facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الهاشميون هم "نبراس" المملكة


شحادة أبو بقر
30-10-2019 10:43 PM

أعوذ بالله من النفاق وسوء الأخلاق وقول الزُّور ، وبعد :

لم أعش زمنا أردنيا يتطلب مطلق الصراحة وصدق الموقف والكلمة كما هو هذا الزمان ، حيث تختلط الأمور وتتشعب الآراء والمواقف تحت وطأة الواقع الصعب الذي نعيش محليا وإقليميا وما يؤثر في ذلك دوليا ، ولم أجد طيلة حياتي واقعا أردنيا يتطلب أن نرتقي جميعا بالفكر والطرح والرأي والرؤية كما هو وقعنا اليوم تحديدا ، حيث يطغى الغث على السمين ، بحيث بتنا جميعا وشئننا أن أبينا ، في حالة قلق وشكوى وتذمر وربما خوف ، حتى وصل الحال بنا أو ببعض من يزعمون النباهة فينا ، حد الصمت عن الجهر بالحق ، مخافة الإتهام بالنفاق أو المزايدة على أوجاع الناس ومرارة ما يعانون .

وخروجا عن عن هذا الواقع المؤلم الذي ينذر بما هو أخطر وأسوأ لا قدر الله ، فإنني أود التذكير وسط اللجة والزحام وحديث الحداثة والدولة المدنية وما يندرج في إطارها من رؤى وتفاصيل وتمنيات ، بحقيقة أن الهاشميين الكرام كانوا وما زالوا ويبقون ، هم ( نبراس ) المملكة ، فهم من وضعوا اللبنة الأولى للتأسيس في أصعب الازمنة ، وإلتف حولهم ومعهم رجال رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، بايعوهم بالخلافة إبتداء ، ثم بالملك تاليا ، وبنوا معا وبرجولة عز نظيرها ، وطنا كان ويبقى بعون الله ، شامة وهامة يشار إليها بالبنان إعجابا وإندهاشا من جانب العدو قبل الصديق .


وسار الركب عزيزا قويا مهيب الجانب والجناح ، منتصرا على سائر المؤامرات والمصاعب والتحديات والتطلعات التي لم تنقطع يوما الا لتبدأ من جديد ، لتجد الصخرة الأردنية وقد زادت صلابة ومنعة بإلتفاف الشعب ، كل الشعب ، حول العرش ، والملك الجالس على العرش ، ونسج الإثنان معا ، الشعب والملك والهاشميون جميعا وبلا إستثناء ، علاقة وجدانية عصية على الإختراق برغم هول المحاولات التي أدركت أن سر منعة المملكة الأردنية الهاشمية ، هي تلك العلاقة الراسخة تحديدا ، حيث الشعب ، رديف قوي للجيش وقوى الأمن ، في مشهد يصعب حتى الإقتراب منه بمحاولة بائسة ، فالعرش إستوعب حتى من خرجوا عليه وضده ، وبوأهم أرفع المناصب الحساسة ، فصاروا أشد القوم وفاء وإخلاصا للعرش وللملك وللوطن وللهاشميين جميعا وبلا إستثناء .


وشق الأردن طريقه مرفوع الهامة والقامة وفيا لفلسطين ولقضيتها ، وللعروبة وأصالتها ، مضحيا في سبيل ذلك ، بما لم يضح به أحد مثله . وتطورت الظروف وتغيرت الأحوال في الدنيا كلها ونحن جزء منها ، وصرنا نتحدث عن الديمقراطية وشؤونها ، والحداثة وتفاصيلها ، ودخل الإقليم كله ، في متاهات وصدامات وحروب مدمرة تحملنا وما زلنا ، الوزر الأكبر منها ، وبلغ الفقر منا مبلغه ، والفقر والجوع كافران ، يخرجان النفوس عن أطوارها ، ويفتحان الأبواب واسعة لتدخل الغرباء والطامعين والطامحين ، وفعلهما كالسحر والعياذ بالله ، يفرقنا حتى بين المرء وزوجه ، ويؤسسان للفوضى والتذمر والشكوى وربما النقمة أيضا ، خاصة إذا ما إختلطا بحديث الفساد والمحسوبية وإهتزاز موازين العدالة والمساواة ، وإمتلأ الفضاء والأفق كله ، بطوفان وسيول عارمة من المعلومات والإشاعات والتكهنات والتحليلات التي يحملها الأثير بلا تردد ، بكل ما لها من تأثير سلبي وإيجابي معا ، ومن الطبيعي أن نتأثر ، إذ لسنا إستثناء دون شعوب الكوكب .


وعليه : وعودا إلى الحقيقة ذاتها ، والتي قالت وتقول تاريخيا ، أن سر صمود الأردن ومنعته وقوته ، هو صلابة العلاقة بين الشعب والعرش ، أرى أن هذا الزمن الإقليمي والدولي القاهر الصعب المر المرير ، يتطلب اليوم وأكثر من أي وقت مضى على إطلاقه ، أن نجاهد صادقين مخلصين معا ، من أجل تمتين العلاقة تلك أكثر فأكثر ، خاصة ونحن نرى عيون الذئاب تطل من كل حدب وصوب ، علينا وعلى أشقائنا في فلسطين تحديدا ، وإلا فنحن نتقاعس عن الدفاع عن وجودنا مملكة أردنية هاشمية ، وعن مساندة أشقائنا المتشبثين بثرى فلسطين برغم كيد المحتل الغازي المتطلع لما هو أبعد .

وتحقيقا لهذا الهدف السامي الكبير ، أدعو صادقا بأذن الله ، إلى عقد مؤتمر وطني أردني برعاية ملكية سامية وبحضور هاشمي كامل ورجالات دولة وعشائر ومخيمات وعائلات وشخصيات وطنية حزبية ونقابية وأكاديمية وفكرية وكل من لهم صفة تمثيلية إجتماعية وسياسية وإقتصادية وشبابية ونسائية ، للتباحث فكريا وعلميا في سائر شؤوننا الوطنية .

مؤتمر كهذا وقد بات ضرورة ، سيمكننا من الخروج وعبر لجان متخصصة بقرارات وتشريعات تنظم واقع بيتنا الأردني الهاشمي سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا ، ووضعها بين يدي جلالة الملك ، بإعتبارها وثيقة وطنية وخارطة طريق للوطن في حاضر ومستقبل أيامه ، تحصينا له ضد العاديات والمفاجآت والتحديات وما أكثرها في هذا الزمان ، خاصة وأننا لم نعد نملك ترف الإنتظار وتسيير الأمور بالأدوات الراهنة ، فلا بد ولمصلحتنا جميعا ، من تجسيد حقيقة أن الهاشميين هم حقا نبراس الوطن ، وأن اللحظة باتت تتطلب إشراك الجميع مدنيين وعسكريين عاملين ومتقاعدين ، في الدفاع عن تلك الحقيقة بجمع الصف ووحدة الموقف والكلمة ، ومداواة جراحنا حيثما وجدت ، وإشراك شعبنا كله في إدارة شؤون الوطن وتحمل المسؤولية كاملة عما يتخذ من قرارات وإجراءات لا بد وأن تصب جميعها في مصلحة الأردن وجودا وهوية وحاضرا ومستقبلا . أتمنى ذلك ، والله من وراء قصدي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :