facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الثانوية العامة ما بين التوتر وضغط المعدل وكورونا


د. دانييلا القرعان
22-06-2020 09:48 PM

أدى خطر انتشار فيروس كورونا _ كوفيد 19 _ في الأردن إلى إغلاق المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء البلاد كغيرها من المناطق حول العالم، وذلك كإجراء وقائي لحماية الطلاب والكادر التعليمي والإداري من الإصابة بالفيروس.

لجأت وزارة التربية والتعليم مشكورة إلى إجراءات تساعد الطلاب في الدراسة، حيث تم استحداث تقنية "التعليم عن بعد" عبر مواقع تعليمية من خلال المنصة الالكترونية على شبكة الإنترنت والتلفاز كخطوة ضرورية لأستمرار المسيرة التعليمية والحفاظ على صحة الطلبة ومنحهم الأمل لتحقيق طموحهم التعليمي.

إن التعليم عن بعد أمر فرضته ظروف جائحة كورونا، إلا أنه لا يغني عن الطريقة التقليدية التي يتفاعل بها الطالب مع المدرس ويلتزم وينضبط الطالب ويتلقى التغذية الراجعة مباشرة، وهذا ما قد لا يوفره التعليم عن بعد بالإضافة إلى تدخل بعض العوامل التي قد تشتت انتباه الطالب خصوصاً اذا كانت أجواء الأسرة متوترة.

لم يعد بإمكان بعض طلبة التوجيهي في ظل الظروف الحالية والخوف من انتقال العدوى لهم من خلال المخالطة وإغلاق بعض المؤسسات التعليمية والمعاهد والمراكز التابعة لوزارة التربية والتعليم ممن اعتادوا الاعتماد على مدرس خصوصي أو الإلتحاق بمعاهد ومراكز خاصة للتقوية، هذه الفئة من الطلاب أصيبت بالإحباط والقلق والتوتر، لذلك يجب عليهم في ظل هذه الظروف الطارئة ان يعتمدوا على أنفسهم في حدود طاقاتهم، وفي وقت يرتفع منسوب الارتباك والرهبة بين أوساط طلبة إمتحان الثانوية العامة "التوجيهي" الذين يعانون هماً إضافياً هذا العام يتمثل ب "فيروس كورونا"، وتحاول وزارة التربية والتعليم التخفيف من حدة ما يشعر به أبنائنا الطلبة في عامهم المصيري بسبب ما ارتبط بالذاكرة المجتمعية عن "التوجيهي ورهبته وتوتره"وبالرغم من تأكيدات الوزارة في ارسال رسائل تطمينيه للطلبه وإنها سوف تراعي كل ما يعترض "طلبة التوجيهي" والذي سيبدأ امتحاناته في الأول من شهر تموز (يوليو) المقبل من تحديات في ظل الظروف الاستثنائية الحالية، إلا أن هذه التطمينات لم تبدد مخاوف الطلبة الحقيقية كما تخبئه أوراق الامتحانات هذا العام.

لقد عانى طلبة الثانوية العامة في هذه السنة الدراسية، بدأت المعاناه مع إضراب المعلمين مع بداية الفصل الدراسي والذي ساهم في تأخير الطلبة عن دروسهم ضمن المنهاج، مما شكل عليهم عبئاً دراسياً كانت معالمه واضحة، ونلاحظ اليوم ما يتعرض له الأردن من تفشي فيروس كورونا بشكل عام، وما يتعرض له طلابنا في الثانوية العامة بشكل خاص من تأثير هذه الجائحة أثرت على نفسيتهم وزادت من ضغوطهم وعلى ذويهم للمرة الثانية خلال هذا العام الدراسي.

يا لسوء الطالع..! أو هو سوء الحظ.. طلبة التوجيهي بالعامية مش عارفين من وين يلاقوها، بدايةً مدارس حكومية لا تدرس وإضراب المعلمين، والطلبة يدرسون موازي عند نفس مدرسيهم "خصوصي"، والآباء يدفعون مرغمين لعلى وعسى أن يحصل أبنائهم مقعد مناسب في جامعة مناسبة وسيناريو الإضراب قبل كورونا، أم زمن كورونا الأغبر، فالمعاناه في المحصلة تزيد وبالنهاية جميعها على حساب الطالب الأردني.

"الثانوية العامة ما بين التوتر وضغط المعدل وكورونا"،طالب الثانوية العامة في ظل جائحة كورونا يتعرض لسلسة من الضغوطات النفسية والتأثيرات الداخلية والخارجية المحيطة به، ويمكن ترجمتها عبر زيادة او ارتفاع منسوب رهبة الامتحانات وخاصة أن امتحانات الثانوية العامة بحد ذاتها لها رهبتها، ومن الطبيعي أن يرتفع منسوب هذه الرهبة في حالة الطوارئ التي يعيشها طالب التوجيهي، وعلاوة على ذلك ارتبطت وتكرست كأمتحانات مصيرية والحصول على المعدل المرتفع، في حين أن الفترة الزمنية للأستعداد لهذا الامتحان لم تكن واضحة منذ البداية، وكل ذلك يرتب آثاراً نفسية لدى طالب التوجيهي، وعلاوة على ذلك غياب حالة الهدوء النفسي لدى الطلبة في الفترة الحالية قد تكون أحد أسباب عدم قدرتهم على التركيز، وحيث أن الاكتظاظ الدائم في المنزل جراء إجراءات حالات الطوارئ تزيد من التوتر العام لهم وكذلك إجراءات السلامة العامة التي ستتبع هذا العام، فالظروف غير الطبيعية في قاعة الامتحان واستعدادات الصحة المرافقة للامتحان ستزيد التوتر والرهبة لديهم.

"مسؤولية الأهل تجاه ابنائهم الطلبة"، لتخفيف الضغط النفسي المضاعف على طلبة الثانوية العامة يقع على عاتق الأهل مسؤولية كبيرة كتلك التي تقع على عاتق الوزارة،و ذلك من خلال التأكيد لهم ان سلامتهم هي الأساس، وبالتالي يجب على الأهل تخفيف الضغوط المستمرة من أجل نيل أبنائهم معدلات عالية تفوق في بعض الأحيان قدرة بعض الطلبة على تحصيلها، وفي المقابل يجب على المراقبين لإمتحان الثانوية العامة منحهم المزيد من الثقة وضبط النفس وتوفير الوقت لتهيئة الطلاب للظروف الاستثنائية المحيطة بهم في قاعات الامتحان وخارجها وذلك قبل توزيع ورقة الامتحان، وذلك من أجل تهدئة الطلبة وتحقيق نوع من الألفة ما بينهم وبين المكان.
كل التوفيق والنجاح والسداد لجميع أبنائنا الطلبة في ظل هذه المرحلة الحساسة والحرجة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :