facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الثقافة قضيّة استراتيجية"


يوسف عبدالله محمود
10-07-2020 11:58 AM

حين نقارن بين المثقفين العرب في مطلع القرن العشرين وبين مثقفي هذه الأيام نجد أنهم كانوا أكثر انسجاماً مع أنفسهم وأشد تمسكاً بالقيم والثوابت المتعلقة بالسيادة القومية والاستقلال.
حين كانت السيطرة العثمانية مفروضة عربياً كان التزام المثقفين العرب بالتحرّر قوياً.
وكما يقول المفكر الراحل د. هشام شرابي "كان المثقفون آنذاك أقرب إلى مراكز الفكر والسلطة والسياسة وأكبر ثقلاً منهم اليوم في عملية أخذ القرارات".
د. هشام شرابي: "أزمة المثقفين العرب". ص165.
وهذا صحيح، فهم وبخاصة في عصر الانقلابات العسكرية التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية، لم يتمكنوا – في غالبيتهم – من ممارسة دورهم النضالي بالقلم.
السلطة السياسية لم تُرحّب بهم إلاّ إذا انخرطوا في نسيجها.
المثقفون العرب اليوم أمام خيارين: إما في ركاب السلطة أو خارجها.
من هم خارج هيمنة السلطة عليهم أن يدفعوا ثمن مواقفهم إذا كانت معارضة.
المعارضة باتت في عصرنا تمرّداً على النظام يجب قمعه. تلك هي المأساة التي نعيشها عربياً. لا يجوز لك أن تنتقد بحرية تصرفات السلطة أو تُبدي رأيك في عدم صوابية هذه المواقف أو ذاك من مواقفها إذا شعرت أنه لا يخدم جماهيرها.
"دورهم التاريخي" لم يعد مسموحاً به إذا خالف النظام. ما أسرع التّهم الجاهزة التي تُكال لهم إذا خالفوا أو التزموا بموقفهم الوطني الذي يشعرون بمصداقيته.
نحن اليوم في ظل التحديات الخارجية التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية بحاجة إلى "نقلة حقيقية" تخرج هذه الأمة من "التخلّف" وتعيد للجماهير وَعيها بهويّتها القومية. ولن تحدث مثل هذه "النقلة الحقيقية" ما دمنا نُعادي "العقل العلمي" والعقلانية العلمية الحديثة. لن يحدث هذا إذا بقي مصيرنا العربي يتحكم فيه الأجنبي.
لن يكون لدينا "عقل علمي" ما دام الكثيرون منا يعتبرون "العلمانية" مُروقاً وخروجاً عن الدين، وبخاصة من أنصار "السَّلفية" غير المنفتحة على حداثة العصر.
أما المأساة الأخرى التي تواجه "ثقافتنا" اليوم فهي "الليبرالية الجديدة" التي يتبناها عدد لا يُستهان به من المثقفين العرب وبخاصة من نهلوا من ثقافة الغرب وغدوا من أنصار سياسته. هؤلاء – وكما يسميهم المُفكر العربي د. علي أومليل – قد انحازوا إلى "ليبرالية بْتْراء" ليبرالية خلت من البُعد الإنساني. د. علي أومليل "سؤال الثقافة العربية" ص67.
أختتم بالقول علينا كعرب أن نعتبر "الثقافة" – وكما يرى د. أومليل – "قضية استراتيجية" لا يجوز المساومة عليها أو التهاون في الدفاع عنها.
المساومة عليها تعني الاستسلام والتخلف والتفريط بالثوابت القومية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :