facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطاهات ردا على عضو بنقابة المعلمين: جيشنا العربي ليس قوات احتلال صهيونية!


أ.د. خلف الطاهات
04-09-2020 03:02 PM

تابعنا قبل أيام قليلة وبقلوب مجروحة الصور التي ملأت العالم الافتراضي والتي يقوم بها افراد من قوات جيش الاحتلال الصهيوني باهانة رجل مسن من بلدة شوفة التابعة لطولكرم ويقوم احد افراد قوات الاحتلال بالدعس بقدمه على وجه هذا الفلسطيني الشريف.. وقبلها بايام كنا نتابع بفخر كاردنيين وفلسطينيين مشاهد اختلطت فيها مشاعر الفرح الممزوج بالفخر والكبرياء مع الحزن والاسى على مراسم اعادة تشييع جثمان احد مرتبات قواتنا الباسلة من الجيش العربي الاردني في قرية بيتا التابعة لنابلس بعد 53 عاما من استشهاده دفاعا عن تراب فلسطين الطهور.. في الصورة الاخيرة زف الجيش الاردني ومعه اهالي نابلس شبابهم وشيبانهم نسائهم واطفالهم بالزغاريد والدموع وديعة الاردن في فلسطين وهو جثمان الجندي تاركا وراءه سيرة عطرة من تضحيات الجيش العربي الذي سطر اروع مشاهد البطولة نصرة لعروبة فلسطين..

وبعد 53 عاما من تضحيات قواتنا المسلحة الاردنية الباسلة في فلسطين وغيرها من تضحيات مئات الشهداء من اجهزتنا الامنية والعسكرية خارجيا وداخليا وما زالت التضحيات مستمرة من مرتبات الجيش الاردني والاجهزة الامنية، لم نكن نعلم ان يقوم البعض بإهانة ابناء القوات المسلحة الاردنية بطريقة سافرة وتوظيف بعض الصور المؤلمة التي شاهدناها من بعض افراد قوات الاحتلال الصهيوني ضد الابطال الفلسطينين واعادة ربطها ضمن سياقات سياسية بغيضة تساوي حسب منشوراتهم على صفحاتهم الفيسبوكية الجندي الصهيوني المحتل بمكانة العسكري والشرطي الاردني.. لا لشيء وانما فقط لاهداف واغراض تحقيق مكاسب ضيقة تتعلق بقضية المعلمين واظهار الاجهزة الامنية وافرادها بصورة الصهيوني المحتل!!! متناسيا هذا البعض الإرث الطويل لتضحيات الجيش الأردني في كل فلسطين.

اي سقوط اخلاقي واي انحدار في منظومة العمل العام الذي وصلنا اليه هذه الايام.. ايعقل ان من بيننا ما زال ينظر للوطن على انه عدو ولابناء قواتنا المسلحة على انهم قوات احتلال غاشمه الا عديمي المسؤولية وراكبي الامواج وممن لا يريدون بهذا الوطن واهله خيرا!!!!

لربما ان هذا البعض لا يعلم أن الأردن عاش عبر تاريخه السياسي محطاتٍ صعبة وعبَرَ مِحَن وازمات اكبر من ازمة المعلمين، بقيت الدولة دوما هي المنتصرة دام عدوها خارجي، ولم تفرض اسلوب او معادلة الربح والخسارة حينما يتعلق الامر بالشأن الداخلي والخصم للحكومة تكون اطراف داخلية، لا بل كان الوطن اكبر منتصر في كل ازمة داخلية والدليل احداث 1989 والتي دشنت بداية طريق الاصلاح للتحول الديمقراطي!! اما ان يصنع بعض اطراف ازمة المعلمين من دولتهم وقواتهم المسلحة ندا ويتعامل معها كما لو انها دولة معادية ولديها قوات احتلال فهذا افلاس سياسي ورخص فكري وعبث بمكونات الدولة وخلط للاوراق وبحثا عن فراغ ورسالة لا تبعث على الاطمئنان لا بل هو سلوك معادي مغلف بخطاب تحقيري يرتقي للخيانة لا يجب السكوت عنه او عليه!!

الانفراج الذي حصل في ازمة المعلمين تطور مهم بعد لحظات كتم الانفاس في لحظة ترقب حساسة من جميع ابناء الوطن، ظن البعض ان هذا الوطن بلا بوصلة، وتوهموا ان الدولة بلا هيبة، فاستسهل البعض التجييش، والاخر التحريض، ومنهم من لبس لباس الباطل وباعه للناس انه الحق الذي لا يُكّذَّب..تاه البعض في لحظة الانتشاء الجماهيري وحالة الشعاراتية وإيقاع الخطابية الفوقية معتقدا انه الوصي على الناس وان لا احد يمتلك حق الاختلاف او النقد معه الا باذنه!! صعد البعض على الشجرة وهو يقود متعمدا تضليل الناس تارة باسم العلاوة وفجأة وبعد خمس شهور من استلام العلاوة وتوقفها لظرف قاهر على جميع موظفي الدولة تحولت المطالب بقدرة قادر الى "كرامة"..مضى البعض في النفخ والاستعراض وتاليب الشارع وهو واهم انه يصنع دولة من جديد تلبي الاهواء والرغبات، متجاوزا القانون والتعليمات فكانت لحظة حاسمة ان يمارس الطبيب دوره في ايقاظ المريض من حالة التنويم المغناطيسي فسكن الالم وهدأ القلق دون اية مضاعفات!!!

بالافراج عن اعضاء مجلس نقابة المعلمين الموقوف عن العمل وبعض المعلمين ممن خالفوا قانون الدفاع واخرين من بعض الحراكيين، التقط بعض قيادات المجلس الاشارات بدقة، وميدان المعلمين ايضا راهن على حكمة ردة فعل ممن افرج عن بعضهم في قيادة خطاب عقلاني يبعث من خلاله رسائل هادئه وعميقة تحترم التعليمات والقوانين الناظمة للدولة الاردنية، وبالمجمل قاد الدكتور ناصر النواصرة نائب النقيب هذا الخطاب بطريقة تختلف كليا عن فترة ما قبل اعتقاله، فالمطالب ذاتها لم تتبدل لا بل زادت بعد الافراج لكن اللغة كانت اقل انفعالية وباسلوب واضح وبقنوات مسموعة.

حالة الإنكار التي يعيشها مجلس النقابة الموقوف عن عمله وتحديدا فيما يتعلق ببنود الاتفاقية وتطبيق نسبة كبيرة من محاورها جعلت البعض يعيد طرح مطالب المعلمين – وهذا امر طبيعي ومفهوم- على امل اطلاق حوار جاد ومسؤول مع اطراف حكومية تعيدنا الى نقطة التوازن والتي نحفظ من خلالها هيبة الدولة وكرامة المعلم و حق اطفالنا في تعليم ببيئة صفية آمنة بعيدا عن التجاذبات والابتزاز والمصالح الضيقة!! هذه الحالة ما يجب على الجميع ان يعززها ويدفع باتجاهها لتاسيس ارضية مناسبة لاطلاق هذا الحوار ليطوي ملفا غمس من خلاله كل من له خصومه مع الحكومة داخليا وخارجيا، وظن البعض في حالة إستقوا على الدولة ان الشارع هو من سيركب البعض العلياء والمجد المزعوم بالانتصار على الدولة!!

اكتب ذلك وكلي اسف ان البعض من قيادات نقابة المعلمين الذين تعلمنا منهم طيلة الفترة الماضية ان الانتصار لا يكون على الوطن بل له، وان النقابة مشروع نهضوي وليس حزبي، وانها مؤسسة وطنية اردنية لا منظمة اقليمية او دولية تعمل في الاردن، وان رسالة المعلم لا تكون بتعزيز قيم المناكفة بل تعزيز روح المواطنه!! لهذا كله صدمني وغيري من ابناء الوطن ان يقوم عضو مجلس في نقابة المعلمين وعبر منشور له متداول قبل ايام باسقاط ساذج وصارخ بتشبيه افراد قواتنا المسلحة الاردنية واجهزتنا الامنية بقوات الاحتلال الصهيوني، وهو ربط لا يليق بشرف الخصومة، ولا بصورة وهيبة والمعلم الذي نفاخر الدنيا بتعليمنا ابجديات الوطنية والوقف امام العلم كل طابور صباحي، ولا يساقيم مع مرحلة ما بعد الافراج عن قيادات المعلمين والاستمرار من قبل البعض في النفخ والتحريض والاستفزاز والتاليب وعدم الجنوح الى لغة العقل والحكمة التي تتطلبها منا جميعا.

باختصار.. مؤسف ان نقرا ونتابع بعض هذه التصريحات او المنشورات الاستفزازية التي تنم عن حالة النزق التي يعيشها البعض والذين يسعون من خلالها لاستجلاب المواجهة من جديد، وننصح الاخوة معلمينا واساتذتنا في ميدان المعلمين ان حالة الصدام والخطاب الانفعالي لا تخدم اي طرف، والمعلم كلنا اليوم كما الامس نقف معه فلا تسمحوا ولا ترتضوا ان يمتطي قداستكم شيطانا!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :