facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما نغضب للوطن؛ كي ينتصر .. !


د.طلال طلب الشرفات
03-04-2020 05:33 PM

عندما طالبنا بإلحاح من الحكومة الإسراع في تفعيل قانون الدفاع ، كنا نعلم أن أحكام هذا القانون ستكون قاسية، وكُنّا نُدرك أن الذهنية الشرقية العرفية ستطغى على تطبيق تلك الأحكام؛ لأنها جزء لا يتجزأ من الثقافة الشرقية التي تميل لاستعراض القوة وتجد متعة في تذوق الطاعة الكاملة بعد سنوات من الاستقواء على الدولة من قبل الكثير من الفئات الاجتماعية والسياسية والنقابية حتى كادت الدولة أن تفقد بريقها لولا أن جاء تفعيل قانون الدفاع؛ ليعيد لها هيبتها وللمؤسسات العامة بريقها المتهالك. كُنّا نعلم ذلك ولكنّا أردنا الانتصار للدولة؛ لتضبط إيقاع الجائحة الخطير .

حالة الضغط النفسي الهائل الذي يعيشه الأردنيون جراء الحظر يمكن احتماله عندما تكون الشفافية والمساواة وعلى قاعدة "القسوة في السوية عدل في الرعية" وعندما تكون الحكومة مدركة لأدبيات العلاقة التبادلية مع الشعب وعلى قاعدة احترام التفويض واستشارة أطراف العلاقة الشعبية ومنها البرلمان والأحزاب مع ضرورة إدراك الفرق بين أحكام قانون الدفاع والأحكام العرفية الواردة في المادة (125) من الدستور .

نحن مع الحكومة في حزمها لفرض الحظر ، ولكنها تأخرت في حجز القادمين وتسرعت في إخراج المحجور عليهم في الفنادق وعدم فحصهم جميعاً عندما استندت إلى مفهوم الأعراض ومدة الحضانة للفيروس ، وهذين المعيارين غير كافيين للجم هذا الوباء اللعين ، سيّما وأن الأسبوع الذي سبق الحجر على القادمين كان أخطر فترة في تسلل الوباء إلى الداخل إذ كان بالإمكان الإجهاز عليه لو أسرعنا أكثر .

في إربد ثمّة استبسال في السباق مع الزمن لتطويق بؤر الوباء الصغيرة، واللجنة التنفيذية لمواجهة فيروس "كورونا" تقوم بجهد وطني خلاّق يقوده محافظ إربد الذي بقي في الميدان هو ورفاقه من أعضاء اللجنة من مدنيين وعسكريين وفي شوارع القرى التي تم عزلها لوجود إصابات فيها في مشهد وطني يعبر عن حرص هؤلاء على تهدئة الناس وتلبية مطالبهم المعيشية ، ويرافق ذلك حزم وحكمة في إدارة المشهد العام والسرعة في الإجهاز على كل مظاهر القلق.

ما زالت الحكومة وفريقها موضع ثقتنا ودون أن نسجل لأحد نقطة تفوق على غيره من الوزراء والمسؤولين وربما بات من الواجب على الحكومة أن تستمع أكثر إلى توصيات لجنة الأوبئة بعقلانية وبعيداً عن رأي الأغلبية لأن الجميع في مركب واحد ، وأن يتم التوسع في الفحص وأن لا نستعجل الانتصار كي لا نصاب بخيبة الأمل في مقاومة هذا الوباء الغادر الذي أرهقنا في كافة المجالات الإقتصادية والاجتماعية والنفسية.

القوات المسلحة الاْردنية - الجيش العربي- والأجهزة الأمنية تقوم باداء بطولي مميز في كل أنحاء الوطن وبشكل استثنائي في اربد الغالية، والكوادر الصحية خط الدفاع الخطر في هذه المعركة هي سنان الرمح ، ومبعث الفخر في هذه المعركة الشرسة ، والتناغم الحكيم الذي توًديه المؤسسات العامة لتنفيذ أوامر الدفاع، ومواجهة الوباء لا يتقدم عليه سوى إرادة هذا الشعب الصابر المرابط الذي يصر على الانتصار ،وفوق كل ذلك القيادة الهاشمية الحكيمة التي نفاخر بها الدنيا.

وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الطيب وقيادتنا المظفرة من كل سوء..!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :