facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تلوث تربوي عالي الدرجة


د. ذوقان عبيدات
01-10-2020 12:16 PM

ليس أسهل من أن يسمي أحدنا نفسه خبيراً تربوياً، أو يسمي نفسه مستشاراً تربوياً، ونراه بسهولة على أقنية تلفزيونية محترمة أو أقل احتراماً، وليس ممنوعاً أن يقدم كل رأيه، فالفضاء حر، والفتوى التربوية أكثر انتشاراً من أنواع الفتاوى الأخرى، وإن كانت أقل تأثيراً منها، ولو كان لدينا خبراء ومستشارون بعدد فرسان الإعلام لتطور التعليم عندنا، وانتهينا من الجدل ونحت التعابير اللغوية والبلاغية.

امتلأ فضاؤنا بهذه الأفكار، وما سمعته بفتوى واحدة ما يأتي:

- باعت وزارة التربية التعليم إلى التجار! هكذا، فالتربية الآن ملك للتجار ووزارة التربية قبضت الثمن!

- التعليم عن بعد هو دمار للتعليم، فالمستقبل الذي ننتظره هو دمار للتعليم ودمار للأطفال ودمار للأسرة.

- إن المدرسة أكثر ضماناً لصحة الأطفال من الشوارع، فالأطفال أمام خيارين: المدرسة أو الشارع.

- ارتفاع أسعار الأجهزة مثل الآيباد، والهاتف النقال، والكمبيوتر مما يعكس جشع التعليم عن بعد.

- ضمن الدستور التعليم الإلزامي، والتعليم عن بعد هو مخالفة للدستور! أي خبير أو أي مستشار هذا؟؟

- استخدام الأجهزة يدمر العيون والظهر وربما السكري!!

- ليس هناك مواد أساسية ومواد غير أساسية فجميع المواد أساسية لا يجوز التفريط بها.

وتضيف الوزارة مصطلحاً جديداً هو تعطيل المدارس والطلبة، قاصدة بذلك أن التعليم عن بعد هو تعطيل وليس تعليماً.

ولست أدري ما الفلسفة وراء كل هذه الأفكار: نحن في أزمة ولولاها لكان العام الدراسي عادياً، والدوام عادي، والامتحانات مقدمة، والأهالي في تحرر تام من أبنائهم.

وكأننا أمام حقيقة: نعلّم عن بعد من أجل تدمير التعليم ليتنا بصدد مناقشة هذا الزخم من الأفكار السلبية!

والسؤال هل يحق لخبير تربوي أن يبدي مثل هذه الآراء الساذجة تحت سقف حرية التعبير! أو الرأي الآخر!!

لم أسمع أحد قال بأن التعليم عن بعد أكثر نجاحاً من التعليم المباشر، ولم ينادِ أحد بالتحول الطوعي للتعليم عن بعد!

ما يقال هو: التعليم عن بعد كان حلاً لأزمة حاضرة، ولكنه قد يكون حالاً لمستقبل قريب، وأننا بحاجة إلى بناء خبرات تؤهلنا للمستقبل.

نحتاج إلى تطوير تجربتنا في التعليم عن بعد، فالتعلم المستقبلي تعلم ذاتي رقمي، والعمل في المستقبل سيكون منزلياً أيضا! هذا ليس حلماً للسنوات الخمسين القادمة، إنه واقع السنوات العشر القادمة أو العشرين على أبعد تقدير!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :