ولد رحمه الله عام 1913 في اربد و ووالده الشيخ محمد عبد القادر الخطيب كان من أوائل من افتتح كتّب لتعليم الاولاد في اربد , ودرس على يديه الكثير من ابناء اربد , وجده عبد القادر الخطيب جاء في اواسط القرن التاسع عشرالميلادي من طوباس في فلسطين واستقربالكورة ثم باربد .

تلقى تعليمه الابندائي في اربد وترك المدرسة بعد الابتدائي , ولكنه قام بتثقيف نفسه بنفسه , حيث كون مكتبة خاصة له في بيته احتوت على الكثير من الكتب الدينية والتاريخية والتراثية التى كان يشتريها ويقراها بشغف مما اوجد لديه تقافة واسعة ومعرفة علمية ودينية كبيرة , واقام صداقات مع الكثير من المتعلمين والمثقفين في اربد .

عمل بالتجارة وافتتح محل تجاري لبيع الاقمشة في اربد وبقي يشتغل بالتجارة حتى أحداث عام 1948 .

انضم الى جماعة الاخوان المسلمين منذ بداية تاسيسها بالاردن عام 1946 , وترأس اول شعبة للاخوان باربد وكان معه في ادارة الشعبة شفيق ارشيدات وحسن الغرايبة ومفلح السعد البطاينة ومحمد جرادات .

في أواخر عام 1950 أفتتح مكتبة المعارف في اربد , وكانت من المكتبات المعروفة بالمدينة ومشهوره ومعروفه للكثيرين من ابناء اربد .وبقي يعمل فيها الى ان انتقل الى عمان عام 1965.

وفي عمان افتتح مكتبة الاقصى في وسط السوق ( دخلة بنك الاردن ) واصبحت من المكتبات المعروفة رغم وجود مكتبات كثيرة قبلها في عمان , ثم انتقلت المكتبة الى شارع الامير محمد بجانب البريد بعمارة مسجد أحمد قارة .

انتخب عضوا في المكتب التنفيذي لجماعة الاخوان عام 1965 ومساعدا لامين سر الجماعة المرحوم الدكتور اسحاق الفرحان .

ساهم رحمه الله مع اخوانه في انشاء الكثير من المشاريع الخيرية في اربد كبناء المدرسة الاسلامية ,ودار الاخوان والكثير من المساجد .

انتقل رجمه الله الى رحمة الله في العام 1997ودفن في مقبرة سحاب وحضر جنازته عدد كبير من اخوانه واصدقاه ومعارفه .

ترك رحمه الله ستة من الابناء هم الدكتور محمد وهو أكبرهم وبه كان يكنى , ومحمود , وعبد القادر , وخالد , وعاصم , وسيد , أطال الله في اعمارهم ووفقهم الى ما يحب ويرضاه .

جهاده :
قام قبل حرب 1948 بسنوات قليلة مع مجموعة من ابناء اربد ( منهم الشيخ عبد الله البرقاوي وأحمد الجيزاوي ) , بتفجير خط البترول العراقي المار من جنوب مدينة اربد والمتجه الى الاغوار ثم بيسان فحيفا ( كان الانجليز قد أنشؤا هذا الخط لنقل البترول العراقي من كركوك الى حيفا على البحر الابيض المتوسط لتصديره من هناك ., وتوقف الضخ به بعد حرب 1948 ).

ألف عام 1947 مع مجموعة مع اخوانه في اربد( نايف ابو عبيد وحسن الغرايبة) , لجنة لجمع التبرعات لشراء السلاح وارساله الى الثوار في فلسطين , ولصدقهم وأمانتهم واخلاصهم وثقة الناس بهم استطاعوا جمع مبلغ ( 10000 دينار) , فذهب مع زميله باللجنة نايف ابوعبيد الى مصر لشراء السلاح , وفي القاهرة التقوا بالاستاذ حسن البنا واخبروه عن سبب مجيئهم الى مصر , فساعدهم الاستاذ البنا بمهمتهم , وقاموا بشراء السلاح من البدو في الصحراء الغربية ومن المحافطات الاخرى واحضروه الى القاهرة , ولكن السلطات المصرية صادرت كمية منه , واستطاعوا نقل ما بقي منه الى العقبة عن طريق سيناء , ثم منها الى عمان وقاموا بتسليم جزءمنه الى جيش الانقاذ في سوريا, وما تبقى بقي لديهم في اربد .

عندما قامت حرب عام 1948 شكل مع اخوانه في اربد ىسرايا للجهاد على ارض فلسطين وكان من منهم ( مفلح السعد ومصطفى خضير واحمد الجيزاوي وعثمان ناصيف ) , وقاموا بمهاجمة المستوطنات الصهيونية في غور بيسان وفي منطقة سمخ , واستشهد منهم الشهيد( حسن الظاهر البطاينة) , وبعدها قاموا بتزويد اهالي طبريا بالذخيرة عندما طلبوا ذلك منهم , وقاموا باحتلال مركز جسر المجامع عندما أخلاه الانجليز , وساعدوا الجيش السوري بالوصول الى طوباس والجبش العراقي بالوصول الى جنين .

اصيب رحمه الله بجروح بالغة نتيجة انفجار لغم ارضي به عام 1948 عند مهاجمتهم أحد المستوطنات الصهيونية في غور سمخ, ونقل الى اربد للعلاج وبقي ثلاث سنوات يتلقى العلاج في مستشفيات اربد ودمشق وبيروت , وكتب الله له الشفاء بعد عملية جراحية ناجحه أجراها له الدكتور اسماعيل النابلسي في مستشقى اربد الحكومي عام 1950.

رحم الله المجاهد احمد الخطيب وجزأه خيرالجزاء على ما قدم لدينه وامته ووطنه , واسال الله ان يكون القدوة والاسوة الحسنة لابناءه وذريته وللاجيال الشابة من ابناء وطنه , وحقه علينا أن لا ننساه ولا ننسى الشهداء والمجاهدين جميعا .