facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخطاب السياسي للدولة يحدد مصيرها


شحادة أبو بقر
15-07-2020 09:19 PM

الخطاب السياسي العام للدولة، أية دولة هو البوصلة التي تحدد سيرتها ومسيرتها في عيون شعبها وفي عيون العالم , وهو بالتالي ما يحدد مصيرها بمجمله.

فما هو الخطاب السياسي العام الذي أعني ؟ الجواب إنه مضمون وشكل سياساتها الراسخة داخليا وخارجيا إستنادا إلى دستورها ومبادئها وقيمها وعقيدتها والتي تجسد في مجموعها الخطوط العريضة الثابتة المعلنة التي تداوم الدولة على التشبث بها وتأبى التخلي عنها تحت أي ظرف كان فالمبادئ ثابتة والمواقف متحركة ولكن في إطار الإلتزام بتلك المبادئ.

وللتوضيح .. هنالك مثلا خطاب سياسي شيوعي متشدد " كوريا الشمالية " وخطاب سياسي ديني ذو عقيدة شيعية " إيران " وخطاب سياسي ليبرالي رأسمالي " أميركا وأوروبا عموما " وخطاب سياسي عنصري إبتدع قومية جديدة على البشرية كلها هي قومية الدين " إسرائيل " .

قوة الخطاب السياسي للدولة ومن أي نوع كان هي من يصنع لها هويتها السياسية وطنيا وقوميا وعالميا وكلما قوي هذ الخطاب أكثر تمكنت الدولة من فرض حضورها عالميا وبقوة أو على العكس وضعت نفسها في مواجهة مع سائر المختلفين معها ومع خطابها السياسي وذلك تبعا لمدى تقبل العالم النافذ والمتنفذ لنوعية ذلك الخطاب.

الإنسان العربي عموما وكجينات ربما وكموروث تاريخي حضاري ليس من السهل الوصول إلى " عقله " واستقطاب قناعاته وتأييده للخطاب السياسي العام لدولته دون إستثارة " عاطفته " وطنيا قوميا وإنسانيا ومتى تم ذلك استجاب ولنسجم مع مضمون ذلك الخطاب مهما كلفه ذلك من تضحيات وأثمان على العكس من الإنسان الغربي الذي لا تشكل العاطفة أثرا كثيرا في تشكيل قناعاته إلا في حالة الحروب مثلا.

بين العقل والعاطفة يبرز السؤال الذي قد يبدو محيرا في نظر البعض ترى كيف للدولة أن تبني خطابا سياسيا قويا وطنيا وعالميا في الوقت ذاته بينما هي تعاني إقتصاديا ومعيشيا ولا طاقة لها في مواجهة قوى كبرى ظالمة تريد فرض مخططاتها وما ترغب وبالقوة.

والجواب في نظري هو :

في حالة كهذه تملك الدولة أن تبني خطابا سياسيا وطنيا وعالميا " وسطا " أي عاطفيا يستثير مشاعر شعبها وطنيا وقوميا معها مؤيدا لسياساتها ولمواقفها مهما كانت التضحيات.

ذلك هو الشق الأول من مضمون وشكل الخطاب المتصل بالعواطف أما الشق الثاني المتصل بالعقل فيقوم وببساطة على مقولة إخواننا الشهيرة في مصر " الشعب عاوز كده " ومتى تجسدت إرادة الشعب علنيا إزاء الموقف الوطني من قضية وطنية أو قومية ما صار بمقدور مركز القرار في الدولة مواجهة القوى الكبرى بمقولة الديمقراطية وإرادة الشعوب وهي مقولة تقول تلك القوى الكبرى أنها تحترمها ولا تعاندها ولذلك تخلت عن قيادات حليفة لها في خضم جحيمنا العربي الذي يسمى ربيعا بحجة الخضوع لإرادة الشعوب وإحترامها.

الجمع بين بوصلتي العقل والعاطفة في مسلك وسطي يراعي ويحترم إرادة الشعب ومواقفه العلنية فيه البناء السليم لخطاب سياسي قوي لأية دولة تريد السلامة لبلدها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية معا وهو خطاب يكسب داخليا وبقوة ويلزم الآخرين خارجيا على إحترامه وفقا لمبادئهم التي يتغنون بها صباحا ومساء.

ختاما الخطاب السياسي العام القوي للدولة " أية دولة " يتطلب سياسيين أقوياء يتبنونه في الحكومة والبرلمان تحديدا وبالتالي في سائر مفاصل الدولة عندها سيتوقف سيل الإشاعات والإتهامات والتلاوم الذي يحركه الغموض القاتل ويرتقي الخطاب العام للدولة وللبلد والشعب عموما إلى مراتب أعلى وأعف وأنبل وأكرم وفي هذا الطريق القويم نحو تلاحم قوي دائم بين الدولة ومواطنيها.

والله من وراء قصدي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :