facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"التطرف الديني سببه الرئيسي فكري"


يوسف عبدالله محمود
17-11-2018 05:34 PM

"التطرف الديني سببه الرئيسي فكري" أ.د. عبد الحميد الانصاري

"القضية ليست في وجود التطرف، القضية في وجود البيئة المتعاطفة معه" هذا ما يقوله الأكاديمي القطري البارز الدكتور عبد الحميد الانصاري استاذ السياسة الشرعية في كلية القانون بجامعة قطر، والعميد السابق لكلية الشريعة والقانون في الجامعة نفسها.
في حوار أجراه معه كاتب هذه السطور يقول: "إن التطرف الديني سببه الرئيس فكري، وليس سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً، ويتأكد هذا الامر بنظرة سريعة على قوائم المطلوبين امنياً تجدهم كلهم من أصحاب الفكر التكفيري سواء في البلاد العربية ام خارجها". (مرايا في الفكر المعاصر، ص 89، منشورات وزارة الثقافة الاردنية).
وفي رأي هذا الاكاديمي والباحث فإن "التطرف" ما كان له ان يستفحل "لولا البيئة الاجتماعية الحاضنة التي رأت ومازالت ان السلوكيات العدوانية للمتطرفين هي اعمال جهادية". (المرجع السابق ص 88).
لن تزول هذه البيئة ما دام هناك غُلاة متشدّدون يزقّون في عقول الناشئة فكراً ظلامياً يدفع بهم الى السلوك العدواني.
وفي رأيه ان من العوامل التي تدفع الى هذا "التطرف" "الخطاب الديني والاعلامي التحريضي والقنوات الفضائية المحرّضة والفتاوى الدينية، واوضاع الاحباط واليأس والاوضاع السياسية المنحرفة والمتسلطة، وقد كان لوفرة الأموال والفوائض النفطية دورها البارز في تمكينه وانتشاره". (المرجع السابق ص 88).
رأي فيه من الوجاهة ما فيه، فترك الخطاب الديني والاعلامي دون رقابة كثيراً ما يدفع بالمحبطين من الشباب الى "التهلكة" والسلوك العدواني وحتى نضع حداً لهذه الظاهرة المرضية يدعو د. الانصاري الى ضرورة "تفكيك بنية أفكار المتطرف نفسه" وهذا بحاجة الى استراتيجية متكاملة توظّف فيها كل الموارد، وتُستنفر فيها الطاقات والجهود لمواجهة هذا التطرف". (المرجع السابق ص 89).
وفي إفاضته عن كيفية معالجة التطرف الديني يطالب هذا الاكاديمي بضرورة مراجعة اساليب التنشئة المبكرة وانماطها، لأن اكثر المتطرفين كما دلت الدراسات التربوية والنفسية ما هم إلاّ نتاج تربية غير سوية.
وعليه –وكما يقول- "ينبغي مراجعة مناهج التعليم واساليب التدريس والبيئة التعليمية بأسرها لا مجرد تطوير المناهج والكتب الدراسية". وفي هذا السياق "يجب ابعاد المتشددين عن الحقل التعليمي، ويجب ضبط المنابر الدينية وتحريم استخدامها في غير اغراضها، كتوظيفها لخدمة اجندة حزبية او الترويج لافكار متشددة". (المرجع السابق ص 87).
"إن التطرف الديني اساسه عقيدة غلاّبة تدفع صاحبها الى الاعتقاد بأنه يملك الحق وحده وان الآخرين على بطلان". (المرجع السابق ص 87).
وفي حديثه عن التاريخ الفقهي وتاريخ الملل والفرق والاديان يشير الى "عقيدة الفرقة الناجية" معتبراً إياها الأساس في تفرقة المسلمين، "واعتقاد كل فرقة ان الجنة لها وحدها من دون الآخرين". (المرجع السابق ص 87).
ودعماً لما يقول، يشير الى "أن هناك مدارس وجامعات في العالم العربي والاسلامي تقوم على عقيدة الفرقة الناجية، يتخرج منها الشباب وهم يعتقدون انهم يملكون الحقيقة المطلقة". (المرجع السابق ص 88).
وبعد، فإن ما ذكره استاذ الشريعة في كلية القانون بجامعة قطر، يستدعي من حكوماتنا العربية والاسلامية مراجعة جادة لمناهج التعليم واساليب التدريس. إضافة الى ضبط المنابر الدينية، فبيوت الله منابر جامعة لا مفرّقة.
من هنا فإني اقول على مناهجنا التعليمية وعلى منابرنا الدينية التركيز دوما على انسانية الدين كما ارادها الله سبحانه.
اختم بهذه المفردات الممتلئة للعلامة الراحل حسن الكرمي –رحمه الله- وفيها يقول: "الواجب الأول للتربية والتعليم هو تنشئة العقل السليم من خلال نظام سليم، والواجب الثاني هو ترسيخ الثقافة القومية من هذا الخلال" (حسن الكرمي، قضايا في الفكر والتفكير عند العرب، ص 101، منتدى الفكر العربي).
واجبان أرى أن مناهجنا التعليمية مقصرة كثيراً في خدمتهما.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :