facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العفو العام إنسانية ولكن ..


د. بسام العموش
23-01-2019 02:48 AM

تقوم فكرة العفو العام على إزالة الاحتقان الاجتماعي والشعور الإنساني مع من عثرت به أيامه بما كسبت يداه ومع من خلفه من أهل .لكنها بالتأكيد ليست فكرة تنزيلات تجارية ولا صفقات سياسية ولا كرما" حاتميا" على حساب أمن المجتمع وأصحاب الحقوق فيه . إن الله غفور رحيم ولكنه شديد العقاب ، والله لا يقبل الظلم ولا التجاوز ولهذا أمر بقطع يد السارق الذي أكل أموال الناس وتجاوز على جهدهم ونهب مالهم . وأمر بجلد من تجاوز على أعراض الناس فشرف الناس مصان . لقد جعل الله عقوبة السارق وعقوبة الزاني من جرائم الحدود وهي جرائم لا شفاعة فيها بحال وقد أنكر النبي ص على من أراد التوسط فقال ( أتشفع في حد من حدود الله ؟! والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) أقول هذا وأنا مفجوع بحماسة بعض النواب ومنهم من يمثل اتجاها" اسلاميا" !! حيث بدأوا بالحديث عن العفو والمغفرة والتكريم مطالبين بدون وعي أن تتسع دائرة الكرم الحاتمي ربما بحثا" عن السمعة الشعبية حيث راح عدد من النواب يريدون عفوا" ممتد الأجل الزمني وكأنهم يقولون للناس : افعلوا ما شئتم فالعفو من أمامكم بالمرصاد لكل الجرائم !! أهكذا تورد الإبل ؟ أهكذا تصبح حقوق المظلومين سلعة تباع وتشترى في سوق السياسة والنيابة ؟!!
نحن مع الإنسانية لمن يستحقها ولكن ليس بهذه الطريقة التي سيخرج من خلالها ما يقرب من عشرة آلاف في ذمتهم دماء و أموال وأعراض وحقوق معنوية لأناس بحثوا عن حقهم في القضاء وثبت لهم الحق الذي بخره النواب بجرة قلم !! هل يبدأ اصحاب الحقوق رحلتهم من جديد ؟ هل بقي لديهم ثقة بأن حقهم مصان ؟! سنرى أن البعض سيذهب للبحث عن حقه بطريقة أخرى ما دام القانون يتم تجاوزه بصفقة سياسية تحت عنوان الإنسانية !! إن هذا العفو قد غير عقوبات منصوص عليها فهو في الحقيقة تعديل غير معلن على قانون العقوبات .
إن جبر عثرات الناس مطلوب في الحق العام وليس في الحق الخاص وكان على الذين صاغوا قانون العفو أن يشترطوا على الأقل في القضايا المالية أن يتم السداد أو تتم الجدولة أو يوجد كفيل وفاء . أما أن يقال عفو إنساني فهو عفو من جهة واعتداء من جهة أخرى فهل هذه هي العدالة؟! العدالة كلٌ لا تتجزأ فهي للجميع ولسنا بصدد ترسيخ فكرة الانتقام ولكن ما نريده أن لا يتم الاستهتار بحقوق الملتزمين بالقانون المحافظين على الأمن الباحثين عن الطمأنينة فهم أحق بالتكريم وهم أولى بالصيانة ممن ربما سيعودون الى سيرتهم الأولى التي اعتادوا عليها ممن تعرفهم إدارات السجون الذين يسمونهم بالمكررين والأيام بيننا .





  • 1 عليان 25-01-2019 | 06:52 PM

    سلمت يداك على هذا المقال...افضل ما كتب عن قانون العفو العام


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :