facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تأملات في مكة المكرمة


ماهر ابو طير
25-02-2010 01:20 AM

تغيب اسبوعا وفي "مكة المكرمة" ترتاح اعصابك من هذه الصراعات "النخبوية" في عمان وتتأمل الحشد والتحشيد المُضاد،من بعيد،وكأن الجميع يجلس فوق صفيح ساخن،وتكتشف كم هي كل القصة سمجة،حين يغرس كل من تعرف مخالبه في ظهر كل من تعرف،اجتماعيا وسياسيا ومن كل المستويات.

في مكة المكرمة،تسترجع السر الاساس،في الحياة،سر العدالة بين البشر،وحين يطوف حول الكعبة،الالاف الذين قدموا من دول مُختلفة.اعراق مُختلفة.وجوه سمراء وبيضاء وصفراء.الغني والفقير.المُتنفذ والمسكين.تعرف ان السر هو في العدالة،وحين تغيب العدالة عن اي مجموع بشري تحل بينهم الامراض والمشاكل ويستوطن الغضب في قلوب الناس.عندنا لاعدالة لا في وظيفة ولا في حياة.القوي يأكل الضعيف.الغني يتعشى على الفقير.وصاحب الواسطة يسرق وظيفة من ينتظرها سنوات،ومن يُهّمربصوت عال،يُخيف صاحب الصوت المنخفض،فأي عدالة هي تلك حين تتأمل كل شيئ من الخدمات مرورا بما يحصل عليه الانسان،وصولا الى مايدفعه الانسان من ضرائب وضرائب على الضرائب.

الطوافون عند الكعبة مجموع مثالي وسماوي في طوافه، والكعبة حالة خاصة في حياة البشرية لايصح القياس عليها،ومقارنتها بأي مكان اخر،غير انك تتأمل مابثه الدين من قيم اساسية،وبين مايفعله البشر.يدوس السنغالي على قدمك بعنف عند الطواف فيعتذر لك،ولاتجد الا ان تُقبّل رأسه وتطلب منه ان ينسى الموضوع.عندنا لااحد يُسامح الاخر هذه الايام.الكل يدوس على اقدام الكل بسبب ودون سبب،والقصص مثل الدبابيس التي يتم غرسها في الجسد،من بيع الدم مرورا بالضرائب وصولا الى رفع الدعم عن السلع المدعومة،وغير ذلك من قرارات،والحكومات المتتالية تدوس على قدم المواطن،الذي يشتد صراخه،ولايجد حتى من يُبرر له او يعتذر له،على طريقة اخينا السنغالي الذي لاتعرفه ولايعرفك،غير ان الله جمع بينكما في مكان واحد،تحت جاذبية رحمانية ونورانية واحدة.

لان سر "مكة المكرمة" سر رباني يقول ان لافرق بين انسان واخر،والكل قريب ومُقرب،فأن هذا السر يعيد انتاج الاسئلة حول الغضب في صدور الناس،ولماذا هذا الكم الهائل من التشاحن والضيق والقلق.الجواب واضح.مخالفة القاعدة الربانية في العدالة.لماذا يتخرج فلان في معان ويجلس عشر سنوات بلا عمل،ويتخرج فلان البارحة ويحصل على عقد بالاف الدنانير.لماذا يمرض فلان ويحصل على علاج في افضل المستشفيات داخل البلد او خارجه،فيما فلان يموت على فراشه لانه من غزة، وهو ينتظر الدواء غير الموجود او الطبيب غير المتوفر.لماذا يدفع الانسان ضرائب اكثر من شعر رأسه،ولايجد مقابلها حتى ابتسامة من الموظف الحكومي المُبتلى هو الاخر بنقص الدخل،وضيق الحياة.فرد تلو فرد.جماعة تلو جماعة،فيصبح الطواف الدنيوي نكدا وصعبا وضيقا،ويصبح جمع الطوافين على شؤون حياتهم وقد تعثرت خطواتهم،ولم ينالوا لاعدالة ولاحياة هانئة.

في "مكة المكرمة" تمتد تلك اليد الكريمة فترفع عن صدرك احمال ثقيلة،وعن ظهرك الجبال،فتتأمل سر العدالة،بعيدا عن الضجيج والصخب،وتعرف ان المساواة بين الناس،مفتاح طمأنينة اي مجتمع.عند الكعبة الكل راض،لانهم يطلبون فينالون،يشكون ويبكون،يتألمون ويضجون،ويسمعهم واحد احد.في حياة البشر خارج هذه الدائرة الربانية،لابد من استسقاء لذات الانموذج على مستويات فردية وبشرية،فأذا وجد الانسان من ينصفه ومن يستمع له،ومن يرحمه ومن يسعفه،حلت البركة والطمأنينة في اي مكان،وحلت العادلة والانصاف والمساواة كقيم ربانية الاساس،وبشرية الظلال.

حتى نسترد السر الذي اودعه الله في حياتنا،فأهملناه،فسنبقى في تعب،وسنبقى ندوس على اقدام بعضنا البعض،وسيبقى الكل متوتر مستنفر،مشحون غاضب،وستبقى اللعبة مستمرة،لعبة خرس الانياب والمخالب في ظهر بعضنا البعض،ولعبة التحشيد على حساب حياة الناس،لان بعضنا رأى النور،فقرر ان يتيه عنه عامدا متعمدا،فجاء الجزاء معيشة ضنكا.

بين ان تكون سماويا او ان تكون ارضيا فرق كبير،ولم ينتصر اسلافنا الا لانهم كانوا سماويين في الارض،لاارضيين في الارض...أليس كذلك؟.

mtair@addustour.com.jo
الدستور





  • 1 هاني 25-02-2010 | 01:27 AM

    عمرة مقبولة ان شاء الله تعالى ..
    ترجع بالسلامة

  • 2 alef .n 25-02-2010 | 01:54 AM

    أحسنت .جزاك الله .
    سعيكم مقبول انشاء الله
    أطعمنا الله الحجة الصالحة وطهر قلوبناعلى العمل الصالح وقول الحق . آمين.
    جعلها الله معتمرة مقبولة ودعءآ مستجابآ بالخير والغفران
    وتمنياي لشخصكم الكريم بحج لا حجة للشيطان بعده ودفء أيمان للاودوأحفاد وسلالة بعده.
    ألف نون .

  • 3 كرك 25-02-2010 | 10:41 AM

    تقبل الله طاعاتكم

  • 4 فادي عويدات 25-02-2010 | 11:17 AM

    مبارك

  • 5 هاني العوران 25-02-2010 | 11:45 AM

    قال تعالى في كتابه العزيز (ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا) صدق الله العظيم. هنيئا لك العمرة وتقبل الله طاعاتكم وغفر ذنوبكم.

  • 6 عبدالله احمد غرايبه 25-02-2010 | 01:10 PM

    هذه ام القرى مهوى الافئده والقلوب الطيبه النقيه هناك تلتقي السماء بالارض هناك لسان الارض هناك جبال النور شامخة شموخ هذا الدين العظيم تعانق السماء هناك كان الشِعب والحصار وبعده كان فتح عظيم سدنا به الدنيا من اقصاها الى اقصاها هناك زمزم يجلي الصدور والنفوس من ادران الحياة هناك الصفا والمروة حيث الارتقاء فوق سفاسف الامور وصغائرها
    ولن ننسى اننا نحتظن بين ثنايا هذا الوطن اباعبيدة وزيد بن حارثة وعبدالله ابن رواحه وجعفر بن ابي طالب وعكرمه ابن ابي جهل وشرحبيل ابن حسنة وضرار ابن الازور والكثير الكثير
    الحمدلله على نعمة الاسلام

  • 7 سليم المعاني 25-02-2010 | 02:21 PM

    أخي أستاذ ماهر : عمرة مقبولة باذن الله ... كتبها رب العزة لك بأجر حجة ... وذنبا مغفورا ... وضاعف حسناتك ... وثبتك على طريق الحق والخير انه سميع مجيب

  • 8 وائل عطاري 25-02-2010 | 09:04 PM

    اخي ماهر

    تقبل الله طاعتكم ، وفتح الله عليك ، وبارك الله فيك وفي اهلك

    مع الذكريات الجميلة في الحج ، والتي اعتقد لا تذهب عن بالك

    مع التحية والاحترام وبانتظار المسبحة وماء زمزم يا عزيزي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :