facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدولة الضعيفة


د. بسام العموش
25-10-2018 12:36 PM

تقوم الدولة الضغيفة على أكتاف شخص واحد يحيط به عدد من المنفذين المنتفعين وليسوا شركاء له في القرار . الفرد مهما كان عاقلا" وعميقا" وملهما" وكارزميا" لا يستطيع أن يكون دائما" في دائرة الصواب ، ولهذا فقد يصيب مرة أو مرات لكنه لا بد أن يقع في خطأ واحد يجر عليه وعلى بلده الثبور وعظائم الأمور بل قد يكون السقوط المدمر له ولبلده فيبدد قوته العسكرية ويسيل دم شعبه ويشرد الملايين منهم ويدهور عِمْلة الدولة فتصبح ورق جدران لا قيمة لها ويوقع البلاد ومستقبلها في مديونية عالية مما يعني الارتهان السياسي .

الفرد الملهم قد يقع في غلطة الشاطر فما بالك اذا كان غبيا" لا يقدر عواقب الامور ؟! لقد رأينا نحن جيل النكبات والنكسات كيف جرنا أفراد " زعموا أنهم ملهمون تحبهم الجماهير وتقسم بحياتهم " إلى مهاوي الردى وصارت الأمة مستعمرة رغم استقلالها العسكري التاريخي رهينة للبنك الدولي والصندوق!!

الدولة الضعيفة وتبعا" لحكم الفرد تكثر فيها السجون بدل المدارس والمستشفيات لان الزعيم الملهم يريد تطويع وكسر شوكة من يرفع رأسه ويقول رأيا" مخالفا" . والسجون التي وُضعت في الأصل للمجرمين صارت في دولة الملهم للمصلحين والمتطهرين والمتعلمين وذوي الرأي وتبع ذلك إعدامات واستئصال حناجر وتقطيع أوصال واستئجار إعلام وأقلام ومطبلين لان الملهم لا يريد سماع رأي آخر حتى لو كان مهاجرا" أو مُهجرا" حيث يعمد الملهم الى مطاردة المهجرين في الخارج ورأينا اغتيالات كثيرة مثل المغربي بن بركة والسورية بنان الطنطاوي والروسي تروتستكي وغيرهم كثير ؟! . الدولة الضعيفة هي التي تسقط بسقوط الملهم لانه كان يتبع سياسة " أنا ربكم الأعلى " و " ما أريكم إلا ما أرى " .

الدولة الضعيفة مزرعة للملهم يقرر ذبح من يشاء وحصد ما يشاء وزرع ما يشاء وبيع ما يشاء حتى لو كانت المزرعة كلها لأن قناعته المتأصلة " أنا الدول والدولة أنا " وقد أحرق نيرون روما وفتك هتلر بألمانيا ودمر ستالين الاتحاد السوفييتي وقزّم أتاتورك تركيا !! لا خيار للشعوب الحرة الا بالدولة القوية فهي طريق النجاة وقد التقطت شعوب النهج الصحيح فعملت وتقدمت بينما استمرت المزارع المتهالكة في خيبتها وخيبة فلّاحها تنتظر لحظة السقوط .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :