facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لون عيني الرئيس


ماهر ابو طير
25-12-2009 03:23 AM

اغرق كثيرون رئيس الحكومة بالمديح المبالغ به ، في اعلام مازال يعتاش على مفردات التلميع والتطبيل ، وكأن مشاكل الاردن تواجهها هذه المفردات من الكلام الجميل.

من ذاك الاخ العزيز ، وليعذرني مسبقا ، الذي يصف رئيس الوزراء بأنه سبايدرمان ، برغم ان عمان ليست نيويورك ، وبرغم ان الاسم له دلالات سينمائية وتمثيلية ، الا انه اراد ان يُجامل الرئيس بوصفه بهذا الوصف ، ومن ذاك الذي يتحدث عن لون عيونه وطلته البهية ، وذاك الزميل الذي يُحدثك عن بذلة الرئيس وربطة عنقه ، بعد لقاء عابر معه في الرئاسة ، الى اخر هذه اللغة الخشبية التي لم تعد سوقا رائجة ، وسط بلد تعليمه الاعلى في شرق المتوسط ، وفيه ايضا اعلى نسبة استخدام انترنت مع لبنان ، مقارنة ببقية الدول العربية.

الانسان بطبيعته يتأثر بالكلام الجميل.غير ان رئيس الحكومة الذي خبر العمل في الديوان الملكي ، يعرف ان كثيرا من هذا الكلام غير قابل للصرف في الحياة ، ويعرف هو كم قيل بحقه حين كان في الديوان الملكي الهاشمي مثل هذا الكلام الجميل ، وماذا كان يقال بحق غيره ، وماذا يقال بحقهم حين يرتاحون ، ثم ماذا يقال بحقهم حين يعودون.القصة ليست عدم استحقاق الرئيس للكلام الجميل ، ولا لوصفه بمافيه ، بل تتعلق بالمبدأ ، فأي اعلام يلعب دور"المكوجي"ينحرف عن دوره الاساس ، ويضر الشخص الذي يتم مدحه ، ولاتنطلي المدائح على اي سياسي ذي عين ثاقبة في نهاية المطاف.

الرئيس قام بخطوات تُحسب له ، وبشكل سريع وديناميكي ، ولايقف عند مفردات التطبيل هنا او هناك ، وهو يعرف ان الملك اختاره ليعمل ، ويحظى بدعم ملكي غير مسبوق ، ولاتقف حواسه عند مفردات التملق او المديح ، وهو لايريد مديحا ولااساءات شخصية.كل مايريده الرئيس مناقشة موضوعية محترمة ، لما تفعله الحكومة ، والمناقشة الموضوعية ، مقبولة عنده ، لان لااجندة خلفها ، ولاحسابات ، ولااصطفافات ، والمناقشة الموضوعية هي التي يحترمها رجل مثله ، وهي التي يحترمها شعبنا ، وهي التي تفيد البلد ايضا.

الكاتب الصحفي ، ليس مطربا يغني الوصلات وفقا لما يريده السامعون ، ودوره هو ان يحترم الذائقة العامة ، والذهنية الوطنية ، وان يتحدث بموضوعية ، فلايحب ولايكره لاسباب شخصية.الرئيس ايضا يهمه ان يسمع اراء ومقترحات ، ولو كنت مكانه لما قبلت اصلا صرعة المائة يوم ، لانها ورطة يتورط بها رؤساء الحكومات ، ولديهم ملفات بحاجة الى عام او عامين ، حتى تتغير نتائجها ، فكيف نحشر رئيس الحكومة ، اي رئيس في مدة المائة اليوم ، ونحن نعرف فنيا انها لن تكفي حتى ليتعرف الرئيس على ربع مشاكل البلد.

لايعني هذا ان رئيس الحكومة يريد خصوما في الاعلام ، وانه يريد ان تهاجمه الاقلام.القصة ببساطة ان الزائد اخو الناقص.وزميلي العزيز الذي يصف الرئيس بسبايدرمان يُحّول الاردن الى مدينة سينمائية غارقة في خيوط العنكبوت وفي وصلات الحروب الصغيرة.

سمير الرفاعي يستحق الدعم والمؤزارة ، لكن عبر الحديث عن قراراته حتى اليوم وجدواها ، وليس عبر الحديث عن ربطة عنقه وطلته وعضلاته ومشيته....ولون عينيه ايضا ، فلا ينفعه هذا الكلام ، ولايقبله ايضا ، لانه يعرف ان كثرة اعتادت بيع خدماتها لكل حكومة جديدة ، على طريقة فًرق الافراح التي ترقص كل ليلة في زفة.

صباح الخير ياوطني.

mtair@addustour.com.jo
الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :