facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عباس والضيافة في بستان نتانياهو!


رجا طلب
08-02-2019 07:51 PM

منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي، انتبهت قيادة حركة فتح وتحديداً الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والمرحوم خالد الحسن "أبو السعيد "، والمرحوم هاني الحسن، ومحمود عباس بالإضافة لعدد محدود من الشخصيات الفلسطينية الأخرى مثل ياسر عبد ربه وبسام أبو شريف، إلى أهمية الوضع الداخلي الإسرائيلي وتأثيره على القضية الفلسطينية وتطوراتها، وتحديداً محطة الانتخابات العامة في إسرائيل، وكانت القناعة لدى تلك الشخصيات أن الليكود يمكن أن تتحطم صخرتة القاسية من خلال ما سماه المرحوم سليمان النجاب "بهجوم السلام الفلسطيني" وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقاً لقراري مجلس الامن رقمي 242، و338 في حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967.
وكان المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في الجزائر في أبريل (نيسان) من عام 1988 منصة تاريخية للقضية الفلسطينية، حيث أعلنت مبادرة السلام الفلسطينية وأعلنت معها "الدولة الفلسطينية".

وبدأ العالم يتعاطى مع القضية الفلسطينية، وتحديداً في أوروبا وفي أمريكا، بعقلية ورؤية جديدتين عنوانهما "هناك قضية، هناك حل" وكان من أبرز نتائج "منصة الجزائر" عام 1988 قبول إدارة بوش الأب الحوار مع منظمة التحرير وهو الحوار الذي بدأ في تونس وأداره من الجانب الفلسطيني ياسر عبد ربه وأنهى الفيتو الأمريكي على التعاطي مع المنظمة.

غطى دخان حرب عاصفة الصحراء وتحرير الكويت من الاحتلال العراقي على المشهد السياسي في العالم أجمع، وتراجعت أهمية القضية الفلسطينية وقتذاك ولكنها عادت وبسرعة بعدما بات النظام العربي الرسمي حليفاً عسكرياً ضد نظام عربي هو نظام صدام حسين في معركة تحرير الكويت، وهو ما تسبب في "إفقاد" إسرائيل جزءاً كبيراً من قيمتها الأمنية والعسكرية لدى الولايات المتحدة الأمريكية وساهم في "إنتاج " مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 .

في مؤتمر مدريد "انتهي الصراع العسكري" مع إسرائيل ولم يتم إنجاز السلام، فطريق السلام كان صعباً وشاقاً ومازال بوجود الليكود خاصة بوجود إرهابي ومتطرف مثل شامير الذي كان رئيساً للوزراء وقتذاك، وحصلت المفاجاة بسقوط الليكود لكونه قبل مبدأ السلام مع العرب، ونجح إسحاق رابين في رئاسة الحكومة الإسرائيلية وتوصل هو وشمعون بيريز إلى اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير واتفاق وادي عربة مع الأردن.

وكان هذان الاتفاقان بمثابة خنجر في خاصرة اليمين الإسرائيلي العلماني الذي يمثله الليكود، وهو الأمر الذي أفقد هذا اليمين عقله وأعصابه، وقرر اغتيال إسحاق رابين الذي فاز بمنصب رئيس الوزراء عام 1992 حيث تم اغتياله في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1995، وخلال مهرجان خطابي مؤيّد للسلام في ميدان "ملوك إسرائيل" (ميدان رابين حالياً) في مدينة تل أبيب، على يدي اليهودي المتطرّف إيغال أمير.

بعد أوسلو، استمر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات برسم "تكتيكاته" ووفقاً للظروف الإقليمية والدولية، ولكن لم يسجل عليه مطلقاً محاباة نتانياهو الذي كان قد عاد للمشهد بعد اغتيال رابين وسقط في انتخابات عام 1999 والتي نجح فيها إيهود باراك.

كانت "الغلطة القاتلة" للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات هي استخدام ما يمكن تسميته بـ "العنف والسلاح" بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد الثانية مع باراك برعاية كلينتون في الربع الأخير من ولايته الثانية، فقد عمل هذا "التكتيك الخاطئ" والقاتل على نجاح أرييل شارون الحاقد على عرفات والشعب الفلسطيني ونجح بصورة أو بأخرى بحصار الزعيم الفلسطيني واغتياله والخلاص منه.

هذه القراءة التاريخية التي أكتبها من الذاكرة هي وبكل تأكيد، ورغم حضورها التاريخي والمعلوماتي، في ذهن الرئيس محمود عباس، إلا أنه لم يستطع الاستفادة منها ومازال في هذه الظروف الحرجة والدقيقة التي تسبق الانتخابات العامة في إسرائيل، يعطي نتانياهو مساحة واسعة للفوز عندما يعيد التأكيد على أهمية التنسيق الأمني، ويتحدث وبحياء وخجل عن "الدور التخريبي الذي يمارسه رئيس الوزراء لعملية السلام.

فعباس بهذا الخطاب يعمق القناعة لدى اليمين بشكل عام والليكود بشكل خاص، أن لا خصم لدينا، وأن لا مشكلة مع الشعب الفلسطيني إلا بعض المسائل الحياتية العابرة، وهو واقع سوف يبني عليه نتانياهو مشروعه التاريخي المتمثل في إنهاء "حل الدولتين"، وتعزيز الدولة اليهودية كعنوان لدولة إسرائيل في ظل ضعف العامل المقاوم الممثل بالشعب الفلسطيني، وهو الفعل المقسم بين الضفة الغربية التي يمثلها عباس والذي يعتبر المقاومة جريمة، وبين الفعل الآخر في غزة والذي بات في يد حماس والتي فقدت ومنذ زمن عنوانها الفلسطيني وأصبحت أداة في يد الدوحة وطهران.

24:





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :