اعتقالات وعصي وضرب وشتائم تتهاوى على رؤوس الاردنيين في ثغر الاردن الباسم هذه المدينة التي ما برحت تزهو في لونها الجديد من تقدم وتطور وكلنا فخر ونحن نرى صورها الزاهية على المحطات الفضائية كرائدة في السياحة لمن اراد الاستمتاع في جمال الطبيعة على شواطئها ورمالها الدافئة وشمسها الصافية ، ولكن المفاجئة في هذه المرة كانت في سماع اصوات وصراخ المعتصمين على مداخل ميناء العقبة عبر شاشات الفضائيات لتحاكي قصة ولا اروع في مطالبات العاملين في مؤسسة مواني العقبة بحقوق لهم قد تكون مشروعة او مكلفة الا ان غير المشروع هو الاعتداء على ابناء الوطن بالركل والعصي والقنابل المسيلة للدموع هؤلاء الكادحين والذين يعملون لقوت يومهم وليس لبناء القصور والفلل ، وعلى الرغم من انهم تركوا اهلهم وذويهم وجاوا من كافة ارجاء الوطن من شماله وجنوبه ووسطه يقطعون مئات الكيلومترات من اجل العمل والكد وليس ان تنهار عليهم عصي قوات الدرك وان يزج بهم في السجون والاعتقال حماية لحقوق لا اعرف من هم لاولئك الذين يحصلون على الالف والمياومات والرحلات والمكافأت الشهرية .

والذي يبعث على الحزن والقهر في مدى التردي في معالجة هذه الاعتصامات التي كان الاجدى التعامل معها من قبل ذوي الاختصاص اي مدير عام مؤسسة المواني وان لا يتم زج قوات الدرك والذين هم من ابناء الوطن ايضاً بان يتم ركلهم وشتمهم ويختلط الحايل والنابل في هذه المواقف ، وبعد ذلك ماذا نتوقع غير الاصابات والجرحى وهيئات التحقيق والكل يتسابق على الافتاء مع ان الخاسر الوحيد في ذلك الوطن سواء في الممتلكات العامة او الاشخاص وتعطيل مصالح المنتفعين المتعاملون مع هذه المؤسسة وتشوية صورة الوطن خاصة ونحن نتحدث يوميا عن التطور في مجال حقوق الانسان في وطننا الحبيب .

وما يزيد الامر غرابة انه تم معالجة عدد من الاعتصامات في الفترة الاخيرة ولكن لم نسمع عن ضرب او شتم او تكسير ولماذا في هذه الحادثة تعالج بهذه الطريقة خاصة ان كافة العاملين قادمين من كافة ارجاء الوطن وان من مخاطرها ان يتم نقل هذه الازمة الى مناطق أخرى من الوطن ولا ادري الذي اتخذ القرار في معالجة هذا الاعتصام لم يراعي ذلك في معالجة هذه الازمة ، فكفاءنا تخبطنا في بعض قرارتنا ورحمة في الوطن ومؤسساته التي بنيت على دماء وعرق الاردنيين المكافحين والباحثين عن رزق ابناءهم وليس عن هروات وعصي بعض المسؤولين المتخبطين في قراراتهم.
bsakarneh@yahoo.com