facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ديناصورات الصحافة بين الانقراض والإقراض


15-08-2009 04:21 PM

تقول العرب : الرجال ثلاثة .. رجل سابق ، ورجل لاحق ، ورجل ماحق .. و إن كان الرجال في هذا الزمان يتنافسون على الحالتين التاليتين فإن الحالة الأولى ندرت في وقت نرى إن عوام الرجال أصبحوا يقودون مؤسسات كان الأوجب ان ترتقي بفضل خبرات موجودة ومهارات مكدسة وحرفية محاربة ، ولكنهم وللأسف وفي كثير من مؤسساتنا احتلوا بجدارة الحالة الثالثة ، والتي محقوا فيها كل إنجاز تراكم عبر سنوات خلت ، ففرغوا المؤسسة الوطنية من كل هدف أو غاية أو مكتسب وأضاعوا الإرث الوطني بالمقامرة في سوق البصارة .. فأصبح الكل " مبشرا " بديدنه ، ويطالب الناس أن يؤمنوا بتعاليمه ، فكان فساد مسؤول واحد أو قرار كارثي له أكبر مليون مرة من أخطاء كل من كتب أو علق أو جأر جرّاء التهاب كبده الوطني .

في الإعلام الأردني كانت ولا تزال هناك مشكلة أساسية ، وهي غرور وحسد الكبار ، و خوف وطول ذنب الصغار .. وبين أولئك وهؤلاء بقيت المهنة الصحفية تراوح مكانها الى وقت قريب في مسيرة تسلقها جبال النجاح ، قبل أن تتراجع الى الوراء ، لتتدحرج باتجاه قاع الجليد الذي "تصنمت " به ديناصورات تسلمت مراكز متقدمة في الإعلام الأردني ، تخشى على نفسها من نجاح فئة قليلة خلعت نعل الرتابة والانحياز وانتظار "التعليمات عبر الهاتف " من قبل الحكومة ، والذي انتعله كثير ممن كانت مهاراتهم في الصحافة والكتابة والتحليل والتعليل والتقرير والتفسير لا تعدو عن مهارات كتاتيب أيام زمان أو صحف البيضة والرغيف ، لذا لا نستغرب أبدا ان تتحول العديد من الصحف هذه الأيام الى صحف حائط أو مؤسسات كبرى الى "صندوق العجب " كما يحدث في التلفزيون الأردني ، الذي لم يبق عليه سوى توجيه برامج خاصة للأموات وبعنوان من الأموات الى الأموات !

وفي الوقت الذي لا نخفي خيبتنا من تحركات الحكومة باتجاه ستر عورة الإعلام الرسمي وشبه الرسمي ، بمحاولة ارتكاب " جريمة شرف " جديدة ضد ضحية بريئة وهي الإعلام الحرّ أكان إلكترونيا أم ملقى القبض عليه ورقيا ، فإننا نتساءل عن جدوى تحريك المغرفة الرسمية في قِدر الإصلاح ، مادام القدِر فارغا إلا من ماء مذق ، لا لحم فيه ولا مرق ؟ ولماذا لا تتخلص من أصنام انقرض زمانها واستقرضت سنين أخُرّ ، لا تزال تعزف السلام الوطني على الربابة ؟!

العالِمُ بما يدور في العَالم ، يدري أن عجلة التطور الصحفية تعطلت عندنا مع توقف الرعيل الأول من مشائخ الصحافة الوطنية ، مع التشديد على وصف الوطنية ، ولن أتوقف عند أسماء لم يكن أخرهم المرحوم كامل الشريف أو محمود الكايد ، حتى أكتشف في مجرة درب الصحافة الأردنية ، كوكبا "سابقا " وضاءا هو "عمون " ولكن الفرق بينه وبين "التبانة الصحفية " انه جاء عبر الفضاء الواسع بالمهنية الرفيعة و بالخبر اليقين ، والرأي الآخر ، واجتر خلفه أجراما أخر ، منها من خبا ومنها من لا يزال يدور في الفلك ، وبسرعة ضوءه أصبح مصدرا إخباريا للقارىء ولكبرى وكالات الأنباء العالمية ، وبعدما كنا نبحث عن مصادر خارجية لخبرنا الوطني ، أصبحنا " كأردنيين " مصدرا موثوقا للخبر الاردني ، وبات الكثير من التبانة ينطبق عليهم الوصف الشعبي : لقـّاط وراء حصاد !

حيث أصبح منبر مساجلة بين عواصف فكرية ، سياسية واجتماعية وثقافية ، عرّف بأسماء برزت ، بعدما تصادمت "بالجدار الحديدي " للصحافة الهرمّة.. ولها الفضل في قيادة مرحلة مهمة من مراحل " الأردنة " والحفاظ على المنجز الوطني الرسمي والشعبي والمحفاظة على المال العام ، والدفاع عن منجزات الوطن وحق المواطن في عيش كريم ، وحق الأجيال في تبادل أدوار القيادة وتمتين الجبهة الداخلية ضد أطماع التبييع والاستبدال والتآمر على القضية الفلسطينية ، وحق شعبنا الفلسطيني في أرضه وتاريخه وهويته .

واليوم يدق الدكتور نبيل الشريف ناقوس الخطر فوق رؤوس زعماء الطائفة الصحفية والتلفزيونية الذين لا زالوا نائمين في فراش " المضافة الصحفية القروية " ، ليستيقظوا ويرموا عنهم أسمال الرتابة والكليشيهات التي لم تعد تقنع جمهور حضانات الأطفال حتى ، ودفعهم لأن يطوروا مهاراتهم وان يفسحوا المجال لجيل طامح ، وان ينهوا مسيرة الجيل "المتدنصر " الطامع الذي باتت صفحات الصحف بالنسبة لهم مصدرا للتكسب والسفر والاسترزاق غير المستساغ .

وان كانت الخشية من الإعلام الالكتروني تجد لها مبررا في زمن تراسل المعطيات والفضاء الالكتروني والحرية المتمردة ، فإن الحكومة وبعض أذرعها الورقية يجب ان لا تجعل من التعليقات التي ترد على بعض المواقع الالكترونية الناشئة قميص عثمان، للتباكى على أي شيء ، بل كان الأولى بأن تفلح أولا بتعزيز ثقافة الاحترام وضرب أطناب الأخلاق العامة ، وتعليم النشء والطلبة كيفية النقاش المفيد وتبسيط شروحات "ثقافةالإختلاف " كظاهرة صحية، وتنويع الاهتمامات والواجبات التي تضطلع بهاالمؤسسات الرسميةوخاصةالإعلام الرسمي الذي همش كثيرا من المحافظات والفئات وهمومها وأصوات أبناء الوطن في الجنوب والشمال والوسط ، وتعامل بسياسة الإقصاء للأصوات التي تعارض الحكومات ولا تعارض الوطن أو نظامه ،وبات بيئة طاردة للمحترفين والناجحين .

نعترف بأن هناك تعليقات مسيئة ترد عبر مواقع ..ولكن أليست هذه هي ثقافة الشارع ؟ من أين نأتي ببلابل تشدوا وعصافير تزقزق ، وحمائم تهدل ، والخطاب العام أصبح في غالبيته منحدرا و أتهاميا ، والثقافة المنزلية والمدرسية خلت في معظمها من المنهج الأدبي الأخلاقي ، والاهتمامات الإعلامية والندوية باتت تتلخص في ترجمة تعليمات الدول المانحة ، ومؤسسات الدعم المدنية في أوروبا وأمريكا ، غير مراعية لأخلاق وثقافة شعبنا ..

وإن كان هناك من هو ملوم ، فهي الجهات الحكومية التي صنعت من نكرات لا قيمة لها ولا تأثير نمورا من ورق نامت وهي لا شيء واستيقظت وإذ بها شيء كثير في العين الرسمية فقط ، ولا أحد يسمع صوتها إلا الأذن الحكومية ..

إذا فلتتحمل الحكومات نتيجة تجاربها التهجينية التي لقحت الضياغب ببويضات الليوث ، فلا بيتا ورّثت ، ولا عزّا حمت ، ولا نسلا سليلا أبقت ، فوقعت بين الدحال والمحال ، تبحث عن زورق نجاة .. فكانت أشبه بمن يحاول أن يحزم فوهة البركان بخيط قنّب .

كان أول تعريف للثقافة تعلمناه في مادة مدخل الى علم الصحافة هو ان الثقافة تعني معرفة شيء عن كل شيء .. ولكن الحياة والمعرفة تغيرت لذلك فتعريفات جديدة أصبحت مستجدة وضرورية .. وهاهو "ألبير كامو " الفيلسوف والصحفي الفرنسي يعرف المثقف بما يلي :

{المثقف هو من يستطع عقله مراقبة نفسه } .. فكم منا مثقف واع بناء على هذا القول .. بل كم من الأسماء الأولى في صحافة اليوم الرسمي يمتلك أدوات الثقافة والأمانة الصحفية ، وهل يعلم هؤلاء أن الجياد الأصيلة تعرف في مضمار السباق وليس في إسطبلات الخيول المقننة ببرامج يومية .

وللعلم فإن الملك عندما تطرق الى الإعلام في حديثه الأخير ضم الصحافة في خندق مؤسسات الوطن العزيزة وطالبها بأن تساعد في التصدي لحالة التردي في الذائقة الوطنية عند البعض ،والذين تحدثنا عنهم في مقالات سابقة .. لذلك فإن الصحافة الأردنية مدعوة الى النهوض والارتقاء بالمهنة وليست مدعوة للدفاع عن نفسها كما ظن البعض ممن يقرأون القاف كافا ، لينفذوا الأمر المكتوب قف الى كف .

أخيرا .. هل يخبرنا أحد ما كيف هي حال الصحافة الرسمية والرأسمالية اليوم لو تكن هناك صحافة الكترونية أجبرتها لخوض غمار المنافسة الشريفة .. أقول قولي هذا بعدما اقتربت من العشرين عاما على تقديمي لطلب الانتساب لنقابة الصحفيين الأردنيين ، ولم تأت الموافقة ولا "المواقفة " من نقابة لا تزال انجازاتها كما هو اسمها لم يتغير فيها شيء يذكر .. ولعل الإجراءات الرسمية هي القيد الذي يكبل صحافة مطواعة .. عجلّ الله لها بالفرج !

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :