عمون - دافع النائب العربي في الكنيست د. احمد الطيبي عن د.عزمي بشارة واتهم السلطات الاسرائيلية بمحاولة ترهيب وتخويف الجماهير العربية في الداخل . واضاف: بالرغم من التباينات الحزبية والشخصية فاننا نترفع عنها ونقول ان التهم ضد بشارة خطيرة ولكننا لا نصدقها. جاء ذلك خلال مقابلة في تلفزيون "العربية" واليكم النص الكامل للمقابلة:اسم البرنامج:نقطة نظام
مقدم البرنامج: حسن معوض
تاريخ الحلقة: 11-5-2007
ضيف الحلقة: د. أحمد الطيبي –رئيس الحركة العربية للتغيير ونائب رئيس البرلمان
حسن معوض: مشاهدينا الكرام سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات، كيف يوفق بعض أعضاء الكنيست العرب بين الالتزام بالقوانين الإسرائيلية ولعب دور إقليمي مما يستوجب الاتصال بجهات تعتبرها إسرائيل عدوة لها؟ ما هي أولوية النواب العرب؟ القضايا السياسية الإقليمية؟ أم هموم ناخبيهم التي تمس جوهر حياتهم اليومية؟ هل تشكك قضية عزمي بشارة الأخيرة في جدوى مشاركة العرب في الكنيست أم ترسم حدوداً جديدةً لحرية النائب العربي؟ وإذا كان بعض النواب العرب يرون أن ديمقراطية إسرائيل تقتصر على مواطنيها اليهود فلماذا يسعون جاهدين لدخول الكنيست؟ وأخيراً هل كانت ردة فعل عرب إسرائيل على قضية عزمي بشارة دون التوقعات؟. هذه الأسئلة وغيرها إذاً نطرحها على ضيفنا نائب رئيسة الكنيست الإسرائيلي الدكتور أحمد الطيبي. دكتور أحمد بداية هل توافق بأنكم كأعضاء في الكنيست الإسرائيلي أديتم القسم باحترام قوانين الدولة العبرية؟
هل أدى الدكتور الطيبي القسم باحترام قوانين الدولة العبرية؟
د. أحمد طيبي: نعم. كل نائب أو كل مواطن ملزم باحترام القوانين حتى التي لا يوافق عليها، ويسعى نسعى من خلال البرلمان لتغييرها، قوانين السير أو القوانين السياسية أو القوانين الذي اللي هي ذات طابع أمني، ولكن أحياناً وأنا أقول ذلك جهارة أنا خالفت القانون وأنا أدرك أني أخالف القانون، مثلاً الدخول إلى رام الله رام الله تعتبر منطقة "أ" أو الدخول إلى معسكر ومخيم جنين خلال المذبحة، وحوكمت على ذلك وكنت أدرك أنني أخالف هذا القانون الذي اعتبرته سياسياً، أحياناً أنا أدفع ثمن موقف مبدئي ونحن مدركين لذلك.
حسن معوض: يعني أنت توافق مع ما قاله زميلك الآخر في الواقع في الكنيست محمد بركة بأن النواب العرب يعرفون أحياناً بأنهم يخترقون القانون وبأن عليهم أن يدفعوا الثمن أليس كذلك؟
د. أحمد طيبي: بطبيعة الحال كل من يخالف القانون كما قلت حتى قانون السير، ولكن ما من شك في أنه محاولة الإيقاع بالنواب العرب والحملة على النواب العرب هي واضحة المعالم وتزداد يوماً بعد يوم، وخاصةً في السنوات الأخيرة منذ العام 2000 الحملة على النواب العرب هي شرسة، ومن خلالهم على الأقلية العربية الفلسطينية في الداخل.
حسن معوض: طيب، دكتور طيبي أنت قلت بأنك سوئلت أو تعرضت للمسائلة من الإسرائيليين عندما ذهبت لنذكر أيضاً ذهبت إلى لبنان في الواقع أنت ناهيك عن جنين وعن رام الله، ويعني تعرضت للمسائلة، ولكن المسائلة لم تصل إلى حد يعني اتهامك بالخيانة كما حصل مع عزمي بشارة أليس كذلك؟
د. أحمد طيبي: نعم. لكي لا نظلم الدكتور عزمي بشارة، هناك فرق ما بين هكذا تهم لزيارة دولة عدو وما بين ما يوجه له الآن، ما يوجه له الآن هو تهم خطيرة للغاية قد يرافقها حكم لسنوات طويلة داخل السجن، وهذه القضية تختلف عن الزيارات ما يسمى زيارة دولة عدو هذا بند ممكن التعايش معه ومخالفة القانون والتحدي إلى آخره، لكن يجب أن نضع هذه القضية هذه قضية لتهم خطيرة للغاية، جزء منها غير معقول ومفبرك ولكنها توجه من قبل السلطات الإسرائيلية.
حسن معوض: طيب، سنأتي إلى هذا بالتفصيل لاحقاً، ولكن يعني أنت ذكرت الدول العربية التي لا يجوز أو القانون الإسرائيلي لا يسمح للنواب ناهيك عن يعني.. المواطنين ناهيك عن النواب في الكنيست أن يذهبوا إليها، يعني أنتم في الغالب الذين يذهبون للنواب كما أنت أو الدكتور بشارة مثلاً تذهبون إلى لبنان أو سوريا، ما هي الدول العربية في الواقع غير مصر والأردن يعني مصر والأردن لديهما معاهدة سلام مع إسرائيل التي يسمح لكم أو لكما في الواقع في حالتك ودكتور بشارة بالذهاب إليها في العالم العربي؟
د. أحمد طيبي: هناك عدد من الدول التي حددت طبقاً للقانون الإسرائيلي بأنها دولة عدو هذا هو اصطلاح إسرائيلي موجود في كتاب القوانين، على فكرة الأردن ومصر ما زالت تعتبر طبقاً للقانون الإسرائيلي دولة عدو ولكن صدر أمر خاص ليس قانوناً أمر خاص، القانون لم يغير يلغي الأردن ومصر من قائمة الدول العدوة.
حسن معوض: طيب، ما هي الدول العربية التي ألغيت من قائمة الممنوعات؟
د. أحمد طيبي: لبنان وسوريا مثلاً هي دولة عدو، العراق ما زالت عملياً طبقاً للقانون هي دولة عدو مع أنه أعتقد أنه في مواطنين إسرائيليين يهود كانوا في العراق ما بعد سقوطها، عدا عن ذلك عدا عن ذلك كل الدول العربية يتم زيارتها ولا تعتبر.. ولا تعتبر أنك خالفت القانون طبقاً لذلك.
حسن معوض: طيب، دكتور طيبي في الواقع يؤخذ عليك أنت وزملائك الذين تذهبون إلى الدول العربية أنه في الوقت الذي تتحدثون فيه في الواقع عن سجل حقوق الإنسان السيء في إسرائيل بالنسبة للعرب إلى أنكم تذهبون إلى بعض الدول العربية ولا تنبسون ببنت الشفة عن أوضاع حقوق الإنسان فيها والسجناء الضمير الرازحين في سجونها أليس كذلك؟
د. أحمد طيبي: يعني أنا مستعد لتلقي كل هذه التهم التي تقال جزافاً عن الجميع، موقفنا فيما يتعلق..
حسن معوض: هل تحدثت عن أي وضع حقوق إنسان في أي بلد عربي؟
د. أحمد طيبي: بطبيعة الحال، وأصدرنا بيان مرة أو مرتين كان بيان مشترك لعدد من النواب العرب، موقفنا فيما يتعلق بحقوق الإنسان ونحن من دعاة محاربة العنصرية هنا، ودعاة حقوق الإنسان هنا، وهذه القضية أخلاقية لا تجتزأ هناك مشكلة مع المثقفين العرب وسجناء الضمير في السجون العربية في الدول العربية في هذه الأنظمة، وأنا كسياسي وكمثقف لا أستطيع إلا أن أضم صوتي إلى صوت أولئك الذين يطالبون بالتعامل مع هؤلاء كأسرى ضمير وبإطلاق سراحهم، المثقف لا يمكن أن يحاسب طبقاً لرأيه ويزج به في السجن.
حسن معوض: طيب دكتور طيبي..
د. أحمد طيبي: في أي عاصمة عربية أي كانت.
حسن معوض: دكتور طيبي أنت ذهبت إلى عواصم عربية، هل قلت هذا الكلام للقادة العرب الذين التقيت بهم؟
د. أحمد طيبي: يعني أنا قل لي أين يمكن أن أقول ذلك ولم أقل ذلك علناً، أنا زرت لبنان تحدثت ليس أسرى تحدثت عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وأوضاع المواطنيين الفلسطينيين في لبنان وهي أوضاع مزرية أنا أقول ذلك بصراحة، تحدثت عن ذلك مع كل القيادات اللبنانية من كل الفصائل وطالبنا بتحسين ظروفهم وقلنا ذلك جهارةً، وهكذا هو موقفنا في كل مكان، الموقف لا يتغير طبقاً للعاصمة.
حسن معوض: طيب دكتور طيبي هل تتوقع أن أي بلد عربي أو لنقل حتى أي بلد في العالم يمكن أن يسمح لأي من نوابه أن يتصل بجهات معادية في الأيام العادية ناهيك عن زمن الحرب، هل تتوقع ذلك؟
د. أحمد طيبي: يعني هناك فرق هناك فرق ما بين نضالنا هنا ضد الاحتلال وما بين تعريف إسرائيل لعدد من الدول العربية بأنها دولة عدو، لنا ملاحظات على عدد من الأنظمة العربية والحكومات العربية ولكن لا يمكن أن نقبل أن نتبنى عداوات إسرائيل وأن نتبنى المفاهيم الإسرائيلية في التعامل مع العالم العربي أو مع الشعب الفلسطيني، هذا تشويه للهوية وللرواية الفلسطينية ولرواية كل واحد منا، ولذلك أنا لا أقبل ذلك على الإطلاق، عادةً وأقول لك أكثر من ذلك أستاذ حسن وأقصر عليك الطريق عدد من هذه الأنظمة هي أنظمة غير ديمقراطية الأنظمة العربية هي أنظمة غير ديمقراطية، ولذلك ليس فقط من يتصل بالعدو العدو من يكون رأيه أحياناً يزج به بالسجن وأنت سبق وقلت ذلك يجب أن أقول ذلك بصراحة.
برلماني ومستشار في وقت واحد
حسن معوض: هذه النقطة وصلت، من ناحية أخرى أنت قلت أنت تتحدث عن الدكتور عزمي بشارة لننتقل إليك أنت شخصياً دكتور أحمد، أنت عملت في إحدى المراحل مستشاراً للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مرة أخرى هل لك أن تعطينا مثالاً واحداً في العالم على برلماني في دولة يعمل مستشاراً لدى رئيس دولة أو كيان آخر.
حسن معوض: المعلومة غير الدقيقة التي أوردتها ينقصها الدقة في التاريخ، عندما ترشحت للكنيست قبل أن أصبح عضواً في البرلمان قدمت استقالتي إلى الرئيس ياسر عرفات الذي أفخر بأنني كنت مستشاراً سياسياً له ولم أشغل المنصبين معاً، يعني كنت مستشار الرئيس ياسر عرفات من 1993 لـ 1999 وعندما دخلت الكنيست لم أكن.. كنت مستقيلاً من منصبي كمستشار للرئيس ياسر عرفات، مع أن القانون الإسرائيلي لا يمنع ذلك، حاولوا سنّ قانون اسمه قانون الطيبة ليمنعني من العمل كمستشار للرئيس ياسر عرفات ثم كانت انتخابات مبكرة وأصبحت عضواً في البرلمان، ولكن هذه الخصوصية هي خصوصية واقعنا الذي نعيشه، نحن أيضاً جزء من الشعب الفلسطيني أنا فلسطيني عربي هذه هويتي الوطنية والقومية، ونحن نحمل المواطنة، ولذلك لا يوجد مثيل لواقع وكيان الأقلية العربية الفلسطينية في الداخل.
حسن معوض: طيب، دكتور طيبي ثمة من يرى بالواقع بأن تجربة الدكتور عزمي بشارة الأخير فيما يتعلق بالاتهامات وما إلى ذلك تشكك بجدوى انضمام العرب إلى الكنيست، هل توافق على ذلك؟
د. أحمد طيبي: تماماً لا، أولاً هذا لم يقله عزمي بشارة نفسه هو كان أحد 11 سنة في الكنيست وزملاؤه ما زالوا في الكنيست، كلنا نناضل من أجل البقاء في البرلمان وتقديم واجبنا التمثيلي اتجاه مليون عربي فلسطيني مواطنين في إسرائيل هذه جزء من شرعية العمل السياسي، واليمين الإسرائيلي هو الذي يريد الكنيست خالية من العرب توطئة لوطن خالي من العرب، لن نقدم لهم هذه الهدية لا لبيرمان ولا لشلندر ولا لغيره، لذلك هذه قضية محسومة لدى غالبية الجمعية العربية، نعم. هناك ناس يعتقدون أنه لا جدوى من المشاركة في الانتخابات، وهم لا يخرجون لصناديق الاقتراع، ولكن الغالبية تخرج وتشرع هذا العمل.
حسن معوض: طيب، دكتور طيبي من ناحية أخرى في الواقع أنت نفسك يعني نقل عنك القول دولة إسرائيل هي حقاً دولة ديمقراطية ويهودية، ولكن ديمقراطيتها موجهة فقط لليهود ضد العرب لماذا إذن تسعى للدخول للكنسيت، يعني أنت تقول الديمقراطية محدودة يعني لن تشملنا كعرب في إسرائيل، أليس هذا ما تقوله؟
د. أحمد طيبي: أحسنت إسرائيل معرفة طبقاً لقانون أساس لا يوجد دستور في إسرائيل، قانون أساس بأنها يهودية وديمقراطية أنظر يهودية قبل ديمقراطية، أنا أقول أنه لا يمكن أن تتعايش هاتين القيميتين سوياً إما أن تكون ديمقراطية أو أن تكون يهودي إثني معرف إثنياً، لذلك أنا أقول نعم إسرائيل هي ديمقراطية ويهودية فهي ديمقراطية اتجاه اليهود ويهودية اتجاه العرب بمعنى أنها هذه الديمقراطية عرقية، هذا لا يعني أن أترك كل المنابر والمجالات وساحات المعركة والنضال لأبقيها للبيرمان ولبين يمين وللغالبية اليهودية، أنا هناك لكي أحاول أجسد هذه الهوية وإبراز هذا الوجه العنصري ليحاول تغييره إما عبر ت تغيير القوانين في الكنيست نعم في البرلمان وهو أهم المنابر الموجودة في هذه البلاد سياسياً، وأنت لم تكن لتقابلني لولا أنا كنت عضو في البرلمان منتخب من قبل أبناء شعبي، والعالم العربي ما كان ليعرفني لا بالفضائيات ولا بالزيارات لولا كنت عضواً في البرلمان ممثلاً وقيادياً لهذه الجماهير.
حسن معوض: دكتور طيبي باختصار قبل الفاصل لم يبقَ كثيراً قبل الفاصل يعني أنت قلت نعدل قوانين وكذا هل نجحتم كنواب عرب في تعديل أي قانون في يعني ضمن القوانين الإسرائيلية؟
د. أحمد طيبي: يعني أنا نجحت في سنّ قوانين مختلفة قوانين ذات طابع مدني، ولكن نحن نعترف أننا معارضة وبطبيعة الحال المعارضة حتى إن كانت معارضة يهودية حزب ميريتس مثلاً لا تستطيع أن تؤثر أمام أغلبية من 78 عضو كنيست أغلبية ساحقة، ولكن في حالات كثيرة إما أن نخفف من وطأة القانون العنصري أو أن نفشل به، ولكن أن نضعه على جدول الأعمال أولاً كشف زيف الديمقراطية هذه ونسبيتها في بعض الحالات يجب أن نعترف بنسبيتها، أو أن نعمل على تغييرها مرة تلو الأخرى تلو الأخرى وعدم التأثير هو ليس فقط هو أساساً لأننا عرب ولكن ليس فقط لأننا عرب ولكننا لأننا في المعارضة أيضاً.
حسن معوض: هذه النقطة وصلت، إذاً مشاهدينا الكرام نتوقف الآن هنيهةً مع فاصل قصير نواصل بعده حوارنا مع ضيفنا الدكتور أحمد الطيبي نائب رئيسة الكنيست الإسرائيلي.
[فاصل إعلاني]
حسن معوض: إذاً مشاهدينا الكرام أهلاً بكم مجدداً معنا في هذه الحلقة من نقطة نظام، وضيفنا الدكتور أحمد الطيبي نائب رئيسة الكنيست الإسرائيلي.
لماذا دخل النواب العرب الكنيست الإسرائيلي؟
دكتور أحمد هناك من يسأل في الواقع هل دخلت أنت ونواب عرب آخرون ومن بينهم الدكتور عزمي بشارة الكنيست الإسرائيلي لكي تحلوا قضية فلسطين أم لخدمة ناخبيكم في الواقع؟ البعض يتساءل هل لديكم وقت من خلال سفرياتكم إلى الخارج إلى الدول العربية الأخرى لكي تخدموا ناخبيكم؟
د. أحمد طيبي: يعني اللي بيسمعك يقول وكأنه النواب العرب حاملين الحقيبة ولا يزوروا الكنيست، وهذا غير صحيح كل النواب العرب كل النواب العرب 80% من وقتهم يذهب إلى معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية للأقلية العربية، 20% يذهبت إلى القضايا السياسية، ولكنها تبرز إعلامياً أكثر من غيرها أنتم في العربية أو في فضائيات أخرى لم تقابلوني حول مظاهرة في الطيبة ضد العنف مثلاً أو قضايا تتعلق بجهاز التعليم، ولكنكم ستقابلوني حول قضايا في غزة قضايا الصراع العربي الإسرائيلي قضايا الإقليمية، بمعنى أن هناك تعتيم في أجهزة الإعلام الإسرائيلية تحديداً على نشاط النواب العرب، ولكن دائماً نحوز على ثقة المواطن لأنه يشعر في هذه العلاقة، ولكنني لا أخجل عن القول بل أفخر بأنني جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وأنا أحمل لواء هذا الفكر الوطني والالتزام بالقضايا الوطنية فلا يمكن أن تشوّه هويتي بأنني مقدم خدمات للمواطن فقط، هي أيضاً قضايا وطنية خدماتية وهي أيضاً قضايا وطنية وقومية، هذا التواصل هو ليس لا يؤخذ ضدنا، ولما يجب أن يؤخذ معنا وأن يتواصل معنا العالم العربي ويتفهم هذه الخصوصية فينا.
حسن معوض: هذه النقطة وصلت، طيب دكتور أحمد في الواقع ثمة من يقول بأن السلطات الإسرائيلية ربما غضت الطرف في البداية صحيح أنها سائلتكم أنت ويعني نواب آخرين ذهبوا مثلاً إلى بعض الدول العربية التي تعتبرها إسرائيل معادية يعني غضت الطرف في البداية لأنها اعتبرتكم بمثابة رسل سلام مثلاً أو حملتكم رسائل في البداية يا ترى؟
د. أحمد طيبي: هي لا تريد تحميل رسائل وهي لا تريد سلام أنا أقول ذلك جهارةً، إذا كانت القضية قضية جسر هوة وجسر مواقف منيح، ولكنها ليست كذلك على الإطلاق، ولولا ذلك لما قدمت لوائح اتهام ولا استدعي النواب العرب عديد منهم إلى التحقيق، ولذلك هذا يتكسر على صخرة الواقع، إسرائيل ليست معنية وإن كانت معنية فلديها إمكانيات أوروبية وأميركية وربما عربية أكثر منا تأثيراً في العواصم العربية.
لماذا لا يساعد النواب العرب في حل القضايا العربية؟
حسن معوض: طيب، لماذا إذن أنتم كنواب عرب يعني تحرصون على الذهاب مثلاً إلى بلدان عربية لبنان سوريا لماذا إذا لم تكونوا مثلاً في هذا الإطار تساعدوا في حل القضية الفلسطينية أو العربية الإسرائيلية مثلاً؟
د. أحمد طيبي: أولاً هذا جزء من التواصل القومي، أخي حسن أنا جزء من عائلتي في لبنان وجزء من عائلتي في طولكرم وفي نابلس وفي الأردن أنا فلسطيني والفلسطيني مشرد والفلسطيني موزع، نحن شعب واحد عدا عن ذلك نحن جزء من هذه الأمة العربية، يعني هل يستطيع أحد أن يمنع تواصلي مع إخواني وأصدقاء لي في القاهرة أو في عمان أو في بيروت أو في الشام لا يمكن وإلا قد تشوه شخصيتنا..
حسن معوض: ولكن دكتور طيبي أنت تذهب إلى هناك كسياسي وليس يعني أصدقائك وأقاربك في البلدان العربية الذين يعيشون في الخارج؟
د. أحمد طيبي: وأنا عرفت هناك بصفتي سياسي، ودعيت هناك لأنني سياسي ولأنني نائب، وأنا أعود وأكرر ذلك وعندما أستقبل لدى الحكومات والرؤساء أستقبل هكذا ويسمع رأيي، نعم. هناك من يريد أن يسمع رأينا عما يجري في المنطقة عن المسار الإسرائيلي الفلسطيني والإسرائيلي العربي، نحن نقول رأينا فيما يجري إقليمياً هذا جزء من واجبنا السياسي كسياسيين منتخبين قياديين.
حسن معوض: طيب، هذه نقطة مهمة دكتور أحمد هذه نقطة مهمة تقول نتحدث عن كذا وكذا، يعني هل تحاذرون بأنكم مثلاً عندما تتحدثون مع مسؤولين عرب أنتم نواب في الكنيست الإسرائيلي، هل تحاذرون بأن لا يشعر مثلاً أو تشعر إسرائيل عندما تعودون بأنكم تقدمون معلومات أكثر مما يجب مما يضر مثلاً بالمصلحة القومية لإسرائيل؟
د. أحمد طيبي: يا سيدي أي معلومات يملكها النواب العرب هذا كلام مبالغ فيه فيه محاولة تهويله من أجل الترهيب والتخويف لأقلية بأكملها، وأكثر من ذلك الادعاء مثلاً بأن عزمي بشارة وجه الصواريخ هو ادعاء سخيف، هو ادعاء يحاول تأليب الرأي العام الإسرائيلي عليه وعلى النواب العرب وعلى الأقلية العربية، ولذلك هناك محاولة للانقضاض على الأقلية العربية بمجملها، ماذا يمكن أن يقدم النواب العرب هذا ليس من واجبنا وليس اتجاهنا على الإطلاق.
حسن معوض: دكتور أحمد ما دمت تريد أن تتحدث عن قضية الدكتور عزمي بشارة دعني أضع لك هذا السؤال: من التهم التي وجهت لعزمي بشارة تلقي أمواله من الخارج، هل يمنعكم القانون الإسرائيلي كنواب من تلقي تبرعات من الخارج؟
د. أحمد طيبي: أولاً لا أدري إذا كان هذا صحيحاً أم لا أنا أشك في كل الملف الأمني الذي قدمه قدمته الجهات الأمنية والبوليس الإسرائيلي فيه هناك كثير من التهويل..
حسن معوض: هل اطلعت عليه دكتور أحمد هل اطلعت عليه؟
د. أحمد طيبي: قرأته تفصيلياً ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي حاولوا تعميمه على الناس، ولذلك بالرغم من الخلافات الحزبية والتباينات الشخصية أو الحزبية سنترفع عنها، أنا أقول أنني أشكك في مصداقية هذه التهم الموجهة له وعليه يجب أن نأخذها بهذا المضمار، سبق وأن سقطت كثير من التهم التي وجهها الأمن الإسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية للعديد من الشخصيات يهودية كانت أم عربية ويجب أن نحاذر في ذلك..
حسن معوض: طيب دكتور أحمد دعني أعطف على كلامك هذا، أنت قلت في الواقع قبل رفع الحظر عن نشر الاتهامات الموجهة لعزمي بشارة – أنا أنقل عنك – نحن لا نعرف الحقيقة أو ما يراد له كذلك بسبب منع قانوني، هل عرفت الحقيقة الآن بمعني يعني ما تقوله؟
د. أحمد طيبي: نعم. بطبيعة الحال في البداية.. البداية المنع القانوني لا أحد كان يستطيع الحديث عن هذه القضية، الآن هم نشروا هم الشرطة الإسرائيلية نشرت وما نشر يعطي ظلال كبيرة من الشك والأسئلة الثاقبة حول مصداقية هذه التهم وإن كانت خطيرة، وإن كانت خطيرة طبقاً للقانون الإسرائيلي يزج طبقاً لها سنوات طويلة في السجن، لذلك أنا أشكك فيها لأنه جزء منها لا يستند لا إلى قرار وإن كان يستند فهي واهية للغاية ويجب أخذ هذا بنظر الاعتبار.
حسن معوض: دكتور أحمد هل توافق مع دعوة محمد بركة عضو الكنيست أيضاً البشارة بالعودة للبلاد لمواجهة الاتهامات أم تفضل أن يبقى في الخارج لأن لا يقع مثلاً اتهامات ومحاكمة وسجون وما إلى ذلك؟
د. أحمد طيبي: لست في وضع أقدم فيه العظات للآخرين ولكنني.
حسن معوض: نصيحة وليست عظات.
د. أحمد طيبي: نعم.. نعم ومتعاطف ومتفهم للمحنة وللأزمة الموجود فيها بشارة، ولكن لا أريد لا أن أقول له قرر هكذا أو ذلك لكي لا يفهم أن هذا من باب الإثقال على زميل، أعتقد أنه هو أفضل من يعرف ما هي الخطوة الأنسب له وهو يعرف تماماً ماذا يحاك له وعليه يجب إعطاؤه حق القرار في هذه القضية اللي فيها كمان بعد شخصي بعد عائلي بعد سياسي طبقاً لذلك.
حسن معوض: طيب، دكتور أحمد ما رأيك يعني فيمن يقولون بأن هناك يعني بالمقابل للعودة للإسرائيل بالنسبة للدكتوره أو غيره مثلاً هناك محاذير من البقاء في الخارج، هناك من يقول أنه قد يصبح يعني ضحية صراع المحاور العربية هل توافق على ذلك لو بقي في الخارج؟
د. أحمد طيبي: يعني هي المحاور العربية ناقصها ضحايا أو مواضيع؟! نتمنى أن لا يكون ذلك، وأعود وأكرر أن النائب بشارة هو الأحق في أن يقرر خطواته، وموقفنا المبدئي والعلني هو كما جاء هنا وكما جاء سابقاً في تصريحات أننا نشكك تماماً في هذه التهم الأمنية التي قد تتساقط في المستقبل كما تساقطت غيرها من اتهامات لشخصيات أخرى بالرغم من خطورتها.
حسن معوض: دكتور أحمد في نفس السياق أيضاً نقل عنك القول عن قضية بشارة عزمي بشارة سوف نتعامل مع هذه القضية بما يخدم الحقيقة والمصلحة العامة المصلحة العامة لإسرائيل أليس كذلك؟
د. أحمد طيبي: المصلحة الوطنية العليا، الوطنية يعني الوطنية العربية، نقصت كلمة أنت هذا بيان اللجنة المركزية للحركة العربية للتغيير والمصلحة الوطنية العليا تقتضي أن نقول لهؤلاء الذين يريدون أن ينقضوا على القيادات العربية أنا حقق معي عند زيارتي للبنان وجاءوا لي باقتباسات أنا قلتها للصحافة اللبنانية وأنا في مقبرة صبرا وشاتيلا حرّف قسم منها، أنا أريد أيضاً أن يقف إلى جانبي من يعتقد أن هذه حملة أيضاً ظالمة، ونحن نقف مع ما نعتقد أن هذه التهم هي ملفقة وظالمة، ولذلك هذا هو الموقف الأخلاقي والسياسي الذي ينطبق طبقاً للمصلحة الوطنية العليا.
حسن معوض: دكتور أحمد كنائب في الكنيست الإسرائيلي وكمواطن إسرائيلي في نهاية المطاف المصلحة العامة الإسرائيلية ألا تهمك؟
د. أحمد طيبي: يا أخي المصلحة العامة الإسرائيلية اليوم في الحديث للبوليتيك كوريكت في إسرائيل والإجماع الوطني يقول بضرورة الاستمرار بالاحتلال في نابلس وغزة هل هذا يسري على أحمد الطيبي! هل هذا يسري على الشيخ إبراهيم صرصور! مش بس لا يسري علينا نحن نعادي هذه المصلحة أكثر من ذلك الصهيونية تقول بنظافة هذا الوطن من سكانه الأصليين العرب! هل هذا يسري على أحمد محمد أو محمود مش بس لا يسري نحن نعادي هذا الطرح وسنستمر بالقول جارةً أننا نعادي الفكر الصهيوني الذي اقتلعنا من هذه البلاد ويريد أن يستمر في هذا الاقتلاع.
حسن معوض: دكتور أحمد لم يبق وقت طويل، لدي سؤال أرجو أن تجيب عليه بسرعة في الواقع نقل عن الدكتور عزمي بشارة قوله بأن هناك قلة من النواب العرب في الكنيست ممن يعتمدون الانتيازية ويعملون تحت السقف الإسرائيلي للاستفادة من غيابه، كيف تعلق على هذا الكلام؟
د. أحمد طيبي: لا علم لي بهكذا تصريح ولكن..
حسن معوض: نحن ننقله لك ما رأيك فيه؟ هناك قلة انتهازية هل هناك قلة انتيازية؟
د. أحمد طيبي: الكنيست مليئة بالانتهازيين، فهكذا هي السياسة هناك 120 عضو كنيست.
حسن معوض: إذاً هذه النقطة وصلت في الختام أشكر ضيفي الدكتور أحمد الطيبي نائب رئيسة الكنيست الإسرائيلي، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.