facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شاي معطر» .. في بيت الطالباني


ماهر ابو طير
06-09-2009 06:31 AM

شربنا "الشاي المعطر" بمعية رئيس الوزراء نادر الذهبي ، ورئيس العراق الجديد ، جلال الطالباني ، في بيته في السليمانية. الشاي المعطر كان بديلا عن "القهوة العربية" لان شرب القهوة العربية لدى رئيس دولة يعني ان جميع طلباتنا مجابة ، وهو الامر الذي لم يحصل.

لماذا لم يعد المعتقلون الاردنيون في العراق بمعية رئيس الحكومة الى عمان؟ بقي السؤال يتردد حتى ظن البعض ان "اخفاقا سياسيا" قد حدث ، ومن يفتي بحدوث الاخفاق يهرف بما لا يعرف ، لان العراق ليس كأي بلد عربي ، فقرار الافراج او العفو عن سجناء هو بيد رئيس الدولة في اي دولة عربية ، في حين ان العراق يشهد تكتلات وصراعات وتعدد مرجعيات ، ولو اراد نوري المالكي الافراج عن الاردنيين ، لاعترض وزراء لديه لديهم تيارات وكتل نيابية تحميهم ، ولو اراد رئيس العراق الجديد الايعاز بالافراج عنهم ، لما قبل المالكي ، ولو قبل الاثنان ، لاحتج الامريكيون ، او بعثر الصفقة وكلاء ايران او غيرها من دول تلعب في العراق.

خمسون معتقلا اردنيا في العراق ، بعضهم متورط في ارهاب مباشر ، ولن يفرج عنه ، كما لم نفرج نحن عن "ساجدة" التي شاركت في تفجيرات عمان ، وبعضهم متورط بمخالفات ادارية كالدخول الى العراق عبر دول عربية ، تهريبا ، والبعض الثالث يتم التحقيق معه حول الشبهات ، والسجناء موزعون على سجون الحكومة العراقية. سجون كردستان. وسجون الاحتلال الامريكي. وببساطة يستحيل التعامل مع الملف باعتباره حزمة واحدة ، فهناك ثلاث جهات ظاهرة تفتي في هذا الملف ، وخلفها عشرات الجهات الفرعية والتيارات المعادية للاردن تتحوصل في صدر دولة العراق الجديد ، فتصير مناكفة الاردن ، عقيدة مابعدها عقيدة لدى البعض.

فوق هذا الافراج في العراق بحاجة الى سلسلة اجراءات قضائية ، ولو تجرأ اي مسؤول وبادر بالافراج عن احد كلفتة منه فثمن ذلك في ظل الصراع على السلطة. موجات قدح ومطالبات بمحاكمة لمن يفرج دون العودة للقضاء. المسؤول العراقي الذي سيفرج عن اي اردني دون العودة الى الاف قطع الفسيفساء العراقي سيتم حكمه بخمسة عشر عاما. بمعنى ادق لا توجد مرجعية واحدة رئيسية في العراق قادرة على الافتاء بملف المعتقلين. على عكسنا وعكس بقية الدول العربية التي يتمكن فيها رأس الدولة من البت في هكذا قضايا.

الكلام الذي تسمعه في حضرة الطالباني يعبر عن هوة الخلافات الحادة بين الاكراد والعرب. بين الحكومة والرئاسة. وبين ذات الوزراء واتجاهاتهم في ذات الحكومة.وسط هذه الاجواء تسأل.. لماذا يذهب اردني للموت في العراق ويحرج اهله ويحرج بلده ، ويكون وكيلا لطرف اقليمي في الصراع على العراق ، قبل ان يكون مأجورا بثواب واسع ، او ذاهبا للجنة. ملف المعتقلين لم يغلق ، والعراق كلف وزيرا لبحث الحالات ، حالة حالة. وسيعود نفر منهم عما قريب. العراقيون اعترفوا ان الحدود مع الاردن نظيفة. وان اي اردني يتم القاء القبض عليه في اعمال ارهابية يكون قادما من جهات اخرى ، وليس عبر حدودنا.

لو ذهب "سوبرمان" الى العراق لما استطاع العودة بالمعتقلين ، على متن طائرة واحدة ، وقد نحسده شخصيا اذا استطاع العودة سالما ، برغم امكاناته المعروفة ، اذ لا نتعامل اليوم مع عراق واحد موحد ، وانما مع عراق تتعدد فيه الهويات والمرجعيات والولاءات ، والجهات الحاكمة فيه ايضا.

"الشاي المعطر" كان رسالة بحد مذاقه وذاته.

mtair@addustour.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :