facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جرائم «الفوضى الخلاقة» في الاردن


ماهر ابو طير
25-07-2009 03:33 AM

ستة اسابيع مرت كانت مزعجة وخطيرة بمعنى الكلمة ، فهذه التراشقات على مستوى النواب والصحافة ، وقضايا النقابات والتطبيع ، والكروت الخضراء والصفراء ، والحقوق السياسية ، الفائضة والمنقوصة ، وهتافات الملاعب ، ووضع الاقتصاد وبورصة عمان ، والازمات الطبيعية والمفتعلة ، كلها توجب اليوم ، ان يتوقف عندها كثيرون.

البلد بخير ، لا نقول غير ذلك ، بيد ان الاستمرار بالحديث عن "تغييرات مرتقبة" على مواقع مختلفة ، امر لا يكفي ، اذ من هم اولئك الاشخاص الذين سيعيدون الهدوء الى الداخل الاردني ، وما هو البرنامج الذي سيتم العمل على اساسه ، وما هي الوصفات في وجه اثارة نزعات الكراهية والخلافات والاختلافات والخوف والذعر ، حتى بدا كل واحد بمثابة من يسحب خنجره على شخص اخر ، وما هي الحلول في وجه من يثيرون الاجواء على طريقة "الفوضى الخلاقة" في البلد ، بحيث ننتقل من ملف الى ملف ومن قصة الى قصة ، فيلهث الجميع ، في مشهد لم نر له مثيلا طوال حياتنا.

تسكين القضايا ، والقول ان البلد بخير ، امر طيب ، ينم عن حسن نوايا ، وعن اطفاء لحرائق يشعلها محترفون ، في "فرق التفجير" المنتشرة في كل مكان ، وهي فرق ينتسب اليها المعلقون على الاخبار والمقالات في مواقع الصحف والمواقع الالكترونية ، وينتسب اليها اعلاميون ونواب وسياسيون ، وادعياء ، واصلاء ومزورون ، ليبقى السؤال مطروحا حول تفعيل القوانين تجاه كثير من الممارسات الضارة والخاطئة ، فان لم تفعل القوانين ، تم تفعيل "وسائل بديلة" لالزام كثرة ، مكانها ، بدلا من تجميد القوانين والوسائل البديلة معا ، امام السعي المحموم لهز حجارة المعبد ، كل يوم ، فلا يرتاح الناس ، ويدب القلق في انفسهم ، جراء حاضرهم ومستقبلهم ، تارة باستدعاء اخطار اسرائيل ، وتارة باختراع اخطار اخرى ، وتارة بأكل الداخل لبعضه البعض ، ونحن نتفرج على المشهد باسم حرية التعبير ، والحريات العامة ، لنشهد ادارة غير مرضية ابدا لمكونات المشهد الداخلي.

حين تسمع ارقام خسائر بورصة عمان التي تجاوزت العشرين مليارا ، وتسمع ارقاما هزيلة حول بيع العقارات والاراضي ، خلال هذا الصيف ، وترى التباطؤ الاقتصادي ، والعجز في موازنة الدولة الذي اقترب من نصف مليار دينار حتى الان ، وترى فوق كل هذا ازمات يتم اشعالها هنا وهناك ، وتوتير للجو العام ، سياسيا ونيابيا واعلاميا ورياضيا ، وشعبيا ، تحت عناوين مختلفة ، يذكي سمومها حروب اغتيالات السمعة والناس ، وبث الشكوك والكراهية ، تجاه المؤسسة العامة والشخصيات واطياف الناس ، تعرف ان هناك مشكلة بحاجة جهود جبارة لوضع حد لكثير من فصولها وتداعياتها ، وتبسيط الاشياء ، لا ينهي المشكلة ، هو هروب من المشكلة واعادة جدولة لها ، وهو حل غير مقبول امام محاولات تشظية البلد ، واثارة الضغائن فيه ، وبث المخاوف ، وجعله مهزوزا خائفا ، من حاله واقتصاده ووحدته المقدسة ، وافاق مستقبله الحياتي والاقتصادي...فلم يبق شيء الا وتم الاختلاف عليه وحوله.

السكوت على من يسعون لبث "الفوضى الخلاقة" في البلد ، سكوت سيجلب نتائج وخيمة على كل المستويات ، وقد آن اوان الحسم واعادة ترسيم كل القضايا ، ورد روحنا ، كلنا ، الى اجسادنا ، بدلا من وقوفنا جميعا على قدم واحدة ، من شدة الذعر.

منع اشعال الحرائق ، افضل بكثير من السكوت على اشعالها ، ثم التباهي بالقدرة على اطفائها.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :