القاهرة - عمون - شن الكاتب كرم جبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف المصرية هجوما شديدا على الكاتب المصري محمد حسنين هيكل مفندا مزاعمه حول زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للقاهرة الخميس الماضي، في حديثه لصحيفة "الشروق" اليومية الخاصة التي نشرته اليوم .
وقال الكاتب في مقال تنشره صحيفة( روز اليوسف ) المصرية غدا الثلاثاء في عموده اليومي (انتباه) انه " عندما يتحدث الأستاذ هيكل فلا تصدقوا كل ما يقول .. لأنه يخلط الحقائق برأيه الشخصي بمهارة كبيرة حتى يصل إلى ما يريد .. وإليكم الدليل الدامغ على ذلك."

وأضاف "ضمن ما قال هيكل في حديثه للشروق أمس (اليوم)، مثلا أن أوباما لم يأكل
في الإفطار الذي أقامه له الرئيس (حسني) مبارك فطيرا مشلتتا ولا عسلا ولا فولا،
رغم إنهم قالوا إنهم قدموا له ذلك، ويقول هيكل -أيضا- إنه يعلم أن أطباء البيت
الأبيض يصرون على ألا يتناول أي رئيس أمريكي أي شيء بما في ذلك المياه، غير ما
يأتي به معه على الطائرة، ومع ذلك يقال إنه أكل وبشهية."
ووجه كرم جبر كلامه لهيكل قائلا " الإفطار الرئاسي -لمعلوماتك يا أستاذ هيكل-
كان في قاعة المائدة في قصر القبة الساعة 54ر10 وحضره سبعة من الجانب المصري
ومثلهم من الجانب الأمريكي .. وتستطيع أن تسأل السفيرة الأمريكية (بالقاهرة
مارجريت) سكوبي عن ذلك."
وأضاف أن " أول شيء تم تقديمه هو القهوة، وشرب منها أوباما .. ثم بعد ذلك طبق
فول مدمس بالخلطة وأكل منه .. ولكنه لم يأكل الأومليت ولا السجق، لأنه لا يأكل
صفار البيض."
وتابع:" تم استبدال الأومليت ببيض مسلوق فأخذ منه، ثم الفول بالخلطة للمرة
الثانية، وأكل منه، ثم الطعمية الساخنة، وأكل منها وفطير مشلتت ومعه عسل أبيض
وأسود."
واستطرد " الرئيس أوباما فضل العسل الأسود وأخذ منه، ثم فتح علبة زبادي (بيده)
ووضع عليها عسلا أسود وتناولها، وبعد ذلك شرب القهوة 3 مرات."
وقال الكاتب كرم جبر" بالهنا والشفا للرئيس أوباما الذي أكل بشهية كبيرة، وكان
سعيدا وهو يتناول الأكلات المصرية .. ورغم ذلك ينفي هيكل ذلك، ويؤكد أن أوباما لم
يأكل عسلا ولا فولا ولا فطيرا."


واتهم رئيس مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف هيكل بخلط الحقائق قائلا " هيكل يتحدث وكأنه عالم ببواطن الأمور، رغم أنه لا يعلم
شيئا، ويمتلك جرأة إلباس طاقية ده لده .. وإذا كان يخطئ في المعلومات المؤكدة فهل
يستعصي عليه أن يقع في أخطاء فادحة في التحليلات والآراء؟."
كما اتهمه بالسعي لتشويه الزيارة والتقليل من أهمية المباحثات التي أجراها
الرئيسان مبارك وأوباما قائلا " هيكل لم يكن حسن النية ولا بريئا لكنه أراد أن
يشوه الزيارة ويقلل من قيمة المباحثات بين الرئيسين زاعما أن اللقاء لم يستغرق
سوى 20 دقيقة، ولم يشمل سوى تبادل السلام والتحية."
وأضاف الكاتب مخاطبا هيكل " لمعلوماتك -يا أستاذ هيكل- فقد استغرق اللقاء
المنفرد بين الرئيسين 50 دقيقة وليس 20 كما تزعم، بدأ الساعة 35ر9 وانتهى 25ر10،
حيث سمح للصحفيين بالدخول والتصوير."
وتابع :" لمعلوماتك -أيضا- وصلت طائرة أوباما الساعة 9 صباحا و7 دقائق .. ووصل
الموكب قصر القبة 30ر9، وقابل الرئيس مبارك في الشرفة 38ر9 .. أما اللقاء الموسع
بين الوفدين فقد بدأ الساعة 35ر10."
وسخر كرم جبر من الكاتب محمد حسنين هيكل قائلا " هيكل ليست عنده معلومات بل
هواجس وتلميحات وتخمينات وآراء بعيدة عن الحياد ومليئة بمكنونات نفسه البشرية
ويستطيع أن يصنع خلطة كلامية تضاهي الفول بالخلطة الذي تناوله أوباما بشهية."
وأضاف:" هو (هيكل) مثلا يقول إن منظر الخيالة الذي أحاط بسيارة أوباما لم يكن
متوافقا مع السيارة المصفحة المجهزة إليكترونيا وأمنيا بوسائل أبعد ما تكون عن
رشاقة الخيول والخيالة."
ورد كرم جبر على هذا الكلام بالقول " لمعلوماتك -يا أستاذ هيكل- الأمريكان هم
الذين فضلوا الخيول لأنها أفضل أمنيا وإليكترونيا من الموتسيكلات التي تصاحب
مواكب الرؤساء .. إيه رأيك؟!"


وتهكم الكاتب كرم جبر على هيكل قائلا "من حق الأستاذ هيكل أن يحلل كيفما يشاء، وأن يكون شاهدا على العصر والمغرب والعشاء كيفما يشاء، ولكن ليس من حقه أن يكون شاهدا على الإفطار أو يستخدم معلومات غير صحيحة للوصول إلى نتائج أكثر تشويها..هذا يجوز فى خلطه الفول والطعمية ولكن كان يجب أن تبتعد عنه خلطة هيكل السياسية."

وتساءل كرم جبر: كيف إذن نصدقه (هيكل) عندما يقول إن واشنطن أبدت خمسة إعتراضات
أساسية على إختيار القاهرة لتوجيه الرسالة.. لماذا لا تكون عشرة إعتراضات أو
إثنين أو ثلاثة؟. أو لا توجد إعتراضات أساسا. وكيف نصدقه عندما يقول إن 42 خبيرا
أعدوا خطاب أوباما لماذا لا لايكونون 101 و 16 .. وكيف نصدقه عندما يتحدث عن مصر
التاريخية الحاضرة ومصر المعاصرة الغائبة؟."

وأضاف:" لاندرى لماذا يفعل الأستاذ هيكل فى نفسه وفينا ذلك؟ .. لماذا لم يستطع
أن يتصالح مع مصر المعاصرة التى يعيش فيها وينعم بخيرها ويهنأ بأمنها وإستقرارها؟
لماذا يتحلى بروح الثأر."

وتابع:"ماذا يستفيد الناس من تحليلاته السلبية التى تقلل من شأن بلده وحجمه
ودوره لماذا يمتدح السعودية وتركيا وإندونيسيا.. وكلها فى رأيه دول عظيمة.. إلا
مصر؟"

ومضى قائلا "لماذا يدس أنفه فى حكايات يجهلها. ولماذا يوهم الناس دائما بأنه
العالم ببواطن الأمور، وأن مراكز صنع القرار فى العالم لا تتحرك إلا برأيه
ومشورته؟".