facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لصوص الأبحاث وأبحاث الدليفري


د.مهند مبيضين
06-09-2018 12:38 AM

اللصوص أنواع، تناولهم الجاحظ في كتابه «في تصنيف حيل لصوص النهار، وفي تفصيل حيل سراق الليل» ولكن أبشعهم اليوم في المجتمع الاكاديمي، الذي يقول لك: نريد عملاً بحثياً مشتركاً ثمّ تتفاجأ أنه نشر البحث أو الكتاب باسمه دونك، أو يأتي بوقاحة ويضع اسم زميل ثالث أنت لا تعرفه، بحجة أن هذا الثالث محتاج للنشر ليترقى، أو يقدم لك الشريك الأول ديباجة في أهمية النشر المشترك، ويكون النص في النهاية من صنع يدٍ واحدة.

اللصوص ليسوا فقط من يضعون اسماءهم، بل هناك من يسهل لهم العمل في مجال النشر، فكيف يمكن أن نقتنع بأن مجلة محلية تقبل في شهر واحد مائة بحث للنشر، وكيف ترسل بحوث لمجلة يقال أنها رصينة ويُقبل البحث خلال اسبوع، وغالباً ما ينظر في مواعيد الارسال والقبول من لدن المُقيمين فالبحث المستعجل هو الذي يحظى برعاية ووصايا البؤساء واعوان اللصوص، فيكون أشبة بوجبة سريعة تصلك عبر»الدليفري».

البعض سرق كتباً كاملة ووضع اسمه عليها، والبعض تكفل بالترجمة واعاد نشر ذات الصور، ولكن هؤلاء وجدوا من يستر عليهم، لكن احيانا هناك من ينتصر للحق، ونذكر أن الجامعة الاردنية ذات يوم في زمن د. خالد الكركي وصل إليها بأن احد طلاب الدراسات العليا سرق رسالته من رسالة لطالب سبقه في دارسة الموضوع من جامعة حلب، آنذاك لم تهادن الجامعة، او تقول أبدا ذلك لم يحدث، ولم تخف على سمعة خريجيها، بل وجدت ان الانتصار لسمعتها يكون في احقاق الحق، فاجتمع مجلس العمداء وعدّل تعليمات منح الدرجة العلمية، لتتمكن الجامعة من سحبها ممن لطش رسالة باحث بعيد، آنذاك كانت الجامعة تعلن احترامها لهذا البعيد وتعاقب اللص القريب الذي تسرب من ابوابها لقاعات الدرس فيها وتتلمذ على يد استاذ كبير منحه ثقته.

الأبحاث تسرق في كل أمكنة الدنيا، وهي ليست ضرباً أردنياً، لكن عندنا بات للعملية احتراف، وحين يُكشف البعض يبادر للتدارك، في اساليب عديدة سوف نتحدث عنها لاحقاً، وموضوعنا اليوم عن باحث سرق بحثاً من استاذ عربي كبير في علم الاجتماع وهو مغترب، وحين كشف الاستاذ السرقة اخبر اللص انه عرف بالأمر، فاعتذر اللص ووعد أن لا ينشر البحث الذي قدمه في مؤتمر بالقاهرة، لكنه كان يُسكن الأمر، وبعد مدة تواقح أكثر، ونشر البحث في مجلة علمية ذات الاستاذ الذي سَرق منه البحث، هو عضو في هيئتها الاستشارية، وحين رأى الاستاذ البحث كتب في كتاب صدر له بعد اعوام بأن ابشع انواع السرقة التي مرت عليه تلك التي قام بها الاستاذ الجامعي الاردني فلان بن فلان في جامعة فلان، والنص موجود ومنشور في كتاب العالم الجليل المغلوب على امره بالسطو على منجزه.

والمهم أن اللص لاحقاً طرد من جامعته، وانتهى كقربة منتفخة بشعة. أما العالم الجليل فبقي ينشر ويكبر اسمه في حقله العلمي وهو أحد أهم علماء العرب اليوم.

في بعض المجلات الأردنية اليوم عطف على البعض فينشر لهم كي لا يفصلوا، والبعض يظهر الصرامة ولكنه ينشر ابحاثا مردودة من مجلات محترمة، بمعنى صارت بعض مجلاتنا مثل سلة المهملات، وبعض مجلاتنا محترمة ورصينة كي لا نعمم.

حين يقع اللص تشكل لجان، وتحقق، تتعاطف او تخجل من العقاب أو التنسيب به، لكن ما يحدث من «مخاجلة القوم لبعضهم» يقضي على فرص الصرامة والعلمية.

الدستور





  • 1 عادل 06-09-2018 | 03:56 AM

    للأسف كلامك صحيح 100٪ وهناك من ترقى إلى أعلى الرتب الأكاديمية بعد سرقة الأبحاث وأصبح نائباً للرئيس في جامعته....

  • 2 استاذ جامعي 06-09-2018 | 11:37 PM

    في جامعاتنا لا يوجد بحث علمي اصيل كلها ابحاث مكررة لا تتعدى ابحاث معادة التطبيق على البيئة الاردنية.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :