facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العالم قرية صغيرة قراءة سوسيولوجية


أ.د. اسماعيل الزيود
13-04-2020 08:57 PM

بعد أن هبت رياح العولمة هبت معها مفاهيمها المختلفة التي تعكس قوة النظام العالمي المسيطر والموجه فالعالم قرية صغيرة هو ذلك الإصطلاح الذي أخذ حيزا كبيرا في الكتابات وكَثُر إستخدامه بمواقع متعددة وفي غير مواطنه لدرجة أفقدته فيما بعد لأهميته الحقيقية أو أن الإستخدام قد يكون جاء وخدم جوانب محددة بعينها ولحقبة بعينها.

لقد شاع إستخدام هذا الإصطلاح آنذاك ليدلل أكثر على سرعة انتقال وانتشار المعلومات وكأن استخدامه جاء ليشير في تلك الفترة فقط إلى أهمية التكنولوجيا والاتصال وسرعة تبادل المعلومات.

اليوم وفي إطار عالم من التغير السريع الذي نشهده تارة والتغيير الموجه تارة أخرى بات من الضروري جداً إعادة قراءة أهمية استخدامات هذا الإصطلاح وأبعادها لا بل يمكن لي أن أقول إعادة توظيف إستخدامه بشكل يتسق ويستوعب المستجدات وبمعنى أوسع دون الإبقاء على اختزاله ضمن حدود وقالب محدد. بل لا بد من أن نضيء أكثر على المعاني الجديدة والقيمة المضافة لحيز هذا المصطلح تبعاً لزمان وعصر مختلفين أيضا.

لقد بات الواقع المعاش أكثر إختلافا في ظل سرعة التأثير والتأثر ومواكبة التغير الحاصل اليوم ضرورة لفهم المعاني الجديدة للأشياء في كافة أوجه الحياة الاجتماعية بما تشكله من سلوكيات الأفراد والجماعات وجملة التصرفات لهم وانعاكاساتها في شتى صورها في أساليب الحياة وفي النمط والسلوك الاستهلاكي لأي بقعة كانت أو تكون في هذا العالم.

مما ترك آثاراً على مختلف أرجاء العالم وواقعنا الحاضر وعصر الأوبئة وكورونا شاهد عصر، والركود الاقتصادي، والأزمة المالية، واتساع بئر الفقر عالمياً وما تخلفه من تأثير على السلوكيات ثم العادات الإجتماعية والإحلال السريع لها بشكل جارف كلها تغيرات لم تكن مضمنة لذلك الإصطلاح.

في السابق كان التأثير يبنى ويدرس على إعتبار أن الدول الكبرى تأثيرها أكبر ولا شك بذلك فالمغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله فبالتالي فهي قادت العالم حتى في صياغة سلوكياته وطمس ثقافته بإحلال ثقافة النظام الأقوى.

لكن وبعد جائحة كورونا التي شكلت تحدي كبير أمام الدول العظمى مما أثر في الصورة التي رسمها العالم النامي والآخر لأهمية تلك الدول التي حددت شكل العالم ونظامه وقسمته اقتصاديا وثقافيا بأن كرسته عالما تابعا متلقيا.
أعتقد بأن التأثير اليوم أضحى أقل من هذه الدول لأسباب وعوامل متعددة كما ذكرت سقطت تلك الصورة التي رسمها العالم النامي عن ما أصطلح عاى تسميته بالعالم الأول وفقد ثقته به فلم تعد نظريات التبعية الاقتصادية ولا حتي النظريات الراسمالية بتلك القوة وذات التأثير وأن القادم من الأيام سيؤكد ذلك.
إن ما تقدم أعلاه سقته لأدلل بأن العالم بالفعل أصبح قرية صغيرة ولكن ليس بالمعادلة السابقة التي كانت والتي رافقت النظام الجديد وعصر العولمة. فكل ذلك تغير لا بل أن مقوماته باتت إستحقاقات عالمية وهي في طريقها للاندثار فمَنْ يؤثر بمن اليوم، بمعنى إتجاه التغيير والتوجيه هو الأهم ، وكما كتبت وأكدت دائماً بأن عصر ما بعد كورونا سيظهر ذلك ومؤشراته واضحة مقروءة لمن يستطيع أن يدقق أكثر.

أخيرا أقول وكأن جائحة كورونا وهذا الفيروس المستجد جاء وهو يحمل معه إعادة رسم خارطة جديدة لهذا العالم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا؛ يبدو أنها وظائف كامنة تتحق شيئا فشيئا في زمن كورونا وأما ما بعد كورونا فتلك حكاية يطول شرحها ونحن نستشرف ماهيتها منذ هذه اللحظة ونقرأ كثيرا من معالمها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :