفنيري الذي بدأ حياته إرهابياً في حركة أرغون ثم انقلب عليها بتأسيس حركة السلام الآن، صارع التحولات القاسية في مجتمعه وتحول في نظر ذلك المجتمع إلى مجرد "خائن وعميل لعرفات وكوفيته".

فشل أفنيري ومعه كل دعاة السلام في المجتمع الإسرائيلي في نشر فكرة السلام بين المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي وترويجها، ولم يكن ذلك لعيب فيه أو بفكرة السلام بل كان العيب في المجتمع الإسرائيلي الذي بات يمينياً وعنصرياً أكثر بكثير مما تصوره المتطرفون أنفسهم، وللدرجة التي هيأت المسرح كاملاً لاغتيال إسحاق رابين على يد المتطرف الصهيوني "ايغال أمير" ، وهي الحادثة الأولى من نوعها في تاريخ دولة العدو والتي أسست أيضاً لإرهاب كل التيارات المؤمنة بالسلام داخل المجتمع الإسرائيلي وأدت إلى تراجع تأثيرها السياسي والاجتماعي.

ويوري أفنيري نفسه كان قد تعرض لمحاولة اغتيال بعد خروجه من مقابلة تلفزيونية عام 1975 بالسكين من قبل متطرف صهيوني كان يدافع خلالها عن الحق الفلسطيني كما لو كان فلسطينياً، وكان أفنيري شجاعاً بما يكفي ليجيب على سؤال صحافي حول الإرهاب وكان الهدف من طرحه هو إحراجه فأجاب بجرأة منقطعة النظير: "لا يمكنكم أن تحدثوني عن الإرهاب، فقد كنت أنا نفسي إرهابياً"، يقصد هنا عندما كان عضواً في منظمة "الأرغون" التي صنفتها بريطانيا في عقد الأربعينات من القرن الماضي بأنها حركة إرهابية.

أعتقد أن أفنيري مات غاضباً ومحبطاً بعد سنوات طويلة من النضال لمكافحة عدوانية إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، مات أفنيري هذا الرجل الشجاع بعد أن شاهد بأم عينيه فشل مشروعه السياسي والأخلاقي، وبعد أن أتمت الدولة الإسرائيلية "يهوديتها" في قانون "الدولة القومية" ، وبعد أن جاءت إدارة ترامب ونفذت "الوعد الخرافي" وأعلنت موافقتها على اعتبار القدس عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل .

والسؤال المهم في هذا المقام هل تموت الفكرة بموت صاحبها ؟؟

24:





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :