facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




زيد حمزة .. سيرة أخلاق أردنية


احمد ابوخليل
03-04-2010 04:39 AM

أول مرة شاهدت الدكتور زيد حمزة كانت قبل عدة سنوات عندما دخل إحدى القاعات حيث كانت تعقد جلسة نقاش وتوجه إلى كرسي في آخر القاعة وجلس بهدوء كمستمع. لم يقف عند المدخل ويلقي نظرة على الحضور بانتظار أن يهب أحد إلى الترحيب به واصطحابه إلى موقع رئيسي كما يفعل المسؤولون الكبار تحت طائلة شجب الحضور وأفكارهم وإدانة سوء التنظيم الذي وقعوا به! مثل هذا السلوك له دلالات على شخصية صاحبه تتصل تحديداً بالجوانب الأخلاقية منها.

في الأمسيتين السابقتين أمضيت ساعات لطيفة في قراءة السيرة الذاتية للدكتور زيد حمزة التي صدرت مؤخراً عن أمانة عمان الكبرى. ويمكن بلا تردد اعتبار الكتاب سيرة في أخلاقيات العمل العام. فالشاب زيد حمزة الذي أمضى سنواته الجامعية في القاهرة حزبياً اختار مغادرة الحزب بهدوء من دون ان ادعاء الاختلاف والخروج احتجاجاً دون إساءة للرفاق بل ببساطة لأنه أقر بأنه غير مستعد لتبعات العمل الحزبي آنذاك واختار العمل كطبيب وما يتصل به من عمل عام, ولكن ذلك لم يحل بينه وبين ممارسة قناعاته وميوله اليسارية وأفكاره التي حملها عن العدالة الاجتماعية, وفي هذا السياق خاض الكثير من المعارك الجريئة في سبيل صحة بسطاء الناس وقاد عملية تأسيس المراكز الصحية تطبيقاً لقناعته بحق المواطن في تلقي العلاج مطالباً بإدراج هذا الحق ضمن نصوص الدستور.

في كل صفحة من الذكريات لم ينس أن ينسب أي فضل لصاحبه, بل إنه لم ينس أفضال خصومه. وفي المعارك التي وجد أنها تفتقد إلى الأخلاق كان يفضل الانسحاب بهدوء تاركاً الانتصارات الوهمية الصغيرة لعشاقها.

مذكرات الدكتور حمزة أخفت الكثير كما يتضح من بين السطور, ولعل صاحبها قدّر أن في ذلك مواصلة للنهج الأخلاقي الذي اختاره, وهو أمر فيه نظر لأن بلدنا بحاجة لجرعة أكبر من الصراحة تجاه ماضيها, وبالطبع فإن أولوية الأخلاق تبقى أساسية.

السطور السابقة مجرد إشارات إلى كتاب جميل أدعو الجميع لقراءته.0

ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :