facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التعايش الديني في زمن كورونا


د. دانييلا القرعان
11-06-2020 09:38 PM

كورونا.. فيروس يفرض نفسه على شعائر الأديان المختلفة.. التعايش الديني.
كيف أثر انتشار فيروس كورونا على شعائر الأديان المختلفة؟ وما هي الإجراءات التي تم اتخاذها حيال عودة المساجد والكنائس لممارسة شعائرها الدينية؟ وكيف أثر فيروس كورونا على مظاهر التعايش الديني ما بين الأديان المختلفة؟

فرض فيروس كورونا المستجد كوفيد_19 نفسه وبقوة على أجندة الأديان المختلفة، ومع إنتشاره عبر العالم كما تنتشر النار في الهشيم، أحدث تغيرات في العبادات والشعائر للحماية من العدوى.

لا ارهاب ولا لجوء ولا حرب دينية ولا معارك حامية الوطيس ولا عداء بين الأديان، استفرد الفيروس القاتل بإهتمام حكومات العالم ورجال الدين والسياسين والإعلاميين، "برب السماء من يكون كوفيد_19"، حيث بات الملايين من الناس تخفي وجوهها، وبات السلام باليد من الكبائر والمحرمات، وأغلقت المساجد والكنائس أبوابها لأجل غير مسمى، حيث بات في بعض البلدان المسيحية لا يسمح للرجال والنساء الاختلاط عن قرب في الأماكن العامة والخاصة كما كانت من قبل، وأغلب رجال الدين المسلمين والمسيحيين يمارسون شعائرهم الدينية في كنف بيوتهم بعيداً عن المساجد والكنائس، فهذا الفيروس القاتل لا يميز بين الأديان والطوائف، بل هو فيروس ينتشر في كل مكان وزمان دون أشخاص بعينهم على اختلاف دياناتهم.

"اقوى إجراء ممكن وأظهر مدى جسامة المسؤولية وخطورة الموقف" نعم فيروس كورونا الذي أجبر رجال الدين في نهاية المطاف للأمر الواقع، وأخضعهم للتعامل الحذر مع هذا الوباء القاتل، وبسبب انتشار هذه الجائحة وبالرغم من إعادة فتح الكعبة المشرفة عقب إغلاقها لا يزال قرار تعليق الحج والعمرة غير المسبوق قائماً، ومن الملاحظ في الأمر أن القرار الخاص بالكعبة وأغلاقها استثنائي بكل المقاييس، وهي بمثابة رسالة واضحة لكل الديانات السماوية على اختلافها، بإن هذا الوباء ليس بالسهل التغلب عليه وقد يحتاج لسنوات طويلة للقضاء عليه هذا من جهه، من جهة أخرى أثر انتشار فيروس كورونا على إغلاق كافة المساجد في جميع أرجاء المعمورة، حيث أغلقت ومنعت المصلين من الذهاب والصلاة في بيوت الرحمن خوفاً من انتشار الفيروس ونقل العدوى بين المصلين، وبدت خطب الجمعة تبث عبر القنوات الفضائية لجميع المصلين في بيوتهم، وألغي في ظل انتشار الجائحة أساقفة الكنيسة من مختلف الجنسيات المؤتمرات واللقاءات التي كانت مبرمجة قبل تفشي الفيروس، وكما أعلنت دولة الفاتيكان إغلاق كاتدرائية القديس بطرس أمام السياح حتى إشعار آخر، ونفس القيود أيضا شملت مهرجان "هولي" الهندوسي للألوان، حيث ألغي هذا العام لنفس السبب الذي ألغي فيه ممارسة الشعائر الدينية في المساجد والكنائس والمعابد.

أجريت مقابلة مع مهند خورشيد في معهد الدراسات الإسلامية في جامعة مونستر الألمانية، بإن إغلاق الحرم المكي وهي السابقة الأولى من نوعها منذ وجود البشرية، وبالرغم من انتشار الكثير من الأمراض والفيروسات إلا أن فيروس كورونا وهو الأشد خطورة عالميا، أغلق الحرم المكي وتوقفت العبادات فيه ورحلات الحج والعمرة، وممارسة كافة الشعائر الدينية في شهر رمضان المبارك، حيث وصف الموقف " اقوى إجراء ممكن وأظهر مدى جسامة المسؤولية وخطورة الموقف".

"بين الطقوس الدينية وقواعد الوقاية"، تتبنى معظم الأديان مجموعة من الطقوس تهدف إلى خلق روابط حسية وروحية بين مؤمنيها، ومن بينها تقبيل أحجار مقدسة، كما يشرب الجميع من نفس الكأس في القداس المسيحي على سبيل المثال لا الحصر، وفي الدين الإسلامي الحنيف يذهب المصلون إلى المساجد وبعضهم يقدم على الوضوء في باحات المسجد، وممارسة الشعائر الدينية في حرم المساجد، والسلام والتقبيل بعد الإنتهاء من أداة الصلاة، فجميع الطقوس الدينية في مختلف الأديان السماوية تحتاج إلى إجراءات السلامة والصحة العامة وسبل الوقاية في حال العودة لممارسة كافة الشعائر الدينية، ويتطلب ذلك وعي وتدابير صحية للوقاية من انتشار فيروس كورونا.

"الإجراءات التي تم اتخاذها حيال عودة المساجد والكنائس لممارسة شعائرها الدينية"، نعم بعد التحسن الملحوظ، وازدياد الوعي فيما بعد من انتشار الجائحة لدى الشعب الأردني، وانخفاض في إعداد الإصابات نتيجة تفشي فيروس كورونا، أصدرت الحكومة مجموعة من القرارات وكان من ضمنها عودة صلاة وخطبة الجمعة داخل حرم المساجد وفق أسس ومعايير وقواعد صحية وإجراءات صارمة مع المصلين لمنع انتشار الفيروس، وكذلك عودة الكنائس لممارسة شعائرها الدينية وفق أسس ومعايير متبعة أصدرتها الحكومة لمنع نقل العدوى، وكانت من ضمن الإجراءات بالنسبة للمساجد التقيد بلبس الكمامات الواقية وجلب سجادة الصلاة الخاصة بكل مصلي، والتباعد وعدم تبادل القبل والسلام وتعقيم اليدين، والحال أيضا بالنسبة للكنائس واتباع كافة الإجراءات الصحية للسلامة العامة.

"التعايش الديني ما بين الأديان المختلفة في ظل جائحة كورونا"، يختلف الناس في الأديان والأفكار والثقافات وغيرها من الأمور، والأشكالية لا تكمن في وجود هذا الإختلاف، وإنما في القدرة على التعايش معه، فالتعايش يعبر عنه مجموعة من الناس في مكان معين، تربطهم وسائل العيش من المأكل والمشرب وأساسيات الحياة بغظ النظر عن الدين والانتماءات الأخرى، ويعرف كل منهما بحق الآخر دون اندماج وانصهار.

"التعايش الديني في ظل كورونا"، وضع القرآن الكريم منظومة من القواعد الواضحة لحفظ المجتمعات البشرية وإبعاد الفتن الطائفية عنها، كما أعلن الإسلام في مكنون آياته أن الناس جميعا قد خلقوا من نفسٍ واحدة ،كما يعني أنهم يشتركون في وحدة الأصل الإنساني، قال تعالى في محكم تنزيله " يا أيُّها الناسُ اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم قريبا"، وقوله تعالى " ومن آياته خلق السموات والأرض وأختلاف ألسنتكم وألوانها إن في ذلك لآيات للعالمين" صدق الله العظيم.
في ظل جائحة كورونا بدا لنا ان التعايش الديني ما بين المسلمين والمسيحيين أصبح نموذجا واحدا لأن الجميع في خندق واحد، فرأينا عند عودة المصلين للمساجد والكنائس كيف أن الجميع بات يساعد بعضهم، فرجل الأمن العام المسلم يساعد المصلي المسيحي عند دخوله الكنيسة، وإرشاده للتعليمات والتأكد من أخذ كافة الاحتياطات، وفي المقابل من الجانب الآخر المضيء في التعايش ان رجل الأمن العام المسيحي بات يساعد المصلي المسلم عند دخوله إلى حرم المسجد لأداء فريضة الصلاة، والتأكد من جميع الإجراءات الصحية، فهذا النموذج البسيط يدل على مدى التعايش الديني في ظل جائحة كورونا، وكذلك التزام كافة المساجد والكنائس بالاغلاق التام منذ لحظة تفشي الفيروس، لذلك فيروس كورونا فرض نفسه على شعائر الأديان المختلفة وممارسة الشعائر الدينية، وعلى التعايش الديني فيما بينها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :