في بيت متواضع من بيوت مكة القريبة من الكعبة

تجتمع مجموعة من النسوة

حول امرأة شابة مات عنها زوجها منذ شهور

تتهيئ للولادة

وتلد طفلاً جميلاً بكل سهولة و يسر

أضاء مولده أرجاء البيت الصغير

بل أضاء مشارق الارض و مغاربها
-----------------

ترسل الأم إلى جده أن قد أتاك طفلاً فأتني

يأتي شيخ مكة العجوز إليها مهرولاً

والفرحة تملأ عليه كيانه

كيف لا وهذا ابن الحبيب الذي فقده من قريب

يدخل الشيخ إلى البيت صائحاً

أروني ابني ,أروني ابني

يحمله بين ذراعيه ويسرع به إلى البيت العتيق

يطوف به ويدعو الله له ويشكره على عطاءه قائلاً

الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردانِ

-----------------

تسأل قريش شيخها ماذا أسميتَه

أسميته محمداً

تستهجن قريش الاسم ما هذا الاسم يا عبد المطلب؟

حتى يكون محموداً في الأرض وفي السماء يجيب الشيخ

-------------

وكان اسماً على مسمى

حمده أهل السماوات وأهل الارض

فصلى عليه الله وملائكته بالسماء

وأهل الأرض يصلون عليه ليلاً ونهاراً

إلا المحرومين والضآلين منهم

--------------

يعيده الشيخ إلى أمه التي قالت

والله ما شعرت بالألم الذي تشعربه النساء عند الولادة
------------

آه يا آمنة لو تعلمين من ولدتي

آه لو تعلمين ما شأن ابنك وما الوظيفة التي أعد لها

يا أمنة أن ابنك سيد ولد آدم وفخر الكائنات كلها

إنه رحمة الله المهداة إلى البشرية

إنه رسول الله الذي ختم به الرسل

بشراك بشراك يا آمنة فابنك هذا هو حبيب الرب العظيم

إنه من سيحرر الناس من الذل والهوان والطغيان

إنه من سينشر العدل والمحبة والنور بين الناس

هنيئاً لك يا آمنة فلقد أنجبت خير من سار على قدم