facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف تركع "أسرائيل" من دون حرب!


شحادة أبو بقر
15-10-2019 08:07 PM

عرب اليوم عاجزون تماما عن مواجهة إسرائيل عسكريا لإسترداد حقوقهم ، تلك حقيقة يدركها كل العرب والإسرائيليين والعالم ، وأسرائيل تتمدد كل يوم وتأخذ راحتها كاملة في ذلك وعيونها تتجه صوب ما هو أبعد من فلسطين ، والهدوء الذي يسود الضفة الغربية منذ سنوات يوفر لها بيئة خصبة لتنفيذ مخططها تباعا .

الصراع العربي الإسرائيلي هو في نظر شعوب العالم النابه اليوم ، أن هناك دولة ديمقراطية متحضرة ومسالمة هي إسرائيل تعيش وسط طوفان بشري إرهابي يعيش في دول غير ديمقراطية تحكمها أنظمة دكتاتورية وهم يسعون جميعا لتدمير تلك الدولة وإلقاء شعبها اليهودي في البحر ، ليس لسبب سوى أنه يهود فقط ! .

هذا فهم وإنطباع تجده لدى معظم شعوب العالم المؤثر في أحداث الكوكب ، والسبب هو الدهاء الإعلامي والسياسي الصهيوني الموجه إلى تلك الشعوب على مداد أزيد من ثمانية عقود حتى الأن ، مقابل خطاب إعلامي وسياسي عربي مشلول أصلا وهو موجه للعرب فقط ، بمعنى أننا أمضينا ثمانين عاما نخطب على بعضنا البعض وحسب ، حتى المجتمع الإسرائيلي نفسه عجزنا تماما عن مخاطبته بغير لغة التهديد والعنتريات الفارغة من مضمون فاعل ! .

العالم اليوم غير الأمس ، العالم تغير تماما ، ونحن لم ويبدو أننا لن نتغير ، العالم اليوم يعج بمؤسسات مجتمعية وإعلامية وسياسية وفكرية وثقافية وعلمية وتجارية وتقنية مدنية لها دورها الفاعل وأثرها النافذ في السياسات الدولية ، وبصورة تفوق أدوار حكوماتها ، ولدى بعض العرب مؤسسات تقليدية مماثلة يجني بعضهاعوائد مالية من تلك المؤسسات لغايات تخدم أهدافها هي وليس أهداف مؤسساتنا .

في ضوء التشتت والعجز العربي عن المواجهة العسكرية ، فإن هناك أبوابا أخرى واسعة جدا لتركيع الجبروت والغطرسة الإسرائيلية وبيسر تام ، وهي أبواب تتمثل في خطاب إعلامي وعلمي وفكري وسياسي عربي مدروس بعناية يجري توجيهه إلى العالم الآخر لمخاطبة شعوب وقوى المجتمعات المدنية وبلغاتها الأم ، في أميركا خاصة وأوروبا بعامة وسائر شعوب الأرض ، لدحض الرواية الإسرائيلية الصهيونية الظالمةالمستفحلة منذ عقود في ذهنية تلك الشعوب التي تؤمن بالحرية وبالعدالة وبالديمقراطية وبحقوق الإنسان وسوى ذلك من قيم في حياة الشعوب .

لو بدأ العرب أو بعضهم على الأقل وبالذات في فلسطين والأردن كمقدمة مثلا ، بتوظيف الكلمة والصورة والوثيقة في مخاطبة شعوب العالم ومؤسساته المدنية والأكاديمية والدينية والفكرية والسياسية والأجتماعية ، وباللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والصينية والإسبانية والإيطالية وغيرها ، لتغيرت مفاهيم شعوب العالم ولعرفوا الحقيقة كما هي خلافا للرواية والدعاية الصهيونية التي تفتقر إلى أدنى درجات الموضوعية وتنقصها الحقيقة كاملة .

لا تجد مؤسسات العالم الحر المدنية غضاضة أبدا في الإنحياز إلى الحق خلافا لمواقف حكوماتها ، ولا يضيرها مقاطعة المعتدي الإسرائيلي ثقافيا ورياضيا وفكريا وعلميا وإجتماعيا وسياحيا وحتى تجاريا ، وما مقاطعة بعض منها لمنتجات المستوطنات مثلا ألا الدليل على وجاهة ما نقول عندما عرفت تلك الشعوب أن المستوطنات تقام على أراض فلسطينية مسروقة ! .

اعرف أنني أنفخ في قربة مخرومة ، خاصة والمؤسسات الفلسطينية نفسها لا تفعل شيئا يذكر على هذا الصعيد ، بإستثناء مساهمات بسيطة معظمها ينظم من جانب مغتربين صاروا على معرفة بطبيعة نمط تفكير الشعوب في أماكن إغترابهم ، لكنني لا أقارب اليأس ، وأدعو مؤسساتنا الأردنية رسمية ومدنية معا لبناء خطاب إعلامي موجه إلى العالم الآخر يكشف مخططات إسرائيل للتهجير وما يسمى الترانسفير أملا في إقامة ما يسمى بالوطن البديل وتفريغ فلسطين من شعبها

مثل هذا الخطاب الإعلامي المدعم بالصورة والوثيقة والحدث ، وعبر وسائل عالمية موثوقة ومتطورة ، يمكن أن توظف السلطة الفلسطينية خطابا مماثلا له ، فلديهم كل الوثائق والمعلومات والصور التي يمكن توظيفها في مخاطبة شعوب العالم وليس العرب ، لشرح ما لحق وما يلحق بالشعب الفلسطيني من ظلم ، خاصة وأن لديهم وقتا كافيا لذلك ، في وقت يثبت فيه ، أن كل الخطابات والمحاولات عبر المنابر الرسمية العالمية لم تؤت شيئا ملموسا على مدى ثمانية عقود حتى الآن ، فيما المخطط الإسرائيلي ينفذ ويتمدد كل يوم ولا من مجيب ! . الأمر الذي يعني أن علينا التوجه نحو مخاطبة الشعوب قبل حكومات دولها .

ليس بمقدورنا تركيع الصلف الصهيوني بالمواجهة العسكرية ، ولكن بمقدورنا عمل الكثير وفقا لما أشرت أعلاه ، لتعرية السياسات والمخططات الإسرائيلية في نظر شعوب العالم كافة ، وليس سرا أن الشعوب هي من تحدث الفروقات في مواقف دولها أكثر مما يفعل السياسيون ، ومتى أدركت الشعوب الحقائق التي طمست لعقود طويلة ، ستجد إسرائيل نفسها معزولة ومنبوذة عالميا على الصعد الشعبية ، وستضطر للخضوع والركوع رغم أنفها لهاتف الحق مهما بلغ جبروتها وأيا كان داعموها ومنفذو صفقاتها البائسة . لا حول ولا قوة إلا بالله ، وهو سبحانه من وراء قصدي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :