facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قصتان بين الأردن وإسرائيل


ماهر ابو طير
29-03-2019 02:22 AM

بین یدي حالتان مھمتان، بشأن العلاقة بین الأردن وإسرائیل، وتحلیلھما مھم، من اجل إعادة التذكیر بحقائق كثیرة، بدلا من الانتقائیة، التي تعبر أیضا، عن غیاب العمق، في مرات.

الأولى ترتبط بما نشرتھ صفحة اخبار إسرائیلیة، حول حفل عشاء أقامھ السفیر الإسرائیلي في عمان، وحضرتھ مائة شخصیة أردنیة وفقا لعنوان الصفحة التي لم تنشر اسما او صورة واحدة لمن تقول انھم تناولوا العشاء مع السفیر الإسرائیلي.

كل الاعلام الأردني الالكتروني وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي، اعادت نشر الخبر، ولا یوجد دلیل أساسا على ھذا العشاء ولا صورة ولا أسماء، ھذا فوق ان توقیت نشر السفیر لنشاطھ، یتقصد الرد على الحملات المتصاعدة ضد إسرائیل في الأردن، وبث الشكوك والقول للناس، إن ھناك نفرا یتعاون معنا، ویتناولون العشاء، ولا یأبھون بملف القدس، ولا بقصف غزة، وسواء صح العشاء او لم یصح، بنفس العدد، او اقل منھ، وبحضور شخصیات أو أراذل الناس، فقد تسبب الخبر بضجة كبیرة في الأردن.

ما یراد قولھ ھنا، إن الرد على السفیر وعلى الثلة الضالة التي یقال انھا تناولت العشاء، اذا أقیم أساسا، تناسى ما ھو اعمق، أي وجود سفارة إسرائیلیة في الأردن، وتورط المئات في التجارة مع إسرائیل، والاستیراد والتصدیر، من بیع الزیتون، وصولا الى بیع حجارة البناء، مرورا باستیراد سلع كثیرة من إسرائیل، او عبر میناء حیفا، خفضا للنفقات، ھذا فوق ان التندید بقصة العشاء، على أھمیتھا، یجب ان تفتح الملف الأخطر، ملف التطبیع في السر، وكل أولئك الذین
یتعاملون مع الاحتلال، وھذا ھو الرد الوحید على السفیر الذي تقصد بث ھذا الخبر في ھذا التوقیت وكأنھ یتحدى الأردن جھارا، ویستفز الناس، ویرید ان یقول ان ھناك مجموعة تعمل معنا، برغم اننا ندرك ان ھناك شبكة أوسع بحاجة الى ان یتم فضحھا.

دون ان نعالج الامر في اطاره الاوسع، أي العلاقة مع الاحتلال، نكون قد تورطنا في الفخ الذي أراده السفیر، أي الشك في بعضنا بعضا ودق اسفین علني بین الأردنیین.

الثانیة، شبیھة بالاولى، إذ إن كل الغضب على اتفاقیة الغاز الفلسطیني المنھوب إسرائیلیا، من جانب الاعلام والنواب وكل النخب والشارع الأردني، غضب مبرر ومفھوم، لكنھ یأتي متأخرا، اذ ان الاتفاقیة سریة، وتتكتم علیھا جھات كثیرة، وكأنھا اتفاقیة عسكریة، وھي لیست كذلك، وھذا یشي بوجود مخاطر مخفیة، وكان الأصل الضغط من اجل نشر نص الاتفاقیة، ومحاسبة الذین قبلوا الشرط الجزائي، اذا كان موجودا حقا، ولعل الأھم ان نقول ان حفریات الخط، اوشكت على الانتھاء، وكثرة من الذین تم حفر ارضھم من اجل خط الغاز، قبضوا تعویضاتھم المالیة، ونحن ھنا في ھذه الحملة كمن یذھب لیبارك لسیدة بالزواج، وھي على وشك ولادة مولودھا الأول، وھذا امر عجیب حقا من حیث التوقیت والتأثیر وجدوى كل ھذا الغضب، المقدر على ایة حال، وغیر المنتج فعلیا.

في الحالتین، تأتي مواقفنا جیدة، لكنھا ناقصة، وغیر كاملة، او غیر منتجة، او لا تتناول كل تفاصیل المشھد، وھذا یأخذنا الى القاعدة الأساس، أي ان العلاقات مع الاحتلال، علاقات خطیرة للغایة، وتھدد الأردن، ولیس ادل على ذلك، من اننا الیوم امام السیناریو الأخطر، أي ضم الضفة الغربیة الى إسرائیل، وھو سیناریو خطیر سیؤدي فعلیا الى اخذ ارض الضفة الغربیة، ما سیؤدي فعلیا، الى سقوط مشروع الدولة الفلسطینیة، وانھاء السلطة الوطنیة الفلسطینیة، وبحیث یكون الفراغ المستجد، بحاجة الى جھة تدیره، وقد یكون في ثنایا صفقة القرن، ما یرید ان یفرض على الأردن ھذا الاتجاه، وھو ما أعلنت عمان رفضھ مرارا وتكرارا، بشتى الوسائل.

علینا ان نعود الى الجذور الأولى ولیس الفروع، جدوى اتفاقیة وادي عربة، وجدوى وجود سفراء وسفارات، وكلفة تھدیدات المسجد الأقصى والحرم القدسي، والغزو الاقتصادي الإسرائیلي، وعملیات التطبیع، وغیر ذلك، وبدون معالجة القصة من جذورھا، فإن ملاحقتنا للفروع، تبدو مثیرة للتساؤلات، حول الجدوى، والفائدة الفعلیة.

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :