facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«الازمات» .. ارهاق فوق الارهاق،


ماهر ابو طير
08-07-2009 05:35 AM

تشهد عمان ، منذ اسابيع متواصلة ، ازمات طبيعية ومفتعلة ، فمنذ قصة ملف الهوية والمواطنة ، مرورا بمعارك النواب والصحافة ، وازمة مقاومة التطبيع ، واستيراد الخضار والفواكه من اسرائيل ، وصولا الى ملف الارقام الوطنية ، وظلال الملف وتداعياته ، فان عمان لاتهدأ ابدا ، وكأن هناك من يريد ارهاقها.

هذه الاجواء ، وغيرها ، في ظل مصاعب اقتصادية حادة ، لا تخفف منها ارقام التطمينات الرسمية ، لا بد من ايجاد حل لتنفيسها ، وتفريغ هذه الاحتقانات الطبيعية والمبرمجة ، وقد اثير مرارا حاجتنا الى مشروع وطني جامع ، لا يتعثر ولا يتراجع ، ولا يكون مرحليا ، يتعامل مع مرحلة واستحقاقاتها ، وقد قيل في وصفات المشروع الوطني ، الكثير ، من مطالبات بعقد مؤتمرات ، ولقاءات ، وغير ذلك من اشكال ، كلها تتحدث عن الظاهر ، ولاتتحدث عن المضمون.

تذهب الى المناطق الفقيرة ، في المملكة ، في احياء عمان ، والمحافظات ، وتعرف ان المشاكل الاجتماعية تتزايد يوما بعد يوم ، من الطلاق الى الجريمة والانتحار ، مرورا بالبطالة والفقر ، والتغيرات الجوهرية في الشخصية الاجتماعية ، وقلة الفرص ، وانعدام الامل بالمستقبل ، وترى وجوه الناس تائهة ، كأنها تبحث عن شيء لا تجده ، وفي مدن رئيسة مثل عمان ، تتفلت اعصاب الناس على بعضها البعض ، فتنطلق ابواق السيارات ، ولا احد يصبر على الاخر ، واستخدام السلاح والمفرقعات النارية ، تعبير غير مباشر عن "الغضب" في "الفرح" ، او نجاح ، وفي مدينة مثل الكرك ، تقع عدة حوادث قتل ، فيجلو مواطنون من اماكنهم ، الى اماكن اخرى ، مبتلاة اصلا ، بكون اهلها ، انتقلوا الى مواقع اخرى ، جراء حوادث قتل.

قراءة المشهد السياسي ، وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية ، امر لا يجوز ان يكون آنيا ، واعادة انتاج المراحل وجدولة المشاكل وترحيلها الى مراحل مقبلة ، تحت عنوان ان هذا هو حال الدنيا ، او الدول التي تتوسع في اعداد مواطنيها وساكنيها ، تعاني من هذه الظروف ، هو هروب نحو تشخيص غير دقيق ، ليبقى السؤال عن حاجتنا الى سحب هذه الاحتقانات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، من نفوس الناس ، لان النائب الذي يصرخ تحت القبة ، دون عقل ، مثله كمثل المواطن الذي يسب ويشتم ويطلق العنان لبوق السيارة ، او يسحب مسدسه ، ويطلق النار ، ومثله مثل الذي يصب على النار نارا ، باثارة ازمات صغيرة وكبيرة ، في بلد لا يحتمل العصب العام فيه ، كل هذا الضغط ، المتواصل.

زملاء قالوا في هذا المشهد الكثير ، فمن الذي يطالب بعفو عام ، ومن ذاك الذي يريد مصالحة مع النفس ، وذاك الذي يريد مؤتمرا وطنيا جامعا ، الى اخر تلك الوصفات ، والكل يشترك في تشخيص ذات الحقيقة ، اي وجود تشنج في جو الناس العام ، يشمل الجميع ، ولايقتصر على من يعاني اقتصاديا ، فحتى المزدهر اقتصاديا ، يخاف على نفسه ، ويشك فيمن حوله ، من رجال اعمال او منافسين ، او قرارات حكومية ليست لمصلحته ، وتصل حد الشك في حسد الفقير وطبقيته وحقده ، وكأن الغني ، هنا ، يلعن اليوم الذي رأى فيه فقراء ، فيما الفقير ، للاسف ، يعتبر كل ميسور او غني ، سارقا ، وهو احد اوجه الشكوك في حياتنا اليومية ، وهو وجه جارح بمعنى الكلمة.

ترى كل هذه السيارات الخليجية ، لاردنيين قدموا من مغترباتهم ، وتقرأ في وجوههم خوفا من اليوم وغدا ، فتنضم اعداد كبيرة منهم الى زحام عمان وبقية المدن ، وفي قلوب بعضهم حسرة انهم لم يوفروا ، ولم يفعلوا شيئا ، ويواجهون بكل الاسئلة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، التي غابوا عنها لعقود او سنوات ، فيما قلب عمان لايحتمل كل هذا الدم المثقل بالتعب ، الذي يتم ضخه بفعل الايام والظروف والتقلبات.

الجسد يرسل رسائل صغيرة وكبيرة ، ولا بد من التوقف عندها باهتمام بالغ.

M.TAIR@ADDUSTOUR.COM.JO





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :