facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الذكرى 101 لوعد بلفور


د. فيصل الغويين
03-11-2018 01:48 PM

في 2 تشرين الثاني 1917 أصدرت بريطانيا وعد بلفور، والذي لا يزال ارثه حاضراً في الذاكرة الجمعية للأمة العربية؛ لأنه مثل محطة محورية في الصراع العربي – الصهيوني التاريخي في المنطقة، والذي لا يزال مستمرًا ومتصاعداً.

وقد تجسد هذا الوعد بقيام كيان الفصل العنصري الصهيوني في فلسطين كشكل من أشكال الاستعمار الاستيطاني الإحلالي الأقبح في التاريخ. ويمكن القول إن وعد بلفور كان "صفقة العصر" بين الاستعمار والصهيونية.

وقد اعتمد المشروع الصهيوني في فلسطين على ثلاثة أركان أساسية، وهي:
1- الركن الأيديولوجي التاريخي الذي صيغ تحت عنوان "الوعد الالهي التوراتي"، حيث تقول الميثولوجيا اليهودية إن الرب "يهوا" منح أرضاً لنبيه أبرام (ابراهيم)، وهذه الأرض من النيل إلى الفرات، كما جاء في سفر التكوين.
2- الركن الحقوقي، حيث استندت الصهيونية العالمية إلى وعد بلفور كمسوّغ أساسي لتأسيسها. والذي تم تدعيمه بقرارين دوليين، وهو ما أفضى إلى تأسيس الكيان الصهيوني.
وتدور قصة وعد بلفور حول رسالة لم تتجاوز 67 كلمة وجهها آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا إلى اللورد روتشيلد بتاريخ 2 تشرين الثاني 1917، يتعهد فيها "بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين"، علماً بأن روتشيلد مواطن بريطاني.
أما القراران الدوليان فهما:
• قرار مؤتمر سان ريمو الصادر في 25 نيسان 1920 القاضي بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وتضمن نصاً بتنفيذ وعد بلفور.
• قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 الصادر في 29 تشرين الثاني 1947، القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية.
وهكذا كان وعد بلفور بمثابة الحلقة المركزية ليس في تأسيس "إسرائيل" فحسب، بل في رسم معالم منطقتنا طوال قرن من الزمن.

3- الركن السياسي والدولي: ويقوم على تحالف المشروع الصهيوني وتناغمه مع الأهداف الاستعمارية الغربية، وخدمتها على نحو مباشر وغير مباشر، بحيث صار هذا المشروع جزءاً من المشروع الاستعماري في المنطقة، يكمل أحدهما الآخر، وخصوصاً في مواجهة أي مشروع تحرري وحدوي عربي، فقد كانت إسرائيل تحظى برعاية ودعم كاملين من بريطانيا وفرنسا في المرحلة الأولى، ثم بدأت الرعاية الأمريكية تتعاظم منذ أواسط الخمسينيات لتأمين تفوق "إسرائيل" عسكرياً، إضافة إلى الدعم الاقتصادي والتكنولوجي، فضلاً عن دعمها في الأمم المتحدة سياسياً وإعلامياً.

وإذا كان المشروع الصهيوني قد نجح في فصل المشرق العربي عن المغرب العربي، وهو ما دعا إليه دزرائيلي منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر، فإن طعم هذا النصر كان مراً. فلم تنعم "إسرائيل: بالاستقرار ولم تتمكن من العيش في بيئة رافضة لوجودها، على الرغم من محاولات القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ومساعيها لبناء "شرق أوسط جديد" أو "شرق أوسط كبير"، يمكن فيه دمج "إسرائيل" بمحيطها، وخصوصاً بعد تفتيت البلدان العربية وتحويلها إلى كانتونات على أساس ديني أو طائفي أو اثني أو جهوي.

وبعد قرن على وعد بلفور تم اعلان وعد جديد يمكن أن يطلق عليه الوعد الثاني، وهو ما بات يعرف بصفقة القرن التي تبناها الرئيس الامريكي ترامب، والتي تم من خلالها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها. وفي المقابل تقوم الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل، حتى أصبح قادة الاحتلال يتفاخرون بعلاقاتهم السياسية مع أغلبية الدول العربية، وكل ذلك برعاية ومباركة من أمريكا، من أجل استمرار مخططات السيطرة والهيمنة على الوطن العربي وسرقة ثرواته.

ويمكن القول أن الولايات المتحدة الآن ليست هي تلك التي خرجت بفائض قوة بعد الحرب العالمية الثانية، وهي ليست بالقدرة والجرأة على خوض الحروب كما حصل في التسعينيات من القرن الماضي وبداية القرن العشرين، وظهور قوى جديدة على الساحة الدولية مؤشر بالاتجاه نحو نظام دولي متعدد الأقطاب، ومزيد من السياسة الانكفائية للولايات المتحدة على المدى الاستراتيجي، وإن كان عهد ترامب سترتسم عليه محاولة إظهار القوة والجبروت.

إن صراع الوجود واللاوجود مع المشروع الصهيوني لم يزل متواصلاً، ولن يخرج عما عرفت به الأمة العربية تاريخياً من قدرة على دحر الغزاة بالرغم من حالة الهوان والضعف التي تعيشها في هذه المرحلة الأسوأ في تاريخها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :