facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الغزاة


د. بسام العموش
27-05-2020 01:49 AM

لطالما تهكم بعض المتفذلكين الساخرين عندما كنا نتحدث عن الغزاة وكيدهم وتخطيطهم قائلين : إنكم تعيشون عقلية المؤامرة وتمارسون اللطم ويستحسن أن تنصبوا حائطا" للبكاء مثل بعضهم، وأن كل حديث عن المؤامرة إنما هو تعبير عن العجز والفشل وتبرير الحال !!.

وينسى هؤلاء أننا من دعاة العمل وبذل الجهد والسعي للتحرر ، وأن اليأس لا ولن يتسرب إلى نفوسنا ، لكن ذلك كله لا يمنع من وصف ما يجري وبخاصة أننا نرى كل يوم من الشواهد الدالة على ( عملية المؤامرة ) وليس ( نظرية المؤامرة ) . تتصارع الأمم والحضارات ولم ولن يكون البشر في ساحة تعايش الحضارات رغم تمنينا لذلك ، لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه . الأيام تتداول بين الناس والدول والحضارات ، بل ان الدول لم تسم بذلك إلا لأنها تدول ، فالعمران البشري دوما" يتبعه الخراب والدمار . كان الفراعنة والأشوريون والبابليون واليونان والرومان والفرس والراشدون والأمويون والعباسيون والفاطميون والعثمانيون والصليبيون ، وكانت بريطانيا العظمى والاتحاد السوفييتي وستبقى الأمم تتصارع إلى أن تنتهي الحياة .

ما يهمني أن أشير إلى مظاهر غزو الغزاة لأمتنا، فهم يهاجمون جيوبنا ويسرقون ثرواتنا ويغزون عقول شبابنا ويبتزون دولنا، يرفعون شأن صغارهم وصبيانهم ويحاربون من يريد الحرية والكرامة والاستقلال والرأس المرفوع . زرعوا في بلادنا سرطانات تنهش اللحم وتفتت العظم . مسخوا الكثيرين حتى صار بعضنا يدعو للتنكر لهويته وثقافته وبني جلدته ، استخدموا الإعلام والسينما والمسرح والفن ، وفي نفس السياق دعموا العصا الغليظة وباركوا الضرب بيد الحديد ، وصنعوا حبال المشانق ، دعوا للديموقراطية التي تجلب المهربين والسماسرة وحاربوا النزاهة وصوت الشعوب ، واستأجروا حتى بعض أصحاب المظاهر الدينية ليبرروا لهم أفعالهم، صنعوا جماعات التكفير والغلظة وسلحوهم ودربوهم ليقولوا ان الإسلام هو الإرهاب ، وإن كنت لا تريد الإرهابيين فعليك أن تتمسك بفهم الغرب للدين . جعلوا من المسخ رموزا" من الجنسين في شتى المجالات، وصار الناس بين الترغيب والترهيب . وكلما دعا داع للنهضة قالوا ( عميل، ظلامي، يحمل فكر العصور الوسطى) !! شجعوا المسكرات والمخدرات والنوادي الليلية ، وامتلأت البلدان بالفاسدين أصحاب البطون الجرباء .

فيا أيها الرافضون لنظرية المؤامرة : ماذا تسمون كل ذلك ؟! ألا ترون التجويع للغلابى بينما راقصة أو مغنية تجني خلال ساعة عشرات الألوف ؟ ألا ترون الكوميشن؟ ألم تشاهدوا التزوير ؟ ألم تروا الانقلابات المصنوعة ؟! إن لم تسموا ذلك كله مؤامرة فماذا تسمونه؟! .

ألتفت في نهاية مقالي للمؤمنين بالنهضة للتمسك بالحرية الحقيقيةوالتصميم على النهوض مهما كان الثمن فالنظافة لا يمكن أن تقبل التلوث الفكري والسياسي والاقتصادي . يا مشايخ الحرية ، يا أيها الإعلامي المنتمي ، أيها الأكاديمي المخلص تذكروا أن الأيام دول فكونوا مع أمتكم وحريتكم ونهضة أمتكم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :