facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سبعة ايام بعد هدم الاقصى


ماهر ابو طير
21-01-2010 03:12 AM

كانت الساعة تشير الى التاسعة صباحا.استيقظت متثاقلا.شاشة التلفزيون امامي تبث خبرا عاجلا،يقول انهيار المسجد الاقصى،بشكل مفاجئ،وقوات الاحتلال تحيط بالموقع وتمنع دخول احد الى الحرم القدسي.

بعد يوم واحد من انهيار المسجد الاقصى يتداعى العرب الى قمة عربية عاجلة لبحث الحدث الجلل،بيان منسوخ عن القمم السابقة سوف يصدر وتهديد ووعيد لاسرائيل،واتصالات سرية معها،لطلب صبرها على الغضبة العربية المباعة للجماهير فقط.مسيرات ومظاهرات في الشوارع من موريتانيا الى باكستان.مواجهات مع شرطة القمع في كل مكان.وحرائق لُدمى تمثل نتنياهو واوباما،وبضعة حجارة تتساقط على سفارات غربية هنا وهناك،ومسيرات غاضبة في الضفة الغربية يتم اطلاق مليون رصاصة فيها الى السماء،بدلا من العدو على الارض،وشموع في فلسطين الثمانية والاربعين،وغضب عارم في غزة.

اليوم الثاني تزداد حدة المظاهرات والمسيرات،وتمتد الى دول اخرى،وقد تأمر بها انظمة شمولية لاستيعاب رد فعل الجماهير.ودعوة لقمة اسلامية عاجلة،يتم خلالها اصدار بيان اخر يشابه بيان القمة العربية،واعتذارات من تحت الطاولة لاسرائيل،لان البيان حاد قليلا في اللغة،وشكوى يُقرر العرب والمسلمون تقديمها الى "اليونسكو" بأعتبار ان الاقصى اثر تاريخي،وليس مسرى محمد ومعراجه صلى الله عليه وسلم،وشكوى الى الامم المتحدة،وقرار دولي يُندد ويبقى حبرا على الورق،ويضاف الى سلسلة القرارات التي تصدر ويمسح دبلوماسيو الامم المتحدة افواههم بها،بعد تناول "السوشي" في مطاعم نيويورك الفاخرة والاسيوية.

في اليوم الثالث،يتم توزيع رسائل عبر الموبايل لقراءة سورة "الزلزلة" على اسرائيل،وقراءة سورة "الكافرون"،ونواح على شاشات التلفزة من فقهاء مستأجرين لهذه الغايات،يقولون لك بشكل خبيث ان ماجرى دليل على الحقد الصهيوني،وان هذا قضاء وقدر،ويأتي شيخ مُعمم من اولئك الذين باعوا عرضهم وضميرهم للشيطان،فيقولون ان النصر قريب،وان النصر صبر ساعة،وان الارض كلها طهور،وانه يجوز الصلاة في اي مكان في القدس،بأعتبار ان كل القدس حرم،وانه يجوز الصلاة فوق الانقاض،ربما،وانه ايضا هناك وعد رباني لليهود بقيام دولتهم،وقوتهم،وان الله يُمددهم بأموال وبنين،لاقبل لنا بها،وان الله سينتقم من الاعداء.

في اليوم الرابع،تبدأ جرافات الاحتلال الاسرائيلي بأزالة الانقاض،تجرف كل حجارة المسجد الاقصى،وكل البنيان،وتزيلها من المنطقة،فيما تقوم القوات بأعتقال المئات من ابناء القدس،من سكان البلدة القديمة والشيخ جراح وسلوان والمناطق المجاورة،وتنقل اسرائيل الانقاض الى ساحة "المصرارة" قرب اسوار القدس،وتمنح المقدسيين فرصة لاخذ حجر لكل بيت على سبيل التذكار،من حجارة المسجد المهدوم،تحت شعار"العوض بسلامتكم"،وقد تتبرع اسرائيل بارسال حجارة على سبيل التهادي الى دول عديدة،على اساس "تهادوا تحابوا".

في اليوم الخامس،يتدفق المتطرفون والحاخامات الاسرائيليون الى الموقع الذي تم تنظيفه ويصلون بضع صلوات شكرا وحمدا على هذا الانجاز،ويحرق المتطرفون اطنان من الصحف العربية والقرارات،في موقد اقيم للتدفئة في ذلك الموقع،كون الفصل فصل شتاء،وتمنع دول عربية واسلامية المظاهرات،بأعتبارها مضيعة للوقت،وان قضاء الله قد حل،وان لاراد لامر الله،وان للبيت رب يحميه،ويخرج "دجال" عبر الشاشة ليقول اذا كان ربه لم يحميه،كمسجد،فهل سنقدر نحن على حمايته والعياذ بالله،ومن نحن ياعبيد حتى نقدر على شيئ لم تفعله ارادة الله.نسكت ونفكر في الكلام،ونبدأ بدخول عهد الردة بشكل رسمي،لاننا فهمنا اننا احسن الخلق،واننا نستحق نزول الملائكة عند كل مشادة.

في اليوم السادس،يعود العرب الى بيوتهم.بعضنا يشتري اغراض المقلوبة.البعض الاخر يفكر بصحن فول مُدمس ساخن.البعض الثالث يُفكر بتهريبة مخدرات تقيه شر الفقر عبر البحر المتوسط الى اوروبا.البعض الثالث يقرر ان يبحث عن حل عبر الزهد والهروب الى الجبال.البعض الاخر يطالب بقطع ايد النساء وارجلهن بأعتبار ان كشف العورة ادى الى كل هذه الهزائم.والبعض الاخر يرتد عن امته ودينه والعياذ بالله،والبعض الاخير يتيه في بحر مالح،امام هذه الفتنة،وبعض اخر يريد فتوى تسمح له بزواج المتعة.

في اليوم السابع،ويكون يكون جمعة،تقام صلاة الجمعة في كل مكان.عدا المسجد الاقصى.نأخذ دشا ساخنا في الصباح،بعد ليلة باهته او ساخنة .لافرق.نذهب الى المساجد القريبة.نُصلي وندعو على الكافرين،ونعود الى جبل من الارز لالتهام الغداء والنوم مثل سلحفاة مقلوبة على ظهرها.فيما تضع اسرائيل حجر الاساس لبناء هيكل سليمان على انقاض المسجد الاقصى،ويخرج خطيب مستأجر لهذه السلطة او تلك ليقول ان المسجد الاقصى ليس مهما ياجماعة ولو كان مهما لما انتقلت القبلة منه الى الكعبة ذات زمن.

اللهم اليك نشكو ضعفنا وهواننا على الخلق.

mtair@addustour.com.jo





  • 1 NO ONE 21-01-2010 | 01:14 PM

    ابدعت والله يا استاذ ماهر.. لكن لا .. لمن تنادي

  • 2 wesam kalil 21-01-2010 | 01:41 PM

    أبدعت يا أستاذ لكن اتمنى أن تبقى مقالتك هذه كابوسا عابرا
    وكل من عداك ياقدس سيذهب ويذهب ويذهب
    وحمى الله المسجد الأقصى والقدس وأهلها من كل مكروه

  • 3 ربى 21-01-2010 | 03:10 PM

    عزيزي ابو طير
    ماذا نتوقع من تلاميذ هتلر ومجرمي الحرب وقتلة الاطفال والمدنيين سوى هذا النوع من السلوك الوحشي

  • 4 الرياحنة 31-01-2010 | 04:52 PM

    شكرا لك استاذ ماهر تستحق كل تقدير

  • 5 مهند 14-02-2010 | 01:03 PM

    ترانا في المساجد اليوم "اللهم انصر اخواننا في فلسطين اللهم اهزم اليهود وزلزل الأرض من تحتهم" وبعد أن نفرغ من الدعاء نرجع إلى بيوتنا وتبقى فلسطين دعوة ندعوها في المساجد ونتذرع فنقول "شو طالع بإيدينا غير الدعاء" فكأننا بذلك نقول كما قالت بنو اسرائيل لسيدنا موسى عليه السلام "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون"

    شكر للأستاذ ماهر على هذه التذكرة
    كما أرجو من الله أن يحفظ المسجد الأقصى وأن يهدينا للعمل على نصرة إخواننا في فلسطين

  • 6 أبوالكباش 14-02-2010 | 02:15 PM

    المسجد الاقصى لن يهدم بإذن الله لطالما هناك مسلم واحد يقر بوحدانية اللة وبرساله نبيه وفعلا ان للبيت ربا يحميه وهو متكفل بحمايتة من شر كل غاصب ومدنس ونحن لاحول لنا ولا قوه الا بتوفيق من الله عز وجل نسأل الله السلامة والعافيه

  • 7 ابوحمزه 22-02-2010 | 05:43 PM

    اخي ماهر
    ابدعت حين كتبت ، وكانك توصف حال الامةالعربية والاسلامية بادق التفاصيل ، المسجد الاقصى لن يهدم بإذن الله لطالما هناك مسلم واحد يقر بوحدانية اللة وبرساله نبيه وفعلا ان للبيت ربا يحميه وهو متكفل بحمايتة من شر كل غاصب ومدنس ونحن لاحول لنا ولا قوه الا بتوفيق من الله عز وجل نسأل الله السلامة والعافيه ،

    نأمل ان لا يتحقق حلمك ، وان يكون حلمك معاكس ، بان الامة العربية والاسلامية قد توحدت على قرار واحد ، الا وهو تحرير الاقصى من ايدي الصهاينة والمغتصبين

    على اية حال اخي ماهر ، لقد داعبت مشاعر العرب والمسلمين بهذه المقالة ، وربما بعض الغربيين الذين يحترمون قداسة وسيادة بيوت الله ( سواء كانت للمسيحيين او المسلمين )

    شكرا للمرة الاخيرة
    بس بترجاك بلاش هيك احلام ، مستقبلا ،،،،،،،،،،،،


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :